السياسة هل قذف الحزب الشيوعي بقبضة البازلاء في وجه النظام ؟
هل قذف الحزب الشيوعي بقبضة البازلاء في وجه النظام ؟
01-16-2018 11:33 PM
لم أجد انسب من قول برنارد شو، في وصف هجوم الجنود. فكأنما تقذف الزجاج بملء يدك من حبات البازلاء!! في الأول ، تصل حبة واحدة، فحبتان، فعشرة . ثم تأتي الدفعة الأخيرة كثيرة. فينكسر الزجاج. وأرى أن الحزب الشيوعي قد فعلها اليوم. في حدث له دلالاته المهمة بالنسبة للحزب الشيوعي والمعارضة والنظام بنسب متفاوتة.
ولنتناول هذه الدلالات ، ينبغي البداية بصاحب المبادرة ،ونبدأ بتحيته.فقد ظل ثابتاً في رؤيته الاستراتيجية في الموقف من النظام. برفض الحوار وإعلانه المستمر عن إصراره على إسقاط النظام عبر العمل السلمي بتحالف واسع. وقد ووجه بانتقادات وصلت حد السخرية من عدد عضويته وإمكاناته ، حتى من الذين يختلفون معه من المعارضين في مراحل مختلفة. ولئن كانت الأنظمة القمعية قد اجتهدت في محاربته، فإن هذا النظام قد بلغ الشأو الأبعد في ذلك ، لعدة أسباب . ربما أهمها أن حركة الإخوان المسلمين، تكاد ان تكون قد بنت مشروعية وجودها على محاربته وقمعه. حتى لتخال أنه لو لم تكن هنالك شيوعية ، لاخترعتها.فأصبح موقف النظام منه يأخذ شكلين متناقضين. فمن جهة ، يبالغ في الاستهانة به في الحديث عن ضعفه. ومن جهة اخرى ، يحمله مسئولية أي حراك ذي بال ضده . وها هو اليوم يكسب الرهان. وقد كتبت عن صدق تعبير سكرتيره السياسي عندما ووجه بسؤال عن ضعف حزبه لتبني طرح إسقاط النظام إبان رفض الحزب لحوار الوثبة بقوله( قد نكون ضعيفي الامكانات بفعل القمع المستمر . لكن الشارع المعارض يتبنى شعاراتنا).وها هي الأيام تثبت صدق الرؤية.وله وللحزب التحية وهو يرمي بقبضة البازلاء في وجه النظام.وتصطف الأحزاب المعارضة تحت دعوته.
أما الدلالة الهامة الأخرى ، فهي في اصطفاف معارضي النظام وتوحد الرؤية . وخلع الرداء الحزبي في مواجهة النظام. ومن الواجب إزجاء التحية لكل التنظيمات المشاركة. ونخص المؤتمر السوداني الذي الصامد وبقية الكيانات والنشطاء. لكن الدلالة الأهم في تقديري. تتمثل في الخيار الذي اعتمد.فقد كان رأيي دوماً أن نظاماً بنى استراتيجيته على دعم الأجهزة الأمنية القمعية. ويعمل كل منسوبوه ما استطاعوا مصادر لها.من الصعب تخيل عدم اختراقه لأي عمل سري.دون أن ينفي ذلك وجود امكانية لذلك. عليه فإن خيار العمل المعارض المعلن والواضح ، هو الخيار الذي الأمثل.لأنك تكون قد جردت النظام من احد أهم أسلحته . وانحصار السرية في التكتيكات المصاحبة للفعاليات مثل التي تكون أثناء المظاهرات أو أي نشاط معلن آخر. وهاهي المعارضة بأطيافها اليوم قد نفذت الفعالية المعلنة.وتعلن عن اخرى ليوم غد تماماً كما كانت دعوات حركات العصيان المدني معلنة. فليستمر هذا النهج.
ختاماً نقول. اما وقد كان العمل في قلب العاصمة القومية. فإنه صار من الضروري التصعيد المنظم في أطرافها والولايات.مع عدم انقطاع العمل داخل المنطقة المركزية. فمنها ن ستصيب الكتلة الكبيرة من البازلاء.زجاج النظام فينكسر.الذ ثبت اليوم أكثر من أي وقت مضى.مدى ضع
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
3 | 
0 | 
1591
