المقالات
السياسة
بل هو دعمٌ للصادر.. يا ظافر !
بل هو دعمٌ للصادر.. يا ظافر !
01-15-2018 11:11 AM

“في ناحية بعيدة كان رجل الأعمال السوداني وجدي ميرغني يعقد اتفاقاً مع الحكومة الإثيوبية.. حيث تم الاتفاق على تشييد مصنع غزل برأسمال مائة مليون دولار.. مصنع وجدي يوفر أكثر من ألف وثلاثمائة فرصة عمل في إثيوبيا.. حسب الخبر الوارد في الزميلة (التيار) أن المصنع الجديد سيستورد القطن من مزارع وجدي في السودان.. الاتفاق يمثل الفصل الأول من اتفاق استثمار مبلغ مائتي مليون دولار في إثيوبيا تخطط شركة (انتريد) لبسطها في الأراضي الجبلية في إثيوبيا الشقيقة.. قبل أيام كان السيد وجدي ميرغني في صحبة عدد من رجال الأعمال يبيعون الهواء للحكومة السودانية.. حيث قدم وجدي وإخوته خطة لزيادة الصادرات السودانية بمبلغ عشرة مليارات دولار في غضون ثلاث سنوات.. وجدي الذي يرأس غرفة المصدرين يبيع حلم مشروع بزيادة الصادرات السودانية ثم في صباح اليوم التالي يمضي إلى إثيوبيا في درجة رجال الأعمال إن لم يستغل طائرته الخاصة”.
هذه الفقرات نقلتها بالنص من زاوية الزميل عبد الباقي الظافر التي تتصدر أخيرة (الصيحة) كل صباح.. وهي من الزوايا اليومية التي أحرص على المرور عليها باكراً.. وأراد الظافر ذلك أم لم يرد.. فالفقرتان تقولان أمراً واحداً هو أن وجدي ميرغني خدع الحكومة في السودان وذهب باستثماراته الحقيقية إلى إثيوبيا، رغم أن الظافر ختم زاويته بمرافعة مغايرة بعد أن تحدث عن استشراء الفساد.. نعود إليها لاحقاً!!
وأريد هنا أن أختلف مع الظافر، لا في موضوع استشراء الفساد، بل في الفقرتين الأولى والثانية. فقد كنت حاضرا حين قدم السيد وجدي ميرغني ورقته باسم غرفة المصدرين في مجلس الوزراء، وكنت مشفقاً عليه وعلى غرفته من مدى جدية الحكومة وسياساتها في تمكينهم من تنفيذ خطتهم الرامية إلى زيادة الإنتاج ودعم الصادر، ولو أن وجدي كان خرج من مجلس الوزراء، وتوجه إلى القضارف، لكنت قد قلت إن الخطة لا تزال على الورق.. وقد يطول انتظارنا لتنفيذها، ولكن ما نقله الظافر نفسه من أن الرجل قد توجه إلى إثيوبيا ليوقع عقداً بمائة مليون دولار كمرحلة أولى، دفعني إلى مزيد من التفاؤل، بل دفعني إلى إعادة قراءة وقائع ذلك اللقاء!!
ولنسأل الآن: بماذا تعهد وجدي في ذلك اللقاء؟! تعهد بأمرين.. الأول زيادة الإنتاج.. والثاني زيادة الصادرات، فما الذي فعله؟ أسَّس مصنعاً للغزل في إثيوبيا.. أي فتح سوقاً خارجياً، على أن يعتمد هذا المصنع على مزارع وجدي الموجودة بالسودان، وهذا يعني زيادة الرقعة الزراعية،. وزيادة العمالة المستخدمة في المشروع، ثم زيادة الإنتاج لمقابلة الطلب الإضافي للسوق الذي أوجده وجدي في الخارج، وهذا دعم للصادر. إذن، الرجل حين وقف في ذلك اللقاء ليستعرض خطته لزيادة الإنتاج ودعم الصادر، لم يكن يبيع الهواء، كما تصور الظافر، بل كان يحمل في جعبته مشروعاً حقيقياً.. كشف النقاب عنه بعد أيام معدودة. أما، لماذا ذهب وجدي بمشروعه هذا إلى ما وراء الحدود؟ فبغض النظر عن أي مبررات اقتصادية أو مسوغات تسويقية سيطرحها وجدي ميرغني، إذا سُئل.. فما أورده الظافر نفسه يكفي. إذ يقول “بصراحة، نحن الآن تجاوزنا مرحلة الإحساس الزائد بالفساد، وصلنا مرحلة التعايش مع الفساد”. ثم يختم: “سيد وجدي، أنا أتعاطف معك ليست هذه بيئة صالحة للاستثمار”..
أما الإيهام بأن وجدي يهرب باستثماراته إلى خارج الحدود، فسيكون أمراً عصياً على التصديق، حين تكتشف أن استثماراته داخل السودان تتجاوز في حجمها أضعاف أضعاف تلك التي في إثيوبيا، بل يكفي أن جل استثمارات الرجل في قطاعات ذات مخاطر عالية، عادة ما يهرب منها المستثمرون، مثل الزراعة والإنتاج الحيواني والصناعات التحويلية!!
اليوم التالى





تعليقات 6 | إهداء 0 | زيارات 1194

خدمات المحتوى


التعليقات
#1731977 [FATASHA]
0.00/5 (0 صوت)

01-16-2018 08:28 AM
صادر في عينك .... زول كما تدعي عنده مزارع قطن فأي شخص لديه
مزارع فسيقوم بانشاء مصنع غزل ونسيج بالقرب منها ويمكن ان ينجح
للخبرة التي اكتسبها السودان قبل عصابة الكيزان.
كل استثمار كيزاني باثيوبيا تقوم به عائلة عمر بشير مثل مصنع اللحوم والمدينة السياحية ومصنع المشروبات وغيرها وتنسب كتغطية للعبيط ابو كسكتة بتاع الهلال.


#1731919 [ابو محمد]
0.00/5 (0 صوت)

01-16-2018 07:10 AM
ونسأل المختصين هل يفيد السودان تصدير القطن وبقية المنتجات الزراعية كمواد خام ثم استيراد منتجاتها بعد تصنيعها؟ أم الأفضل تصنيعها محلياً وتصدير الفائض منها - خصوصاً أن صناعات الغزل والنسيج والصناعات الغذائية اذا تجنبت ( الفساد الإداري ) لا تحتاج إلى متطلبات صعبة.


#1731908 [محمدوردي محمد]
0.00/5 (0 صوت)

01-16-2018 06:46 AM
ايها الاعور الدجال

الصحفي المميز الظافر قلبه علي الوطن وله يكتب (وان اخطأ) ولم يخطئ
وانت المطبل الغير لطيف قلبك علي بشكيرك ومصالحكم المشتركه (وان اصبت) ولم تصب


محمد لطيف
محمد لطيف

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة