لقد حانت ساعة الضربة القاضية
01-13-2018 09:11 AM
لقد اصبح الحديث عن الميزانية ونقدها ، أمرا يثير الملل . ذلك لأن مايعرض اصلا لايمكن ان يسمى ميزانية بأى حال من الاحوال . بند العائدات ليس حقيقى ، اذ لايظهر فيه اهم موردين للدولة الذهب وما تبقى من البترول . بند المصروفات اهم مافيه هو مايحافظ على بقاء النظام ليقدم لنا المزيد من الويلات والمصائب . أما العجز فهو فى الحقيقة اضعاف ماجاء فيها بسبب ان هناك تمويل بالعجز حسب من ضمن الموارد !
فاذا كان هناك مايمكن ان يقال عن الميزانية ، فانها ميزانية تعكس ، بشكل ليس أكثر منه وضوحا ،عن أزمة النظام ، التى اصبح لامجال لاصلاحها غير ذهابه . أن تراكم الاخطاء والخطايا التى ظل يمارسها النظام الى حد البجاحة من ناحية ، وتراكم نضالات الشعب السودانى التى ظل ولايزال يقدمها من ناحية اخرى ، قد جاء موعد حصادها !
هذا بالنسبة للوضع الداخلى ، أما بالنسبة للعوامل الخارجية التى كانت تؤثر على وضعنا سلبا أو ايجابا ، فليست أقل كشفا لدنو ساعة الخلاص :
فى الوضع الاقليمى ، أخذت دول الخليج من الدروس ما يكفى لاثبات ماظلت المعارضة السودانية تجهر به ، من ان هذا نظام لايمكن الثقة فيه ، هو مع من يساعده على البقاء ولو ليوم واحد ، وبكرة " الله كريم "!ولا اظن ان الامر يحتاج ادلة . الآن النظام يوجه اتهاما مباشرا لتلك الدول على انها تجهز لحرب ضده . وطبعا مفهوم لنا ولمن يوجه لهم الاتهام ان النظام بهذا لايفعل اكثر من هروب من مشاكله الداخلية وحشد مايمكن من قوى داخلية لمواجهة الخطر المزعوم . وقد بدأت الابواق تنفخ فى هذه "القربة "، وأخرجت فيديوهات الشهداء من امثال الزبير و ابراهيم شمس الدين"!" وغيرهم من الذين " فطسوا " فى الحرب الاهلية ، على قول العراب !
أما الوضع الدولى فهو كما ثبت من تجارب مرت من حولنا ، تكون حساباته دائما فى مصلحة المنتصر . حتى فى الحالة السورية ، بدأ تغير واضح فى بعض المواقف الغربية لمصلحة النظام السورى ، بعد ان كان متهما باستخدام الغازات السامة ضد شعبه ..الخ الموقف من نظام مبارك مثال نموذجى آخر . وعلى هذا القياس نلاحظ ان الاتحاد الاوروبى يراقب هذه المرة مايحدث فى السودان بعين مختلفة ، بل ويصدر بيانا يطلب فيه من النظام كف يده وبسط الحريات للتعبير . وأول الغيث قطرة !
لقد حانت ساعة الضربة القاضية ، ولكن الامر لايزال يحتاج الى استخدام تكتيكات الملاكم محمد على : تشتيت طاقة العدو بالمحاورات ، ثم لسعه بضربة . ويبدو ان المعارضة قد بدأت تستخدم هذا التكتيك بالفعل : مظاهرات صغيرة متفرقة ومختلفة الاشكال والمطالب قد تنتهى الى شكل هادر متجمع أو عصيان أو أى شكل آخر تبتكره الجماهير ، مع المحافظة على سلمية التحركات . وبمناسبة سلمية التحركات ، مع تأكيد التصدى العنيف لها من قبل النظام، اقدم اقتراحين :
- التصوير لكل ممارسات العنف ونشرها على اوسع نطاق وذلك لجذب المواقف الدولية - من التنظيمات المدنية والدول- ولفضح المحاولات من النظام بالتخريب ثم اتهام الجماهير به : كما حدث فى حالة سبتمبر .
- تحقيق شعار الانتفاضة المحمية ، بالطريقة التى تبتكرها القوى الحاملة للسلاح . فى اعتقادى ان أول معاملة بالمثل تحدث لمن يطلقون الرصاص على المتظاهرين السلميين ستشل يد البقية المأجورة !
خلاصة الامر : لقد حانت ساعة الحصاد ، فكل الظروف المحلية والاقليمية والدولية تشير الى هذا . فالى العمل ، قبل ان تتيسر ظروف غير مرئية تمكن النظام من "قلب هوبة أخرى " تعطل المسيرة الظافرة ، ولو الى حين !
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
عبدالمنعم عثمان
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|