لمن سرب خبر رفع سعر الدولار الجمركي في البداية؟

المقالات

السياسة

01-11-2018 09:59 AM

مر اعتراف وزير المالية بتسريب خبر رفع سعر الدولار الجمركي ، واعتباره له من السلبيات التي أدت إلى رفع الأسعار حتى قبل عرض الموازنة على البرلمان، دون توقف يستحق حجمه،رغم الآثار الكارثية التي انعكست على الوطن والمواطن جراءه.
وسنتناول الأمر بعيداً عن الاستقصاء الذي له مختصوه.ونعتمد على الربط بين تصريح وزير المالية المشار إليه من جهة، والتصريح الغريب لعبد الله مسار رئيس اللجنة الاقتصادية الذي قال في تبرير طلب مساءلة وزير المالية في البرلمان ، أن الوزير إما أن يكون كاذباً ، أو يطبق ميزانية غير التي أجازها البرلمان!!
التصريحان إن لم يعبرا عن أن وزير المالية ورئيس اللجنة الاقتصادية ،إن لم يكونا آخر من يعلم، فهما بالتعبير السوداني الدارج ( شايلين القفة). أو على الأقل يحملان وزر ما يقترفه الآخرون.( والآخرون هم الجحيم)!!فكيف يستمر وزير مالية يحترم نفسه في منصبه إن كان صاحب قراره، بعد حدوث تسريب بهذه الآثار المهولة في كارثيتها في انتهاك عذرية أخص خصائص منصبه؟ . وكيف لا يدرك حتى عضو برلمان عادي بمآلات الموازنة التي يجيزها ؟ دعك من أن يكون رئيس لجنة اقتصادية أو حتى غيرها إن كان في التوصيف عدم دقة؟
مما سبق، لن يصعب على أي سوداني عرف طبيعة النظام وسياساته في الاستناد الانتهازي على آية الذين إن مكناهم في الأرض، والقيام بأبشع أنواع اللصوصية وتحويل دماء ودموع الشعب السوداني إلى جيوب منسوبيه في الاقتصاد الطفيلي الذي اجترحوه باسم الدين والدين منهم براء.وأحيل القارئ إلى مقال سابق للأستاذ عثمان ميرغني الذي تناول فيه وجود(كفلاء) لكل صاحب عمل استثماري ضخم!! وإلا فلن تسير الأمور على ما يرام مهما بلغ من حذق ورأسمال.ومقال ثان يخاطب فيه مبارك الفاضل بأعد. مشيراً إلى معنى القطاع الخاص لدى النظام هو من يحملون بطاقة الحزب. وأضيف عليه ما يعلمه كل سوداني بوجود قطاع (أخَص)!!لا احتاج إلى توضيح من هم. وإن كان الظهور المفاجئ لبعض الرسماليين الطفيليين، يعتبر تعمية ودروة يتدارى خلفها من يريدون صرف الأنظار عن تلك الحقيقة، ليقال لك إن تحدثت عن التمكين، من هم الأكثر ثراءً في هذه الأيام، في تخليط متعمد.
لكل ذلك، لم يكن غريباً ما رواه لي صديق عن تاجر قريب منه يعمل في مجال السيارات.فقد لاحظ أن هنالك حركة استيراد غير عادية للسيارات من أناس معروفين بقربهم من النظام، وتخليص من الجمارك بسرعة!!حتى تلطف عليه أحدهم في اللحظات الأخيرة . وأفاده بأمر الدولار الجمركي.فأسرع باستيراد سيارة واحدة.فلك أن تتخيل ربحه. فربحه في سيارة واحدة ، قد بلغ(فقط خمسمائة وثلاثين مليون جنيه بالقديم )!!.فكم ربح( الآخرون ) ؟وما هي عمولة المسربين؟وقس على ذلك كل مجالات الاستيراد.لذا فالإجابة على السؤال الذي عنونا به المقال ، تشير إلى تسريب متعمد لفئة . قبل ان ينتشر الخبر . ولا تشير إلى شخص بعينه، إنما إلى مجموعة متنفذة وعلى اطلاع بخبايا الأمور. تتلاعب بالاقتصاد لصالحها. فليذهب الوطن والمواطن إلى الجحيم.
[email protected]