المقالات
السياسة
حلايب، الغساسنة، المناذرة، والخديوي أردوغان وسواكن
حلايب، الغساسنة، المناذرة، والخديوي أردوغان وسواكن
01-09-2018 07:20 PM

يعلم كل المتابعين للشأن السوداني أنه قد تم احتلال حلايب في العام 1995، عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري. وتحت سمع وبصر هذا النظام المتهالك.
ماذا فعل نظام الحركات الإسلامية لاستعادة تلك البقعة؟
وجاء مرسي ليشاع بأنه وعد نظام الحركات الإسلامية بإعادة حلايب للسودان.وصمت نظام الحركات الإسلامية ولم يثر أي مشاكل مع مصر. سيطر الجيش المصري على البلاد بقبضة حديدية، واخذ يطارد (خوان) المسلمين. تحركت تركيا برئاسة الخديوي أردوغان باشا الذي افتخر بأنه سليل العثمانيون. الخديوي يعادي مصر لاعتبارات عدة. مصر هي الدولة الأهم في المنطقة. السعودية الخليج الكل يريد أن يبسط سلطانه،دويلة قطر دخلت الخط ولديها من الورق ما يؤهلها لتحشر انفها. ما فيش حد أحسن من حد، تفجرت الخلافات التاريخية في المنطقة ودولة المناذرة والغساسنة والفرس والرومان. ولأسباب جلها ومعظمها نابعة من عقد شخصية، توالي الاستقطابات والحلقة الأضعف هي بلدنا الذي رمي به نتيجة جهل مفرط في رئيسه الأرعن في قلب تلك الصراعات. دخل حرب اليمن من أجل دريهمات باع جيش البلاد. وخرجت منها مصر ونالت من المال ما يسد عجزها.
اجتهد (خوان) المسلمين فتمسكوا بما تبقى لهم من تبع. نظلم متهالك في الخرطوم نظام التسول . فطفت للسطح مشكلة حلايب. وجاء الباشا ليذكرنا بالدفتردار .الباش بزق يشفي غليله من مصر التي لا يريد أن تكون منافسا له. وظهرت دويلة قطر فأرسلت واردتها أم الأمير ذاته، تحدثنا عن تاريخنا الذي سبق تاريخ مصر وهي لم نكن تعلم ولن تعلم أبدا، وتظن ظنا أن التاريخ كما السيارة، أو ذمة البشير تشترى بالمال. فما لها والتاريخ. والتاريخ مهنة لابد لمن أراد سبر غورها أن يتحصن بقدر من المعرفة لا يتوفر للأميرة أم الأمير. أنها كانت دولة النوبة العنصر الأفريقي البحت وليست مصر لا الحالية ولا في الماضي السحيق. وانجر بعض السودانيين وراء حديثها ظنا منهم أنها ما نطقت إلا الحق. نعم لا أحد يكابر من العارفين بأن التاريخ النوبي في السودان سابق للتاريخ النوبي في مصر الحالية ولكن ليست الأميرة أم الأمير هي أول من قالت. ويكفي أنها تجهل تماما ولكنها تدرك أنها تتشفى من مصر.
قلت الحلقة الأضعف هي بلدنا. جاءت أم الأمير تحمل من فتات الأمير ليصب في جيب مالك السودان هو وأسرته، والباشا يقدم وعده بعشر مليارات أيضا مبلغا لا يستهان به لعن الله سواكن فهي مدينة أشباح لا فائدة من ورائها وهي اصلا بناها الباشا الكبير تمنح له. ويثور الوطنيون ما بال مصر البائسة وسياسات بلدنا. ولم يفتح الله على هؤلاء الوطنيين بقول جملة واحدة لا تبع أرضنا يا حاكمنا. الوطنية الوطنية تكون في أكمل صورها عندما تتدخل مصر وتقل لا، وجود جيش معاد لمصر أو لحاكم مصر مهدد لأمنها. أما حينما يبيع حاكم السودان سواكن ولمن؟ لمن كان يستعمر بلادنا. فهي قمة الوطنية. وكل هذا كان من الممكن تلافيه ولكن هناك قضايا ملحة يجب شغل الخلق عنها وتذكيرهم بوطنيتهم حلايب حلايب حلايب حلايب محتلة الحقونا يا أهل الوطنية وماذا يعني الطعام والشراب وأنت بلدك محتلة ماذا يعني لو سرق الشريف مبلغا من المال العام مقابل أن بلدك محتلة. أنت عميل ومأجور كيف تتكلم عن الحرية والديمقراطية وسيادة القانون لا صوت يعلو على صوت المعركة والمال يجب أن يذهب للمعركة معركة الكرامة. ماذا عني مائة طن من الذهب لم تظهر في الميزانية وعائدات الاستثمار ايضا وعاشت الوطنية.
من يظن أن نظام الخرطوم جاد في استعادة حلايب فهو واهم.
ثم يبقى السؤال الأهم احتلت مصر حلايب وأثيوبيا الفشقة ومثلث ليبيا لا يزال في الذاكرة ما الفرق بين كل تلك الأراضي المحتلة وبين سواكن هل لرئيس النظام الحاكم الغير شرعي الحق في بيع أو هبة أراضي البلاد؟
فمشكلة حلايب هي الدرع الواقي للنظامين السوداني والمصري فكليهما يستعمل تلك الورقة ليواري سوءاته خلفها، فلا نظام السيسي ولا نظام البشير يريد من قضية حلايب أكثر من أن تشغل الناس برهة من الزمن، ريما يرتب لفعلة جديدة.
كليهما حلايب وسواكن الأولى احتلتها مصر نتيجة تصرف أرعن من نظام الخرطوم. ولم تحرك الحركات الإسلامية ساكنا، ثم بعدها باع سواكن للباشا الخديوي أردوغان مثلما باع ملايين الأفدنة بولايتي نهر النيل والشمالية لمدة تصل إلي مائة عام، ونحن نرى بأم أعيننا الخضر والفاكهة تزرع بأرضنا و تروى بماء نهر النيل. المزارع فيها مستورد من أقاصي الدنيا، وشباب بلادي بلا عمل. وتلك الخضر والفاكهة تصدر لخارج الوطن، بينما يتضور أهل البلاد جوعا. بل منهم من مات بسبب نقص الغذاء.
يا من ترمون الناس بعدم الوطنية، هل لكم أن تشرحوا لعميل مثلي يرفض فرية حلايب. ما الفرق بين احتلال مصر لحلايب، أم بيع أراضي السودان لأثرياء الفحش العرب، أم الباش بزق الخديوي أردوغان.
الحركات الإسلامية البغيضة نجحت نجاحا منقطع النظير بعد أن حولت عقولنا خربة يعشعش فيها الجهل وتمتلئ بالهوس الديني لنحول اهتمامنا بالقضايا الأساسية وهي التخلف الاقتصادي وقضايا التنمية والديمقراطية إلي قضية حلايب وهي نفسها السبب في تلك القضية. ونجحت أيضا في جعل التدين مطية كسب المال الحرام .

عمر التجاني
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 3242

خدمات المحتوى


التعليقات
#1730313 [من اهل العوض]
0.00/5 (0 صوت)

01-13-2018 04:57 AM
عميل و تتفاصح؟؟


#1728998 [Faisal]
1.00/5 (1 صوت)

01-10-2018 01:12 AM
فعلا عميل ووسخان. امشي عيش واتجنس في مصر البتدافع عنها وبتبرر ليها احتلال ارضنا. يا عميل يا خائن لبلده وضميرو البشير مهما عمل ونهب وارتزق فهو سوداني ولما تجيهو لحظة فوقان ويعمل شئ لمصلحة السودان وحمايتها مع اختلافنا المنهجي معه ومع حزبه ولكن امام اعداء الوطن نلتحم معه من اجل السودان. ولا شأن لمصر بامورنا الداخلية وليست معنية ان تغير لنا النظام فهي لن تفعل لسواد عيوننا، وانت لا تنافح عن مصر مجانا فامثالك يقبضون ثمن ارتزاقهم.


ردود على Faisal
France [عمر التجاني] 01-10-2018 02:19 PM
السيد فيصل
لك تقديري
ليس فيما قلت ما يبرر قولك أني أدافع عن مصر وإن كنت لاحظت ذلك كان من الاولى أن تستخرج لي الجمل التي دافعت فيها عن مصر، ومن بعد ذلك فلترمني بمليون إساءة كما يحلو لك.
قت وساظل أردد أن سبب تعالي مصر علينا هو هوان حكومة ما يسمى بالمؤتمر الوطني. وقلت وأكرر أن طريق حلايب واضح لو أرادت الحكومة فهو إما أن ترسل الحكومة جيشا ليستردها أو وتلجا لما يسمى بمجلس الامن وحكومة الخرطوم لا ترغب في أي من الطريقين.
والنقطة التي أنا مقتنع بها هو أن الحكومة تثير قضية حلايب حينما تريد أن ترمي بنا في كارثة جديدة، وهي تريد إلهاء الناس عن الجوع والفساد والإفساد الذي عم البلاد بأثرها ولم ينج منه إلا منتسبي ما يعرف بالاسر الحاكمة ومن نافقهم.
ومالك يا فيصل لم تذكر سواكن التي باعها نظام البشير والفشقة
قضية حلايب هي قضية وطنية ولا دخل ل(خوان) المسلمين بها ولن أكون بوقا في مزامير جماعة (خوان) المسلمين أبدا، فليذهبوا بصراغهم مع حكومتهم لمناطق أخرى.


عمر التجاني
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة