أساتذة جامعة الخرطوم!!
01-11-2018 11:49 PM
أدان أساتذة جامعة الخرطوم ما وصفوه بالسلوك الهمجي والعنيف للأجهزة الأمنية تجاه طلاب الجامعة، وحملوا المسؤولية لإدارة الجامعة بحسب بيان أصدره الأساتذة جاء فيه:" نحمل المسؤولية كاملة للإدارة التي لولا موقفها الضعيف لما تجرأت الأجهزة الأمنية على مثل هذا السلوك المرفوض، والذي ينطوي على كل معاني الإستهانة بالجامعة كياناً ومعنى، مردفاً بكل نوايا الازدراء بقيمة الجامعة".
وأيد الأساتذة - بلا تحفظ - حق الطلاب الكامل والمشروع دستورياً في التعبير السلمي عن رفضهم للسياسات الإقتصادية التي ترتب عليها الغلاء الفاحش، ورفضوا السياسات الإقتصادية الحالية جملة وتفصيلاً، حيث جاء في بيانهم:"نعلن انحيازنا التام لصف شعبنا وحقه في العيش بكرامة ورفاه، ونرفض بحزم الإستسلام لنهج حكومة الانقاذ في تحميل جمهور السودانيين فاتورة خطاياها الإقتصادية و سفه ممارساتها المالية". كما أعلنوا تأييدهم الكامل لاعتزام الطلاب الإعتصام الاحتجاجي لمدة يوم، ووعدوا بالمشاركة في تنفيذه".
ويأتي موقف الأساتذة انفعالاً بموجة الغلاء الطاحن الذي ضرب البلاد، والنظام غارق في سياسات الحلول الأمنية التي يحسبها تصلح لكل شئ وفي كل وقت وحين، بغض النظر عن طبيعة الأزمة وحجمها .ويبدو أن سياسته الخالدة في اصطناع الأزمات والتكسب منها قد نالها الوهن، وفقدت قدرتها على الخيال والإبتكار، فولدت أزمة "حقيقية"، تتطلب حلا "حقيقياً" بعيداً عن لغة التهديد والوعيد بالويل والثبور، باعتبارها مشكلات تظل قائمة ولو تفتقت عبقريتهم عن قتل المتظاهرين مرة أخرى كما حدث في سبتمبر الدامي، عشية أن صرخ الناس تحت وطأة الغلاء الطاحن.
ومضى بيان الأساتذة للقول:"لثلاثِ أيامٍ مضت ظل طلاب وطالبات جامعة الخرطوم يمارسون في جسارة و انضباط حقهم الدستوري في التعبير السلمي الشجاع عن موقف جموع الشعب السوداني الرافض للغلاء الطاحن الذي ينهش جسد شعبنا و يطوح به في مهاوي الجوع و المسغبة، وطيلة هذه الأيام ظللنا نكابد القلق والأسى حيال العُنف المفرط الذي قابلت به الأجهزة الأمنية تلك المواقف السلمية للطلاب، وحصارها المدجج وغير المبرر للجامعة و طرقاتها و مداخلها. ولم تكتف الأجهزة الأمنية بالحصار والحشود العسكرية وإغراق الجامعة بالغاز المسيل للدموع، بل تجاوزت ذلك إلى الإنتهاك الفظ و المفتوح لحُرمة الجامعة، واقتحامها بسيارات جهاز الأمن، وإرهاب الطلاب والطالبات واختطاف ثلاثة من طلاب الجامعة تحت سمع و بصر سلطات الجامعة الادارية".
إن بيان أساتذة جامعة الخرطوم المتضامن مع طلابهم يوضح بجلاء حجم الكارثة التي تمر بها البلاد، في وقت لم تعد فيه حلول الماضي تغني ولا تسمن من جوع، وفي وقت يتطلب إما موقف تاريخي من النظام لصالح التغيير الحقيقي، أو انتظار الإنفجار الكبير، ليمضي من يمضي ويبقى من يبقى في سبيل التغيير، وهو حكم التاريخ الساطع في مثل هذه الظروف والأحوال.
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
لؤي قور
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|