المسؤولية الاجتماعية للشركات.. التأمين الإسلامية نموذجاً
01-15-2018 02:00 AM
أشواقٌ وأشواك
المسؤولية الاجتماعية مُصطلح راج مؤخراً في سوح التكافل والتعاضد حيث تُعتبر المسؤولية الاجتماعية هي إحدى القنوات التي تدعم المصلحة العامة للمجتمع وهي عُنصُر مطلوُب لتمتين روابط العلاقات الإنسانية, فالتوحُد مع الجماعة يدفع الفرد الى بذل جُهده من أجل إعلاء مكانتُه,فكل إنسان مسؤول إجتماعياً، وبالتالي المسؤولية الإجتماعية هي جُزء من المسؤولية بصفة عامّة، فالفرد مسؤول عن نفسُهُ وعن الجماعة من حولة ، والجماعة مسؤولة عن نفسها وأهدافها وعن أعضائها كأفراد في جميع الأمور والأحوال، والمسؤولية الاجتماعية في ضوئها تحقق الوِحدة وتماسُك الجماعة وينعم المجتمع بسلامٍ أشمل وأعمق فهي تفرض التعاون والإلتزام والتضامُن والاحترام والحُب والديمقراطية في المعاملة والمشاركة وهي صلِة الرِحم بين الأفراد في المجتمع الواحد, والشُعور بها هو شُعور نبيل معه تتجاوز كل الشكليِات وتذهب مباشرة إلى قُدسية الواجب, فالعالم حالياَ يشهد في إطار العولمة حراكاً ملحوظاً يطال جميع القطاعات أكانت مالية، صناعية أو اقتصادية و يتزامن هذا الحراك مع وعي عام عند الزبون، والمؤسسات الاقتصادية لا سيّما الكبرى منها والتي تعتمد أنظمة التخطيط والتطوير تجد نفسها أمام واقع جديد يتجلى بالتساؤل التالي هل هي تحترِم علاقتها بالجهات المعنية بالتفاعل معها سلباً كان أو إيجاباً, أو ما يعرف بال*Stakeholders (أصحاب المصلحة)*؟ وهل المُؤسسة تعرف جيداً من هم هؤلاء الstakeholders*حقاً؟ وما هو تأثير المؤسسة على محيطها الاجتماعي والبيئي؟ وهل لها من منهجية لتتعامل بها مع زبائنها الحاليين والمُحتملين في المستقبل وفق خُطط التوسُع والانتشار السنوية أو ما يعرف ب(الربط السنوي)؟
كل هذه التساؤلات تجاوب عنها الشركات التي قامت بتأهيل نفسها أولاً وحازت على ال ISO* حيث باتت العديد من المؤسسات الاقتصادية والإنتاجية على دراية متزايدة بأهمية المواصفة الدولية وأهمية اعتماد سلوك اقتصادي يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الاجتماعية التي تُعتِبر حجر الأساس للتنمية المُستدامة إذاً هي أمام مجتمع أكثر إدراكاً بما يُحيط به، وبالتالي يعمل على تأكيد حضوره كشريك (غير مباشر) في الأنشطة الاقتصادية لأية مؤسسة، وبالنظر إلى الواقع السوداني رغم كثرة الشركات الكبرى التي تعمل في مجالات مُختلفة ومتعددة لكنها إما هي تعمل من أجل كسب الربح والصمت العميق، وإما متجه نحو إبراز اعمالها بدعاية فردية لاثبات ذاتها في الوسط العام كالمسابقات والجوائز المُؤسمية وغيرها وهنا تتميز شركة التأمين الإسلامية من بين الشركات وتُحقق حضوراً مرئياً بتطبيق المسؤولية الاجتماعية في عدة جوانب ملحوظة لكل مواطن لتشمل العملاء وغيرالعملاء فمثلاً إنشاء جسر للمُشاة بأم درمان قُبالة كلية القيادة والأركان حيث تُعتبر من أكثر المناطق يتعرض فيها المشاة للحوادث, تكون بذلك قد حفظت حياة الملايين من خطر الحوادث, كذلك دعم عدد من المستشفيات في الولايات بعربات الاسعاف وهناك ولايات لا تملُك عربة واحدة للإسعاف وكثيراً ما يموت المسَعف قبل أن يصل إلى أقرب مستشفى لتلقي العناية, والمسؤولية الاجتماعية الأعظم تتمثل في ما تقدمُه الشركة من وجبة لإفطار الصايم في شهر رمضان المعظم لمئات العابرين أمام مقرها بالرئاسة في السوق العربي وهذا منظر نادراً ما يتكرر لدى رصيفاتها, وكذلك تأمين السلامة المرورية في أيام الأعياد التي كثيراً ما تتحول فيها الأفراح إلى أتراح بسبب التهوُر والاستخدام السيئ للطريق وأحسب أن للشركة فضل كبير مع شرطة المرور في خفض نسبة الحوادث،وبلا شك أن العمل على تخفيف نسبة الحوادث هنا لا يأتي من باب تخفيض المطالبات لا قدر الله حال وقوع حادث، وإنما حرصاً على روح ابن آدم الذي كرمه المولى عز وجل, وهناك مجال خدمات الحجيج التي يدفع فيها الحاج مبلغ 40 جنيها كتأمين والمعتمر مبلع 30 جنيها نظير العلاج لا قدر الله في أي حادث أو تدافع كالذي نشهده في مواسم الحج المختلفة،وفي حال الوفاة الطبيعية أو بحادث يتسلم زوو المتوفي مبلغ 50 ألف جنيه تأمين وهو جهد كبير نظير مبلغ رمزي يدفعه الحاج أو المعتمر وهذا قليلٌ من كثير غير معلوم ،،،حتماً إن الظرف الاقتصادية التي تعيشها البلاد وعجز الدولة الملحوظ في قطاعات كبيرة كالصحة والتعليم والجسور وغيرها هو محل المسؤولية الاجتماعية والذي شكلت فيه التأمين الإسلامية حضوراً ملحوظاً بينما غابت رصِيفاتها من الشركات الكُبرى, يتوجب على كل الشركات إقتداءً بشركة التأمين الإسلامية أن تحقق التكافل الاجتماعي لتتسع دائرة الفائدة للجميع , فولاية الخرطوم وحدها تتسع لعشرة جسور مشاة لفك الاختناقات المرورية على المشاة وتأمين سلامة الأبرياء من العلاج والتعافي في ظل تصاعد نفقات الحياة المتزايدة لا قدر الله لو سلمت الروح؟؟ فأشواق المجتمع تردد قول الشاعر ( لاشكُرن معروفا هممت به .... إن اهتمامك بالمعروف معروف) بينما لا تفيده أشواك دعاية تُجسد حب (الذات) و(الأنانية) التي تحِد من مواكبة الشركات للعصر الذي يعتمد المسؤولية الاجتماعية ديناً ودنيا.
[email protected]
الوان .
|
خدمات المحتوى
|
عوض فلسطيني
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|