المقالات
السياسة
أخشى أن نستيقظ يوماً على وطن بلا رموز!!
أخشى أن نستيقظ يوماً على وطن بلا رموز!!
01-13-2018 10:59 AM

دون الخوض في خلفيات المشهد القبيح الذي انتشر تداوله بشكل واسع، ويظهر فيه شخص، كنت أحسبه – شخصاً – غير عادي بحسب الصورة التي ظلت مرسومة في ذهني عنه، لدرجة أنني كنت حين أشاهد صورة بروفيسور قاسم بدري في التلفاز أكاد أقف أمام شاشة التلفاز إجلالاً لمقام ومكانة مثل هذا الرجل، حفيد مؤسس كلية الأحفاد بابكر بدري وأحد أبرز الشخصيات السودانية المعاصرة ذات الإسهام النوعي المتفرد في مجال حماية ورعاية حقوق المرأة السودانية، وسليل أسرة لا تكاد تُذكر سيرة ومسيرة المرأة السودانية دون أن يتوقف السارد والحاكي لهذه السيرة عند تلك الأسرة السودانية العريقة طويلاً، فجده هو الشيخ بابكر بدري رائد تعليم البنات في السودان.
لكن قدرنا في هذا البلد أن نصاب دائماً في رموزنا.. في كل المجالات.. إما أن نحرق نحن هذه الرموز بأنفسنا وبأيدينا ظلماً وقلة وفاء، كما اعتدنا أن نفعل مع كل الرموز التاريخية الوطنية، التي لا تكاد تجد فيها رمزاً سودانياً واحداً يخرجه المجتمع بإجماع واجتماع حوله، فيبقى سالماً من النقد الهادم، وإما التقليل من الدور التاريخي الوطني الذي لعبه باتهامه أو تخوينه..
وإما أن يبقى هذا الرمز محتفظاً بالصورة الرائعة المرسومة حوله لوقت حتى يقوم هو بنفسه بنسف هذه الصورة الجميلة الرائعة عنه، ينسفها بيده أو بكلتا يديه كما شاهد الجميع البروفيسور قاسم بدري وهو يضرب طالباته حتى تسقط إحداهن على الأرض ثم يلاحق الأخريات.
أرجوكم كفوا عن محاولات التبرير لهذا الفعل القبيح وغير المقبول ليس من بروفيسور وأمين على أولئك الطالبات بل ليس مقبولاً مثل هذا الفعل من أي شخص دنا أو علا مستواه.. ولن يشفع لقاسم بدري كل تاريخه وتاريخ أجداده لمسح هذا المشهد الصادم من ذاكرة الناس.
وأنا أقول وأكرر أنه لا خلفية القضية ولا أسبابها ولا حتى تاريخ هذا الحدث الذي تداولته الأسافير.. هل كان بالأمس أم قبل أربع سنوات كما يتحدث البعض.. كل هذا ليس مهما فالمهم أن الصورة التي أمامنا حقيقية والمشهد الذي تابعناه غير مفبرك وهذا هو بالفعل نصير الجندر وقائد ثورة حماية المرأة والقائم على العملية التعليمية في واحدة من أعرق وأشهر الجامعات السودانية المحترمة حتى ولو كان هو مؤسس تلك الجامعة وراعيها وصاحبها وقائد مسيرتها فإن ما يعكسه المقطع حول شخصية قاسم بدري في هذه الحالة كان أقبح من القبح وكافياً جداً لأن نترحم وبلا تردد على واحدة من أجمل الصور المشرقة التي كنا نحتفظ بها في ذاكرتنا الوطنية..
أخشى حقاً، أن نستيقظ يوماً على وطن بلا رموز ..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 1457

خدمات المحتوى


التعليقات
#1730590 [ask Aristotle]
0.00/5 (0 صوت)

01-13-2018 07:55 PM
أنا شخصياً لا أؤمن برموز سودانية في مجال السياسة تحديدا لكن اقر أن هناك علماء قدموا للأجيال عطاء هم التعليمي في قاعات الدرس والفصول الدراسية


#1730561 [الزول]
0.00/5 (0 صوت)

01-13-2018 05:58 PM
إقرأ مقال شكري يا هذا، ونقول لشكري هذا واحد من الذين يحرضون أولاد الذوات بأن يعتبروا أنفسهم فوق الآخرين أمثال هذا كاتب!!
فالمؤهل العلمي ليس محصوراً في آل بدري وليس ضرورياً لادارة مؤسسات الأحفاد التي نشأت بمبادرة من جدهم بابكر بدري ولا تورث إدارتها طالما اصبحت ملكية عامة للشعب معنى ومبنى فلماذا يصر مجلس أمنائها على أنها ملكية خاصة لآل بدري؟
المؤهل الأخلاقي هو المطلوب، فأي شخص يؤمن بالفكرة والمفهوم المحدد لهذه المؤسسة يستطيع ادارتها ويمكن توليته على ذلك وهذه الحادثة تثبت عدم أهلية المدير الحالي قاسم بدري خاصة وأنه يؤكد على مفهومه التربوي الذكوري والأبوي باستناده على آية القوامة بمفهومها التقليدي وبرغم خصوصيتها، مع ذلك، بين الأزواج ولا تنشئ قاعدة عامة للتعامل بين الذكر والأنثى في كل الأحوال. وعليه تجب إقالته فوراً واستبداله بشخص آخر ليس من آل بدري بالضرورة أكثر تحرراً من وتفهماً لقيم العصر، فالبقاء للمؤسسة وليس لأسرة المؤسس.


#1730457 [السيد]
0.00/5 (0 صوت)

01-13-2018 12:03 PM
الرموز الوطنية انتقاها علي عثمان طه زماااان وصفاها بشتي السبل في المجتمع عامة وفي الحكومة بشكل خاص


#1730444 [عجب]
0.00/5 (0 صوت)

01-13-2018 11:48 AM
رموز شنو ياخينا دي نخب فاشله تعلمت واكلت بالمجان في الداخليات علي حساب هذا الشعب ونكرو الجميل واصبحو اصحاب مصالح شخصيه ويحبون المال الحرام والوجاهة الاجتماعيه .... الا ليت ايام الانجليز يعود


جمال على حسن
جمال على حسن

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة