المقالات
السياسة
43 وزير (طاولة)!!
43 وزير (طاولة)!!
01-16-2018 01:41 PM


من عجائب الترشيد في حكومة الوِفاق الوطني الذي نصّت عليه مُخرجات الحوار، أن تكون الحكومة رشيقة تُقللِ من الصرف الكبير الذي أرهق الميزانية في الحكومات السابقة، فرغم المُحاصصة التي تمت في تكوين حكومة الوفاق الوطني كان الأمل أن تأتي بوزراء في اختصاصات لا تتعدى البِضع وعِشرين وزيراً اتحادياً، على أمل أن تتلاشى قصة وُزراء الدولة هذه، أو تُرشّد إلى درجة كبيرة ويُمكن أن تكون لبعض الوزارات ذات العبء الثقيل وزير دولة واحد، يعاون الوزير المُختص في بعض الملفات ذات الصِلة بالوزارة، بيد أن تكوين حكومة الوفاق الوطني، فاجأت الجميع حينما اشتملت على 43 وزير دولة وفي بعض الوزارات هناك وزيران للدولة؟! بالبرهان العملي و من خلال المتابعة في فترة ما بعد تكوين الحكومة، وحتى الأن شُهور مضت ولم نر أو نسمع عن أكثر من 90% من السادة وزراء (الطاولة) شيء يذكر، إذا استثنينا القلة القليلة منهم وهي لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، البقية لم نسمع باسمهم منذ تاريخ إذاعتهم في إعلان الحكومة؟!!
هذا الترهل يأتي في ظل اتجاه الدول ذات الاقتصاد القوي والمُستقِر كدول الخليج وغيرها إلى دمج الوزارات ذات الاختصاص المتشابه مواكبة لانخفاض سعر النفط عالمياً أما في السودان الذي يعاني مواطنوه وطأة الفقر وضعف البنية التحتية وإنعدام مقومات الحياة في ظل الظروف الاقتصادية المتردية يزيد من أعباء المواطن بالصرف البزخي على مجموعة ال43 وزيرا (طاولة ) نعم هم مجرد وزراء في طاولة يجملونها بحضورهم الأنيق بالبدل ذات الألوان الفرايحية واللبسات (الفل سوت)و(الكاشول) التي يتزينون بها من بدلات اللبس السنوي خصماً من مال الدولة الذي يفترض أن يوجه الى الأطفال مرضى السرطان أو ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يدرسون في بنايات مستأجرة ويجلسون في فصول مختلطة، على رشدهم وكبر سنهم ومعاناتهم التي لا يفرقون معها بين الواجب والمستحيل؟!
بعد فشل التجربة ببرهان الدليل وعدم جدوى وجود هؤلاء السادة وزراء (الطاولة) يجب أن يسرحوا ليتركوا وشأنهم يضربون في الأرض ليبتغوا من فضل الله ويتكسبوا بعرق الجبين أفضل من (التسول البارد)، وربما نجد فيهم مهارات أخرى نسد بهم عجز التعليم في مدارس الاساس،أو من تأهل منهم يمكن أن تسد به فجوة في التعليم العالي، لان وجودهم في هذه العطالة المقننة مع إرهاقهم لخزانة الدولة وكاهل المواطن، فيه خطر كذلك على حياتهم من (السمنة) المفرطة التي يتعرضون لها لأنهم عادة ما يعيشون الدور وتسعدهم نغمة السيد الوزير، يتجردون من كل إرهاق وتعب أو رياضة ،كل المشاوير عندهم محسوبة بالفارهات، ومع نغمة السيد الوزير تعطلت عندهم الأدوار الاجتماعية فلا يظهرون إلا لفافاً،حال كونهم من سادة البلد المهمين ،والمعرضين للاستهداف، وهكذا ينمو عندهم إحساس الأهمية وينحصر كل التفكير والتدبر في التنقل المستقبلي بين المواقع،فإن لم يكن وزيراً في ذات الوزراة فإلى درج أعلى في أيما وظيفة ذات مخصصات وطابع دستوري، فمن الصعب جداً عليهم الهبوط من هذا الدوري الممتاز؟!!
صدقوني لو أننا تخلصنا منهم وبدون حقوق، (بدون حقوق دي مهمة)، ويمكن تعويضهم (بعطية مزين) لأنه سيكون عائد خساراتهم للدولة من الخزانة العامة مبالغ طائلة يمكن أن تؤثر وتسد الفجوة في الوضع المالي المائل في هذه البلاد، وتتبعهم (حاجات) تانية كتيرة في الدولة من شاكلة المساعدين والخبراء الوطنيين والمستشارين في الدواوين الحكومية والرؤساء المناوبين ولستة طوييييلة يمكن الاستغناء عنها من باب الترشيد للمال العام، ولو أن الدولة أرادت استشارة فهناك ملايين من أبناء الشعب يمكن أن يتطوعوا لصالح البلد في مجالات شتى لا يكلفون الدولة ولا حق المواصلات،،، فأشواق المواطن أن يقتنع بان البلد بالفعل عايشة ضنك وفجوة غذائية (مجاعة من الله) وهو في كامل الاستعداد أن يربط على بطنة ألف حجر،،، فهل تتلاشى أشواك الصرف البزخي على 43 وزير (طاولة) وكل (ضالع) (ومكسور) (متقندف) وعامل فيها وزير بالمحاصصة..

[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 946

خدمات المحتوى


التعليقات
#1732449 [محمدوردي محمد]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 08:25 AM
لا لا ما تظلمهم ما اهو عندك حسن زباله حسن نفايات حسن كيس حسن طرحه ابو رقبه راحت من يوم ما استوزر ووقع لهط زي الملهوف ال من يومو ما شاف اكل لغاية ما كرشه سدت رقبتو واصبح متل الزير البخسه او مكب الزباله ، ما اهو قدامك عيبو لي كل يوم في الجرايد يدافع عن النظام وعن اقامة مكب نفايات جوار بيوتنا وبيقنع فينا ان الروائح ما بتعمل لاطفالنا اي حاجه !!!!


عوض فلسطيني
عوض فلسطيني

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة