المقالات
السياسة
أريتريا الشقيقة
أريتريا الشقيقة
01-11-2018 04:26 AM

الرأى اليوم

💎إنطلق الكفاح الأريترى من أجل التحرير ، بقيادة المناضل حامد إدريس عواتى ، ومنذ منتصف الستينات ، ظل السودان هو العمق الحاضن للقضية الأريترية، وتقلباتها المختلفة، فقد تشكلت جبهة تحرير أريتريا بعمقها العربى والإسلامى ، بقيادة المناضل عثمان صالح سبى، إنعكست الصراعات الإقليمية على الكفاح الأريترى، مما قاد لخلافات داخلية إنتهت لحرب بين الرفاق ، فقد تحمل السودان كل تداعيات ذلك الصراع حتى إنجلى بتكوين الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا، بقيادة المناضل رمضان محمد نور السودان كان حاضن للشعب الأريترى وثورته ، تقاسم معهم الأرض والزرع والضرع وكان الخلفية العسكرية للجرحى، والتموين والتشوين العسكرى ، لولا السودان لما إنتصرت الثورة الأريترية، هذه المسيرة خلقت علاقة كفاح حقيقى بين الشعبين ، فيها من المحبة والتقدير والمصالح الكثير الذى يمكن أن يذكره .

💎بعد الإنتفاضة الشعبية فى السودان ، كانت القضية الأريترية حاضرة ، وكان منقستو فى أثيوبيا ، يربط بين الصراع فى جنوب السودان ، وقضية الشعب الأريترى، لقد أعطى حزب الأمة القضية الأريترية أهميتها ، فبعد إنتخابه رئيساً للوزراء ، عقد السيد الصادق المهدى ، أول إجتماع له مع السيد أسياس أفورقى الأمين العام للجبهة الشعبية بمكتبه فى دار حزب الأمة بأمدرمان ، شارك فى ذلك الإجتماع بجانب السيد الصادق المهدى من حزب الأمة ، الدكتور إبراهيم الأمين ، وصلاح جلال ، ومن الجانب الأريترى السيد أسياس أفورقى ، والسيد سليمان حاج مدير مكتب الشعبية فى السودان فى ذلك الوقت، فقد وضع ذلك الإجتماع النقاط على الحروف، فيما يتعلق بالعلاقات التاريخية بين الشعبين ،وللتاريخ ما زلت أحتفظ بمحضر ذلك الإجتماع فى مفكرتى الخاصة.

💎بعد هذا الإجتماع ،قرر حزب الأمة إرسال وفد منه ، إلى الأراضى المحررة تحت سيطرة الجبهة الشعبية ، لحضور مؤتمرها العام ، فقد تم تكليف صلاح جلال والسيدة سعاد الطيب، بعد وضع الترتيبات مع مكتب الشعبية ، تمت الزيارة بالبر إلى الحدود الشرقية منطقة خور بركة ، فقد إلتقينا هناك بعدد من أصدقاء الثورة الاريترية من السودانيين ، منهم الأستاذ الصحفى نور الدين مدنى ، كان الطريق إلى الأراضى المحررة وعراً ( طريق التحدى) ، وزادته خطورة الطلعات المستمرة للطيران العسكرى الأثيوبى ، وقد كان السير ليلاً فقط ، وكنا نسمع صوت المضادات الأرضية تطارد الطلعات ، حتى وصلنا إلى منطقة أروتا ،هناك كانت لنا لقاءات موسعة مع القيادات السياسية والعسكرية الأريترية ، وحضرنا إجتماع للمصالحة مع بعض الفصائل الأريترية بقيادة محمد سعيد ناود وإبراهيم توتيل.

💎 بعد المؤتمر عادت رفيقتى للسودان سعاد الطيب ، و توجهت أنا إلى الجبهة الأمامية حتى وصلت إلى منطقة نقفه ، وفى منطقة شعيت إلتقيت الرئيس أساياس افورقى للمرة الثالثة ، فى إجتماع إستمر لساعات كان ودوداً وسودانياً كامل الدسم ، يكن مشاعر مقدسة تجاه الشعب السودانى ، أمضينا ليلتنا فى منطقة شعيت ،حيث الإنس والذكريات والكرم الأريترى ، فى رفقة مسئول المخابرات ود كاسا ، فهو شخص مختلف عن البقية لايعرف السودان ولم يعيش فيه ، ولكنه محب للسودانين بما يسمعه عنهم ، وما يعلمة من إلتزامهم بدعم القضية الأريترية.

💎منتصف التسعينات وقفت أريتريا شعب و قيادة ، لترد الجميل ، لقيادات الشعب السودانى حيث إستضافت ، القوى الوطنية السودانية بكل فصائلها وتوجهاتها، فى أسمرا ، عندما قرر نظام الإنقاذ إستئصال هذه القوى من الحياة العامة وتصفيتها ، تحزم الشعب الأريترى مستضيفاً أبناء وبنات السودان ، متقاسماً معنا من حر مال فقره الموارد المتاحة داعماً لكفاحنا المسلح ، من أجل الحرية ، فكان بجهد وصدق القيادة الأريترية مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية ، حيث شارك الرئيس أسياس أفورقى وكل هيئة القيادة فى ذلك الوقت ،السادة الأمين محمد سعيد ويمانى قبريال وعبدالله جابر وألتقيت باصدقاء أيام الكفاح ،محمد أمارو وود كاسا ، وأحمد عبدالله بادورى وسليمان حاج وغيرهم من الأسماء التى تعشق السودان وتحبه .

💎أننا نرفض حصار الشعب الأريترى الشقيق ، بعد هذه المسيرة من الكفاح المشترك ، تستعدى الأنقاذ للمرة الثانية الإخوة الأريتريين ، فقد تآمرت قيادات الإنقاذ على الأمن القومى الأريترى فى منتصف التسعينات ، حيث دعمت وسلحت جماعة الجهاد الإسلامى والأخوان المسلمين ، منحتهم معسكرت التدريب والسلاح والمتفجرات لزعزعة أمن الدولة الأريترية الوليدة فى ذلك التاريخ ، حيث قام مدير جهاز الأمن صلاح قوش، بالإشراف على كل هذا التخريب ، وأسس إذاعة معادية للشعب الأريترى تبث من الخرطوم بالعربية والتكرنجة ،الإنقاذ الآن تغلق الحدود، وتريد تكرار ذات المحاولة الفاشلة لزعزعة إستقرار أريتريا ، نحن كقوى وطنية نرفض هذا الأسلوب فى التعامل مع دول الجوار لصالح أجندة التنظيم العالمى للجماعة ، وخاصة مع أشقاءنا الأريترييين .

💎ختامة
الإنقاذ تعيد إستخدام السودان كمنصة إنطلاق لمحور إقليمى ،تقوده دولة قطر وتركيا ، يستهدف تمكين وتنفيذ أجندة التنظيم العالمى لجماعة الأخوان المسلمين، التى تستهدف مصر وليبيا وأريتريا وتشاد، هذه السياسة مُضرة بمصالح الشعب السودانى ، وتعرض بلادنا لمخاطر كبيرة ، ووتقاطع مع سياسات إقليمية مهمة تقودها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات التى تعتبر جماعة الأخوان المسلمين مهدد لأمنها القومى وتجد مباركة دولية من الولايات المتحدة وأروبا لهذا الموقف ، يجب على القوى الوطنية السودانية التصدى ،ورفض زج السودان فى محاور ضد مصالح أهله ، كما يجب العمل على إفشال هذه المحاور بالتصدى لها داخل البلاد والتواصل مع الأصدقاء والاشقاء لتطمينهم أن الشعب السودانى ضد السياسة المحاور ويقدر مصالحه فى الأقليم مع الأشقاء والأصدقاء من دول الجوار .
صلاح جلال





تعليقات 3 | إهداء 0 | زيارات 5412

خدمات المحتوى


التعليقات
#1730552 [يا سلام على مشاعر رئيس عرتريا]
0.00/5 (0 صوت)

01-13-2018 05:06 PM
اقتباس[يكن مشاعر مقدسة تجاه الشعب السودانى] دي مشاعره مقدسة ومكدسة ومدقسة.. يا شيخ مشاعر شنو اللي بكنها الارتريين .. شوف ما في زول هين في الدنيا دي كلها.. ارتيريا اللي حررت نفسها من اثيوبيا ومن الاراضي السودانية وبدعم سوداني الان بتمرد الحوار على شيخه.. وراعية وداعمة.


#1729788 [Sami]
0.00/5 (0 صوت)

01-11-2018 02:28 PM
منتهى السطحية لاناس يفترض أن يكون لديهم إلمام بقضايا الفكر والفكر المضاد وصراع الهوية في المنطقة. حزب الأمة مرجعيته دينية والتف الناس حول المؤسس الاول عندما رفع راية الإسلام واحيا في الناس مفهوم الجهاد ضد الغزاة والصليبيين من الاحباش وبني الاصفر. ابسط شخص يدرك توجهات النظام الاريتري وبرامجه المعلنة ضد كل ما يمس الفضيلة بشئ ناهيك عن الاسلام وكان حري بصلاح جلال أن يدرك ذلك ولكن هذه حقيقة الطائفية اليوم وبكل اسف سطحية مخجلة ومعارضة من أجل مخالفة النظام والمكايدة السياسية على حساب الهوية والمبادئ والمصالح الوطنية. كما ذكر الاخ الدنقلاوي في تعليقه اين الذين ذكرتهم من رفاق اسياس أفورقي في مرحلة النضال. االم يتخلص منهم الدكتاتور اسياس واحد تلو الآخر إلى أن سار هو الزعيم الأوحد بلا منازع في دولة الرجل الواحد بلا مؤسسات وأبسط مقومات الحياة لدرجة جعل الشاب الاريتري يفضل الهلاك في عمق البحار والمحيطات بدل أن يعيش في جحيم اسياس. يا اخي يجب أن لا تكون معارضتنا فقط من أجل المعارضة ولكن حري بنا أن نوطن أنفسنا لنصرة الحق حتى وإن نطق به من نحالفهم الري.


ردود على Sami
[المتابع] 01-11-2018 07:16 PM
يا اخوي سطحية شنو البتتكلم عنها وانت جرابك فاضي؟ .كلامك كلام سطحي لا بدوي ولا بجيب


#1729549 [الدنقلاوي]
5.00/5 (1 صوت)

01-11-2018 05:16 AM
ربما عرفت اسياس المناضل أما اسياس الحاكم الأبدي فلا يقل بؤسا عن عمر البشير وربما أسوأ. لقد دعم حركة الشباب في الصومال نكاية في الاثيوبيين وهاهو يأتي بالمصريين والاماراتيين نكاية في البشير ... ولكي تعرف اسياس عليك أن تعرف أن كل اعضاء اللجنة المركزية الذين التقيتهم ربما أنت في الميدان هم اليوم أما في السجون أو تمت تصفيتهم أو أصبحوا لاجئين في دول أخرى


صلاح جلال
صلاح جلال

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة