السياسة أما حان الوقت لتكوين اتحاد للمعتقلين السياسيين
أما حان الوقت لتكوين اتحاد للمعتقلين السياسيين
01-07-2018 01:10 AM
أما حان الوقت لتكوين اتحاد للمعتقلين السياسيين ويقود نضالهم ضد القوانين المقيدة للحريات والمطالبة بحل أجهزة الأمن القمعية وإشاعة الديمقراطية؟!!
في مستهل هذه المقالة أتقدم وبمناسبة العام الجديد بالتحايا والتقدير العالي والتهاني لكل رفاق الدرب الصامدين الصابرين الذين ظلوا حافظين على العهد الذي قطعوه على أنفسهم. في الوقت نفسه أرى لزاما علينا أن نتذكر رفاقنا الذين ارتحلوا سواء كانوا داخل المعتقل أو خارجة، التحية والاحترام والتقدير العالي إلى كل الذين وقفوا إلى جانبنا وشدوا من أزرنا وناصرونا ودافعوا عن قضيتنا العادلة في مقدمة ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر الأخوة المحامين الذين كانوا قد دافعوا إنابة عنا أمام المحاكم و رفعوا المذكرات المطالبة بإطلاق سراحنا و تعويضنا عن الخسائر التي لحقت بنا والأذى الذي أصابنا جراء اعتقالنا الطويل والإهمال المتعمد.
التحية والإجلال والتقدير للشابات والسيدات اللائي وقفن بجرأة وبسالة إلى جانبنا في تحدي سافر لقيادات جهاز الأمن ومن يمثلهم من الأفراد والنساء الباسلات كسرن حاجز العزلة المفروضة على المعتقلين وانتزعنا حق الزيارة على الرغم من العراقيل التي توضع أمام هذا الحق من وقت لآخر، والإمدادات كانت تصلنا حتى الرسائل التي كانت عبارة عن الغذاء الروحي للمعتقل.
الاتحاد النسائي وفي مقدمته القائدة الجسورة الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم وقفنا إلى جانبنا ونظمن مظاهرات يشهد لها تاريخ العمل السياسي، يشار إليها بمظاهرة المريديان عندما اخترقت فاطمة أحمد إبراهيم حاجز الأمن وقابلت وفد اتحاد النساء الديمقراطي العالمي والذي كان في زيارة لعقد مؤتمر بدعوة من اتحاد نساء السودان والسيدة عقيلة الرئيس جعفر نميري بثينة خليل وطالبت باطلاق سراح المعتقلين مدعومة بأسماء وصور المعتقلين كان الغرض من مقابلة الأستاذة فاطمة أن توضح لأعضاء الوفد الزائر بأنه لم توجه دعوة للاتحاد النسائي السوداني وهو الجسم المعروف محليا وعالميا وأن اتحاد نساء السودان ما هو الا اتحاد تابع للسلطة ولا يمثل أي شرائح نسائية تذكر.
ولا يفوتني أن اشكر وأقدر واشيد بالدور الكبير الذي لعبته لجنة الصلة بالمعتقلين التابعة للحزب الشيوعي السوداني والتي كلفت بمسؤولياتها السيدة خديجة الرفاعي. كانت تلك اللجنة عبارة عن شريان الحياة بالنسبة للمعتقلين الشيوعيين كانت بمثابة الموجه والداعم لنشاطنا داخل المعتقل إضافة إلى ما نجم من فائدة شملت بقية المعتقلين من غير أعضاء الحزب، استطاعت اللجنة أن تنجز ما كلفت به من مهام بصورة ناجحة ودقيقة جداً دون حدوث أي خسائر في الأمر الذي يعكس اليقظة والحرص على الدقة في عمل الحزب التنظيمي وظروف السرية.
أنا هنا أتحدث من هذا الحيز على التجربة التي عشتها في سجن كوبر وسجن بورسودان كما هو معلوم المعتقلون الشيوعيون كانوا موزعين على كل سجون السودان دبك كسلا شالا الأبيض.
المعتقلون هنا لهم تجارب غنية بالفائدة والثقافة وتجربة الحياة العملية وقاوموا قساوة السجن والبعد عن الأهل كما تحملوا قساوة رحيل الرفيقين العزيزين المناضلين عبد المجيد شكاك و حسن دفع الله داخل المعتقل. عملية ترحيل المعتقلين إلى سجون نائية بعيدا عن أماكن سكنهم وعملهم و أهليهم وذويهم وأسرهم والتي تحدثنا عنها سالفاً شملت أيضا المعتقلين من غرب السودان دارفور كردفان والنيل الأزرق الذين تم ترحيلهم إلى كوبر ليلاً بواسطة طائرات عسكرية، استقبلنا عدد كبير منهم في قسم الشرقيات بسجن كوبر كان من بينهم رجال كبار السن والشباب في غالبيتهم يعملون في الزراعة والرعي. أول سؤال وجهه لنا هو أين نحن الان منهم من تعرض لعمليات تعذيب قاسيه يتم اخذ الواحد منهم صباحا الى جهاز الامن ويعاد مساء إلى السجن لا يقوئ على عمل أي شيء من قسوة التعذيب، من جانبنا قمنا بكل ما يلزم لتخفيف معاناتهم وسد رمقهم نحن الذين خضنا وتعرضنا إلى تجربة قبلهم وعرفنا المرامي والأهداف من ورائها.
الشعب السوداني الذي دك حصن الدكتاتورية عندما انتفغض في مارس 1985 كرمنا واطلق سراحنا و أوصلنا إلى اهلنا و معاقلنا مرفوعين الراس وأعاد نبض الحياة الحرة يدب في أجسادنا وعقولنا. كان الأمل كبير والتفاؤل لا حدود له في أن يشهد الشعب السوداني في مقبل ايامه عهدا جديدا ترفرف في سمائه رايات الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة، للأسف الشديد لم يتم ذلك ولم تدم فرحة الشعب السوداني بمارس أبريل طويلا وعادت عجلة التاريخ تسير إلى الوراء
عندما إنقضت الجبهة الإسلامية القومية على السلطة بواسطة انقلاب عسكري تم تنفيذه في يونيو 1989 ونصب الجنرال البشير رئيساً على البلاد.
اليوم وبعد 28 عاما من حكم الجبهة الإسلامية القومية بقيادة الإخوان المتأسلمين أصبحت البلاد تعيش حالة من التدهور والتدمير الذي شمل كل مناحي حياة الشعب السوداني، اليوم عندما ننظر ونفكر في حال الشباب الذي ولد عندما تفجرت ما سمى بثورة الإنقاذ نتسأءل عن مستقبلهم ومصيرهم. أقول باختصار الحالة التي يعيشها الشعب السوداني اليوم مظلمة ولا أحد يرى نوراً في آخر النفق المظلم الذي زجتنا فيه الإنقاذ
الشباب يعتبر أكثر فصائل المجتمع المتضررين من سياسات نظام الإنقاذ والاعتقال والتعذيب داخل أقبية الأجهزة الأمنية بعد أن أصبحت ممارسات يومية يتعرض لها الذكور والإناث تمارس ضدهم ابشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي التي لم يتعرف عليها المجتمع السوداني من قبل مجئ الإنقاذ والاعتقال لم يعد ظاهرة محلية داخل السودان بل تعدى ذلك الإطار ليطال اولئك السودانيين الذين أجبرتهم ظروف الحياة المعيشية وقسوتها داخل السودان على الهجرة إلى خارجه، الجاليات المنتشرة في كل أنحاء العالم اصبحت ظاهرة لا تخطئها العين نحن الذين تعرضنا في السابق إلى الاعتقال والتعذيب جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوداني وبالتالي نتحمل ونتقاسم المسؤولية مع الآخرين المناضلين لإنقاذ الشعب السوداني من الكارثة التي تسببت فيها جماعة الإخوان المتأسلمين.
إنني عندما اطرح فكرة تكوين اتحاد يضم المعتقلين السياسيين لا يغيب عن بالي الظروف الشاقة والمعقدة التي يعيشها الشعب السوداني اليوم وفي المقدمة حركات المعارضة السياسية خاصة الحزبية التي تعاني ضعفاً شديداً بناء على ذلك أقول أن عملية تكوين اتحاد او منظمة تضم المعتقلين السياسيين السابقين لا يمكن أن تتم بالصورة التقليدية القديمة التي كان يتم وفقها تسجيل وتكوين المنظمات في ضوء ذلك أرى أهمية وضرورة أن نستشعر قوانا ونجمع طاقاتنا للمشاركة بما لدينا من خبرات وتجارب لخوض المعركة الكبيرة التي نستعد من اجل إسقاط الإنقاذ وتحقيق الهدف الذي ننشده مركز على تقديم مساهمات مميزة لنبرز من خلالها توجهنا ومكانتنا في المجتمع وكما هو ملاحظ أن عدد من المعتقلين السياسيين ناشطين في وسائط الإعلام خاصة الإلكترونية مقدمين مساهمات مقدرة، الواجب يحتم علينا أن نقدم لافراد الشعب السوداني خاصة الشباب منهم تجاربنا النضالية وخبراتنا العملية والمعرفية ليتم توثيقها ونشرها وهي تجارب بلا شك مفيدة وملهمة للنضال.
د.محمد مراد / براغ
رحم الله المناضله الجسوره فاطمه السمحه
لكن يادكتور "لن يصلح العطار ما افسده الدهر"
حرمكم المصون خديجه لا تستطيع مل مكان المرحومه فاطمه اطلاقا والاسباب معروف لكل من يعرفها عن قرب وانت اولهم
لذلك لن تنجح كل محاولات التجميل والتلميع
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.