كما قيل: "الاستبداد ملة واحدة"، و"الظلم لا دين له"، و"إن الله ليهزم دولة الظلم وإن كانت مسلمة، وينصر دولة العدل وإن كانت كافرة".
القدس تلك القضية التي ظل التاريخ مصرا على إبقائها في صدر القضايا الأممية، ساهمت رعونة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأجيج أهزوجة النصر والانتصار للحق الفلسطيني الذي يأبى النسيان.
نعم؛ إن الرئيس ترامب أغلق كل الملفات التي فتحتها إدارة سلفه الرئيس أوباما مع تحقيق الأخير اختراقا أساسيا في الكثير من القضايا الأممية، وقضايا تخص الداخل الأمريكي، مع إغلاقه لتلك الملفات السابقة فتح ترامب ملفات جديدة خانقة للإدارة الأمريكية ومقلقة للأسرة الدولية، ومهددة للأمن والسلم والاستقرار الدولي.
أمامنا وثيقة استراتيجية الأمن القومي للرئيس دونالد التي لم تشر من قريب ولا من بعيد للأمم المتحدة وقراراتها بخصوص القضية الفلسطينية، أما في ما يخص القدس فقد ظل لوبي "الإنجيليين" الأمريكان هو صاحب الصوت العالي، فيما يخص القضية الفلسطينية والملهم والداعم لقرارات الرئيس ترامب، سيما وأن نائب الرئيس "مايك بنس" لديه ميول كبيرة ظاهرة للعيان لتلك الطائفة وتوجهاتها وفي اعتقادي المتواضع أنه أركب الرئيس ترامب موجة القرار "المهلكة"، ليورده الهلاك خصوصا وأن حظوظه لخلافة ترامب كبيرة.
كل هذه الحماقات خلفت صدى عربيا، إسلاميا، إفريقيا، تركيا، ودوليا واسعا، رافضا للقرار "الأحمق"، والسياسات والتهديدات "الرعناء"، التي تقدمت بها الولايات المتحدة عبر ممثليها في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
القرار الأكثر حماقة هو السفور الصهيوني في التنكيل بأصحاب الحق السليب والإصرار على إذلالهم/ن، فبزغت "عهد التميمي" شمسا تنير داجر الظلم، صامدة متحدية الاستبداد والعسف الصهيوني، وسط صمت أمة نصرت "إمرأة عمورية" قبل قرون.
إن "عهد" لها زملاء الآن في سجون المنطقة العربية يشربون من ذات الكأس الذي ينكل بالخصوم، ففي السودان مثلا يوجد شباب في ربيع العمر، محجوزون قهرا وقسرا يعانون ذات الويلات والمرارات والتنكيل والسباب العنصري، ويدعي السجان أن زنانزينه خالية من معتقل سياسي، كأنهم يكذبون أعيننا التي رأتهم في المعتقلات وأيادينا التي صافحتهم ومست أجسادهم النحيلة التي مزقتها سياط الجلاد.
ذات السجان والقسوة في إسرائيل موجودان في السودان، يهدمون في كل يوم بنيان الله ويهدرون كرامة الإنسان، يقتلون الحياة في نفوس النزلاء يحرمونهم شعاع الشمس، وفي آخر المراحل يزجونهم في السجون تمهيدا لتقديمهم لمحاكمات شبيهة بمحاكمة عهد، فتملأ صحائفهم بالاتهامات وتلف حول أعناقهم حبال المشانق إن لم يزجوا في السجون.
عزيزتي عهد: إن لك في السودان محبين لك وللحرية وللقدس وعلى العهد ما دامت السماوات والأرض، منادون بالكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان وسيادة حكم القانون، هم ليسوا في السودان فقط بل في كل مكان.
كوني بخير وسيظل النداء عاليا في السودان وأرضه صباح مساء في كل ربوعة من حلفا للجنوب ومن حلايب حتى غربه الحبيب، أن هذه الأرض لنا.. وكذلك هذه القدس لنا.. عليك السلام يا حمامة السلام السجينة. [email protected]
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.