المقالات
السياسة
أحلام التجار تتحكم في الأسعار
أحلام التجار تتحكم في الأسعار
01-15-2018 12:12 PM

أصبح التجارفي بلادنا يتحكمون في الأسعار، بصورة لم يسبق لها مثيل ، بحيث أصبح سعر السلع يرتفع في اليوم الواحد أكثر من مرة ، والتجار "يتحججون " بانخفاض قيمة الجنية أمام العملات الأجنبية ، في حين كثير من هؤلاء لم يشتروا بضاعتهم بالدولار ، بل مستودعاتهم تكتظ بالسلع الغذائية منذ أشهر ، ورغم ذلك يزيدون الأسعار بحسب ما يرونه في أحلامهم ، ولا يملك المواطن "المسكين" ، غير أن يشتري .
أما الحكومة فقد تركت المواطن يصارع الاسعار بلا مقدرة ، كما تركت الدولار يرفرف عاليا ، دون مسوغات منطقية ، وظلت الحكومة تطلق التصريحات دون أن تعقبها بإجراءات حقيقية على الأرض ، واخر الاحاديث والتسريبات ، "تغيير حكومي وشيك" ، باعتبار أن حكومة الوفاق الوطني فشلت تماما في كيفية إدارة الازمة الاقتصادية ، ومن قبل كان نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي بكري حسن صالح قد أكد أن المدرسة الاقتصادية القديمة قد فشلت في ادارة الشأن الاقتصادي رغم اجتهاداتها ، الا انه لم يعزز حديثه بإجراء أي تغيير حكومي!.
إذا تحدث البعض عن منطقية ارتفاع الاسعار كون التجار يستوردون بضائعهم بالدولار، نتساءل هل الذرة وعيش "الدقيس" مستورد ، حتى ترتفع أسعاره من 200 جنيه الى 400 ثم 600 وأمس 900 ، ربما غدا يزيد عن الالف جنيه !! ، وحتى القمح الذي زرع في مزارعنا ، ولم يخرج من المستودعات ، تضاعفت أسعاره عشرات المرات ، وكذلك كثير من المنتجات المحلية.. يحدث كل ذلك بلا رقابة حكومية ، بل أصبح التجار على يقين بأنه لن يلحقهم من الحكومة غير تصريحات سرعان ما تتبخر في الهواء.
ما يحدث الان في السودان أمر لا يمكن حدوثه في أي مكان في الدنيا ، فلإيكاد يشتري الناس حاجتهم ويعودون الى بيوتهم حتى يتهادى الى أسماعهم بأن مأتم شراء قبيل ساعات زاد سعره الان ، حتى أصبح الأمر يشبهه الحرب النفسية المدمرة "والحكومة تتفرج.
لم يبق كثير وقت لتضيعه الحكومة التي تواجه احتجاجات منطقية ومبررة ، ولأيمكن بحال تجاوزها ، فالناس حينما يفقدون قوت يومهم في ظل جشع التجار وتراخي الحكومة لن يكون أمامهم غير الاحتجاج والخروج في المظاهرات التي تعبر عن رفضهم .. صحيح أن المزاج السوداني لا يميل كثيرا الى المظاهرات "في الوقت الراهن " وهم يتابعون ما يحدث في بلدان عربية كثيرة ، حتى انهار فيها الامن تماما .. وعلى الحكومة ان لا تتكي كثيرا على ذلك . وواجبها ان تسارع بإحداث تغيرات تبلغ الناس في حينها ، فالقصة أصبحت "ألماكل والمشرب" وليس البحث عن الرفاهية .. ننتظر أن تقوم الحكومة بما يعيد الامور الى نصابها ، ودون ذلك فلن يهتم الناس لما ستسفر عنه احتجاجاتهم ، فجوع البطون لا يخضع لحسابات المنطق ،والذي يحدث الان سيفضي الى "الجوع" مالم تتخذ إجراءات عاجلة لوقف جشع التجار، وإصلاح الاعوجاج الاقتصادي .
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 576

خدمات المحتوى


التعليقات
#1731660 [ابوعديلة المندهش]
0.00/5 (0 صوت)

01-15-2018 03:17 PM
من حق التجار والسماسرة بل من حق النظام بأسره أن يحلموا ويرقصوا ويزغردوا كمان طالما أن الشعب لايجيد بل ولا يعرف (سلاح المقاطعة) ولم يقرأ أو يسمع بشعار (الغالى متروك)..نحن نشترى أى سلعة مهما غلا ثمنها حتى لو كان هذا الغلاء غير مبرر مثلما يحدث الآن وشعارنا فى ذلك ( شوفونى انا مقدرة).
خموا وصروا .


#1731613 [الحلاق]
0.00/5 (0 صوت)

01-15-2018 01:57 PM
مضحك (تبريرات) الامنجية الضعيف !!!


مصطفى محكر
مصطفى محكر

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة