المقالات
السياسة
قِلة أدب راسا عدييييل
قِلة أدب راسا عدييييل
01-04-2018 08:49 AM

عندما كنا في المدارس الثانوية، كان أستاذنا المصري – أستاذ التربية الإسلامية – يدخل علينا الفصل، وهو ممسك بسيجارته "البينسون" و"يبخبخ" بها على رؤسنا، فيرغمنا على مشاركته "عبيق" دخانه المنبعث من فيه ذي الأسنان "الذهبية"... ومع ذلك كان يُشبعنا شتماً بأقزع العبارات التي لا تستخدمها إلا "المومسات" اللواتي يعشن الحياة بلا قيود ولا دين، كان يُشبعنا إساءاتٍ وتجريحاً وشتماً يتعدانا نحن طلابه إلى أمهاتنا وآبائنا وأجدادنا القدماء أحياناً، فكانت تلك أول صدمة نتعرض لها في "الثانوي"..

انتفضنا ذات مرة وذهبنا نستبق إلى المدير نشكو فظاعة الأسلوب ورداءة المعنى وبؤس العبارات التي يتقوّل بها أستاذ "تربيتنا الإسلامية" داخل الفصل ولم نسمع مثلها إلا عند السُكارى والحيارى في سوق الحمير (يا إيه، يا ابن الإيه... استغفر الله العظيم يارب...)... – بالمناسبة سوق الحمير كان حصرياً لنشاط فئة محددة من الناس يتميزون بإطلاق عبارات الشتم المقزز والإساءات والتجريح، فإذا كنت يوماً في سوق الحمير كأنك تستمع إلى قنوات مصرية متخصصة في الإساءة والتجريح – المهم مشينا للمدير...

مدير المدرسة خفف علينا الكثير مما كان يختلج بأنفسنا، وحاول أن يبسط لنا الأمر ويُفهمنا أن ما سمعناه من (نبز) هو أمر عادي جداً عند هؤلاء القوم، وهو لا يعني عندهم ما يعني عندنا... المهم استطاع السيد المدير أن يطفيء ثورة غضبنا تلك بتضليلنا بعض الوقت وهو يدعي أن (الحاجة دي) معناها عند المصريين مختلف، وبدأ يعطينا جرعات تربوية حصنتنا من (عُقد) نفسية كادت أن تأخذ بتلابيبنا، وقتها حمدنا الله تعالى أن خصنا كشعب سوداني بالرزانة والحياء وفضلنا على كثير من المخلوقات التي تحمل جسد الإنسان ورأسه وتبدو في هيئة الإنسان ولا إنسانية تحياها ولا حياء تعيشه ولا "أدب"، بل "قلة أدب راسا عدييييل"... لذلك تعايشنا بعض الوقت مع الإساءات والتجريح بألفاظ العاهرات ثقة في "حديث" مديرنا...

لذلك أرجو ألا يلتفت الإعلام السوداني إلى الإساءات والتجريح وكل القاذورات التي تنهمر من صنبور الشمال (يعني أعملو فيها حدثكم مديرنا)، لا تثريب على "الحلب" فهذا طبعهم، وليس طبعنا، ولن نستطيع أن نجاري عهر الإعلام المصري فكل إناء بما فيه ينضح، وإن فعلنا نكون قد جافينا طبعنا ونقول لشعبنا السوداني لا عليك فقط ردد مع مطربك الشعبي المعتق كمال ترباس: (لو تخاصم أو تجافي تبقى لي طبعك مجافي)... ولو فعلنا ما يفعلون إنا إذاً مثلهم..

ويقيني الراسخ أن الإعلام المصري في كل "الظروف" يعبر عن مواقف السلطة الحاكمة، وهذه الأخيرة توظفه وتقول بلسانه ما لا تستطع قوله بسبب الأعراف الدبلوماسية والسياسية... والإعلام المصري هو واجهة النظام السياسي الحاكم في أي زمان وأي مكان، لأن هذا الإعلام "العاهر" له القدرة الفائقة على التشكل، والتكيف حسب "الظروف"... نعم حسب "الظروف"... .. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.


الصيحة





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 6517

خدمات المحتوى


التعليقات
#1727341 [mmm]
1.50/5 (5 صوت)

01-06-2018 03:04 PM
كفاية خنوع...
يجب المعاملة بالمثل
لنا تجارب في دول الخليج
المصري زي الياي لازم تكون دايسو على طول
واللا بيطير فيك.....


#1726646 [Mohammed Alshaiekh]
3.42/5 (16 صوت)

01-04-2018 12:41 PM
ده كل القدرت عليهو ،،،


#1726602 [حكم]
2.19/5 (14 صوت)

01-04-2018 10:59 AM
حل تاني

الاستاذ المصري كان عامل نفس الحركات ٠٠واحد من الطلاب انتظره يوم وهو خارج من احد النشاطات المسائية ولما وصل فسحة كبيرة مظلمة ناداه يا استاذ ٠٠ طبعا المصرى وقف وهو مطمئن ٠٠وكانت دى اخر كلمة يسمعها منه ٠٠لانه اخد علقة ما ينساها طول حياته


المدرسة كلها كانت عارفة من هو فارس الليل الا المصرى

اسع حلنا في ايدينا ٠٠وهو التوقيع علي معاهدة عنتبي للمياه


#1726601 [elshiekh]
1.87/5 (14 صوت)

01-04-2018 10:58 AM
جماعة هي لله الفاسده والمنافقه ورئيسها حامي فسادها هم الذين وضعوا البلد في هذا الهوان يتجني عليه الاحباش بسرقة اراضيه في الفشقه والدندروالمصاوره في حلايب والاوديه العزيزه والاخيرون في شمال الوادي يتطاولو اعلينا بالسب الرديحي لعلمهم بهوان البلد علي المجموعه الفاسده الحاكمه التي لا يهمها هذه الاساءات
وما لجرح بميت ايلام


احمد يوسف التاي
احمد يوسف التاي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة