أجنحة الصقر الذي ما هبط ..إلا ..وطار..!
01-03-2018 04:12 PM

المواطن البسيط سواء في المدن أوالأرياف..لا يكون معنياً ولو في الحد الأدنى من الإصغاء والإهتمام..بمصطلحات المسئؤلين المعقدة وخبراء الإقتصاد حول تشخيص الحالة الإقتصادية للبلاد التي تزداد سوءاً وهي ترقد في غرفة الإنعاش المركزة ميئوساً من حدوث تحسن في صحتها المتردية قياساً الى كل العناصر المعروفة من فساد على أعلى المستويات وضمور الإنتاج المحلي و قلة الصادر المقابلة للإنفاق على الوراد وترهل الوظائف الدستورية وفجاجة التمكين ومزاعم الضرورات الأمنية المقدمة على أهمية الخدمات الأساسية وذلك الصرف البذخي في لزوم ما لا يلزم من مؤتمرات الكلام الممجوج ومسيرات وحشود الخطب المملة ..وكل عوامل الصدأ والدمار التي طالت تروس المشروعات التي كانت تحرك ماكينات التنمية ولو في الحد المعقول !
فذلك المواطن لايهمه إلا ما يليه مما يسقط في قفة ملاحه التي يحاول سد ثقبها بكفه المجهد من ضرب جبهة الحيرة وهو يشهد كل يوم تصاعد اسعار السلع التي تقيم أوده ربما بوجبة واحدة في اليوم وقد باتت حلما يدغدغ مصارين الكثير من الأسر السودانية التي كانت لمة الغداء تتوسط وجباتها الثلاث كمؤتمر عائلي تجمتمع الأسرة كبارها وصغارها حول مائدتها العامرة بما لذّ وطاب .. فأصبحت الآن عند ثلثي نصاب المجتمع المشغول لهثا في كل إتجاه ..تراثاً يتندربه من عاشوه حيال الذين يستمعون اليهم من رعيل الجيل الحالي فاغرين الأفواه تعجبا واستغراباً !
وأصبح الدولار الغريب عن جيوبنا هوسيدالموقف في كل إجابة عن سبب تصاعد الأسعار من سوق التبش الذي يزرع في أطراف الجروف وحتى اللحمة التي لا نستوردها من هولندا أو نيوزيلندا..!
كما ان الأراضي والعقارات باتت تخضع لسعر الأخضر المدلل ..وهوأمرسيقود في النهاية الى حالات مشابهة إذا ما سارت الأمور على النحوالحالي من تمدد أجنحة الصقر الأمريكي الجامح في تحليقه المتصاعد ..والذي لا ينخفض أحيانا تواضعا لنموحاصل في اقتصادنا وإنما ليتحسس بطرف ريشاته جنيهنا الدائخ في القاع فقط ليتأكد إن كان قدمات ليحل محله بصورة كلية مثلما حدث في دولة زيمبابوي التي أوصلها الرئيس موغابي الى مصيرالغاء عملتها الوطنية واعتماد الدولار ورقة مبرئة للذمة ..ثم ذهب بنصيبه تاركا العلة في جسد البلاد على حالها !
وهوما سيأخذنا اليه سادة إقتصادنا الأكارم وهم يهومون في تنظيرهم بمصطلحات ..خفض التضخم ..وزيادة معدل النمووالفجوة النقدية وخلافه من لغة الأرقام المبهمة التي لا تهم عامة الناس في كثير شي .. والدولة لازالت تعول عليهم في حل العقد التي صنعوها هم وليس غيرهم..وليس في نيتها مجرد التفكير في إزاحتهم ..غير عابئة بمنطق الإقتصاد الذي يقول ..إنه علم أوجدته عقول ولا بد أن تطوره عقليات أخرى تكون مبدعة في بحثها عن الحلول المواكبة للمناخ المحلي إحاطة كاملة به دراسة وممارسة دون الإنفصال عن النهج في دفاتر الزمن المتجدد الذي يتصاعد في حداثة المواكبة الواعية وليست تلك المقيدة في تقليدية إدارته باحلام اليقظة الهلامية!
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
محمد عبد الله برقاوي..
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|