الغباء السياسي
إبراهيم سليمان أبوناجي
في الوقت الذي تحتاج فيه الحكومة لجمع الصف الوطني ودعم الشعب في مواجهة التحديات الإقليمية والمؤامرات التي تحاك في السر والعلن ضد إستقرار الوطن وسلامة أراضيه وأمنه القومي نراها تصيب المواطن المغلوب على أمره في مقتل مع تباشير العام الجديد حتى إنقلبت البشرى الى سخط شعبي عارم...!!
ما أقدمت عليه الدولة برفع الدعم وزيادة الأسعار بصورة خيالية هو الجنون والغباء السياسي الذي يكشف لكل متابع إن هؤلاء الماسكين بزمام السلطة كم هم صغاراً لا يفهمون شيئاً عن اضابير السياسة ودبلوماسية إدارة الأزمات بكل حنكة ودراية وتروي...!!
هؤلاء القوم دون أن يدروأ قد أسقطوا كل تلاحم وطني ودعم شعبي لهم هم في أمس الحوجة إليه الآن وقبل أي وقت مضى في مواجهة الغطرسة المصرية وأرتريا وجنوب السودان ويوغندا ودولاً خليجية أخرى تتربص بالوطن من إتجاهاته الأربعة وبالطبع في عمقه الإستراتيجي.
الأغبياء دون وعي منهم قدموا لهذه الدول ومخابراتها وبالمجان ما سعوا ودفعوا لأجله منذ سنوات ملايين الدولارات وملايين أخرى هي قيمة الدعم العسكري والتدريب والإيواء لتفجير الوضع الداخلي في السودان بسخط شعبي ومظاهرات تزلزل أركان الدولة وتصيبها بالشلل التام..!!
فمن الذي خرج بهذه الفكرة الجهنمية لرفع الدعم وزيادة الأسعار وأخطرها أسعار الخبز والدقيق في هذا الوقت بالتحديد..؟
إن أخطر ما في المظاهرات أو الثورات الشعبية هي ثورة الجياع التي تحدد حتمية البقاء أو الموت، وإن صبر الشعب وقاسى الكثير طوال سنوات من الظلم والكبت والبطش وتدني مستويات المعيشة والخدمات والتنمية فلن يصبر على الجوع هكذا بكل بساطة كما يزعمون ويتهددون ويوعدون..!!
وإن لم تتراجع الدولة عن قرارتها الجائرة الآن سيواصل الشعب التظاهر وستتفجر الأوضاع في كل المدن بصورة يصعب السيطرة عليها وساعتها لن تجدي الإتهامات بمؤامرات خارجية بل ستصبح نكتة ماسخة في ألسنة الأفواه الجائعة، فمن أجبر الشعب على الخروج وفجر ثورة الجياع هم الأغبياء في السلطة بقراراتهم غير المدروسة وحتماً سينقلب السحر على الساحر إن هم أبوا وزادوا في غرورهم وتوعدوا الشعب المغلوب على أمره بالويل والثبور وقطع الرقاب...!! [email protected]
"ما أقدمت عليه الدولة برفع الدعم وزيادة الأسعار بصورة خيالية هو الجنون والغباء السياسي"
بالعكس، السبب هو غباء الشعب بدليل إنكم نايمين ليكم تلاتين سنة.الكيزان متاكدين إنو دي برضو حتاكلوها في ...... بانبطاح تاااام.
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.