المقالات
السياسة
سحق العاملين.. ومطالبتهم بدعم المنتجين!1؟
سحق العاملين.. ومطالبتهم بدعم المنتجين!1؟
01-07-2018 03:36 PM

في أول واغرب موازنة عرفها السودان، كان عبد الرحيم حمدي يقدم موازنته بكل الثقة المفرطة حد الغرور لمؤتمر صحفي!! فقد كان البرلمان المنتخب محلولاً.وبعد الانتهاء من تقديمها والاعلام المطبل وممثل رجال الأعمال يشيد بها، ختم حديثه قائلاً( أتمنى ألّا تتسبب الخدمة المدنية في إجهاض البرنامج!!؟) ومنذ ذلك التاريخ ، وفي كل موازنة ، يدعي وزراء المالية أن موازناتهم تهدف إلى زيادة الانتاج ودعم المنتج لدعم الصادر .ويستخدم ممثل من رجال الأعمال مبشراً بعواقب الصبر . والكل يحصد هشيم السياسات الفاشلة ، ولم يعد محتاجاً لعبقري في الاقتصاد ليتوجس من حجم الحمولة التي ستلقى عليه.
لكن اللافت في كل ذلك ، عدم السؤال عن أسباب عدم تحقق الأهداف التي زينت باتباع نفس والإجابة تطول بمدى تبحر المجيب في الاقتصاد.لكن دعونا نركز على بعض النقاط.فأكبر عامل مشترك هو العبارة التي ختم بها حمدي أول مؤتمر. وتعني أن على العاملين إدارة دولاب العمل للمنتجين. لكن وللمفارقة، تكون السياسات المعلنة في رفع الدعم سحقاً لنفس العاملين من ذوي الدخل المحدود ، مع مسكنات ثبت أنها لن تجدي فتيلاً. فكيف يطالب العامل تسيير دولاب العمل لصالح المنتج ، والسياسات التي تدعي دعم المنتج تسحقه حتى تلاشت الطبقة الوسطى تماماً ؟ وكيف يتوقع المتوهمون من الممسكين بالسياسات ، بأن هذا الوضع لن يؤدي إلى فساد الخدمة المدنية عامة .علاوة على فساد الكثيرين من المعتمدين على الرواتب سواء اكانوا في الخدمة المدنية او العسكرية؟ ولا نحتاج على سوق أي مثال أقرب مما انكشف عن سبب المخاوف التي ظهرت بحرب فبلية في العاصمة !!، نتيجة قبيلة تهرب الذهب ، وأخري ممسكة بالأمن لتسهل التهريب وتجني الملايين. فكيف لك أن تثق في أي تأمين لأي منفذ من المنافذ من التهريب بعد إن ثبت أن حاميها يمكن أن يكون حراميها؟ وكيف نسأل عن سياسات دعم الزراعة للإنتاج ، دون ان نلم كوم انتاج الذهب وقبله البترول؟ هل نسأل عن صحة تقديرات الميزانية أم عن سوء السياسات التي مكنت للقبلية ليصير كل قطاع ذو قيمة ، مسيطراً عليه بواسطة قبيلة أو أفراد منها؟
إن عداء النظام للخدمة المدنية بين ولا يحتاج على تفسير. فعبر إضراباتها وعصيانها المدني ، اقتلعت الأنظمة في أكتوبر وأبريل .وكان إرهاب العاملين هو أكبر وسائل محاولة النظام إفشال العصيان المدني الثاني.وذلك عبر ثنائية خبيثة ، نعتمد على نظام تعليمي يؤدي إلى الوظيفة النادرة، والخوف عليها رغم ضعف مردودها من جانب آخر.
أما أكبر الفريات ، فتتمثل في أن الخبز هو من لوازم العاصمة والمدن الكبرى. لا أحد ينكر دور الذرة كغذاء ، لكن المتحدثين بذلك لدعم دعاوى عدم تأثير رفع الدعم عن القمح في غالبية السكان. لأن هؤلاء ببساطة ، لا يقيمون وزناً لجملة التحولات في العادات الاستهلاكية والغذائية لدى السكان. فأغلب المصطفين أمام المخابز في المدن الكبيرة، هم من هؤلاء.دعك من ان يكون جوال الذرة ، قد فاق سعره مبلغ الستمائة جنيهاً. لن ندعوكم بالاعتراف بالفشل ، فلن تفعلوا. لكننا ننبه أنفسنا ونوعي بعضنا البعض لنصل إلى قناعة راسخة بأن وجوب أوان رحيلكم، لم يصبح الحديث عنه من النوافل.

معمر حسن محمد نور
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1155

خدمات المحتوى


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة