المقالات
السياسة
ابتسم.. أنا (لن أقتلك)!!
ابتسم.. أنا (لن أقتلك)!!
01-17-2018 10:52 AM


تصوّر معي؛ الصباح تُوقظك زوجتك من النوم وتقول لك (اطمئن.. لن أقتلك.. فأنا لا أقتل زوجي).. هل ستبتسم و(تطير من الفرحة) لأنّ زوجتك أكّدت لك أنّها (لن تقتلك)؟

أمس، تناقلت وسائط الأخبار تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي قال فيها (مصر لا تُحارب الأشقاء).. والحرب دائماً بين (الأشقياء) لا (الأشقاء)..!! فما الذي أوصل علاقات البلدين إلى مرحلة (لن أقتلك)؟!

ورغم أنّه خبرٌ مُهمٌ في سياق الحرب الكلامية الدائرة بين البلدين والتي انتهت بسحب السفير السوداني من القاهرة، واتّهامات رسمية من السودان لمصر ودول أخرى بأنّها تستعد لإشعال الحرب في السودان.. ولكن!!

الخبر وتصريحات الرئيس السيسي في سياق (لن أقتلك).. بين بلدين وصل الحال بينهما في بعض الزمان السابق أن أسّسا (برلمان وادي النيل) الذي يجمع بين مجلسي الشعب في البلدين، وأعلنا التكامل وفتحا الحُدود للشعبين للانتقال بلا جوازات سفر، بل في زمانٍ قبله أودعت مصر طائراتها الحربية في السودان لإبعادها عن منال الطيران الإسرائيلي.. الآن وصل البلدان مرحلة (اطمئن.. لن أقتلك)..

هذا وحده يكشف عُمق الأزمة وقتامة المشهد وفجيعة المنقلب..

حَسَنَاً؛ فلنقرأ تصريحات الرئيس السيسي، إنّها إقرارٌ بدرجة حرارة حمى العلاقات بين البلدين، وبدلاً من البكاء على اللبن المسكوب فلنبحث عن مَخرج من النفق المُظلم.. فما هو المطلوب؟!

المطلوب، أن نُخاطب الأزمة في جذورها الحقيقيّة بعيداً عن حكاية عمرو أديب وأحمد موسى ومسلسل التلافظ العبثي الذي يُعبِّر عن أزمة الإعلام المصري أكثر من كونه أزمة علاقات بين البلدين.

وأصل الحكاية مُختصر في كلمتين (الأمن القومي)؛ كل هذه الأزمة مهما تعدّدت روافدها إلاّ أنّها تجتمع في (الأمن القومي) المحفوف بالشر المُستطير.

يصبح السُّؤال، كيف يصل البلدان إلى مرحلة (تصفير) الهواجس وترفيع المصالح؟ هذا لُبّ القضية، فلا حلايب (وهل احتلت مصر حلايب الشهر الماضي؟) ولا هجوم عسكري ولا قواعد تركية في سواكن ولا يَحزنُون، كلها من أدوات الأزمة لكنها ليست الأزمة.

البند الأول في ملف (الأمن القومي) هو المياه، فمصر ترى أنّ مُستقبل ما يتدفّق إليها عبر السودان من مياه النيل بَاتَ في خَطرٍ عَظيمٍ، ليس خشية إملاق من الماء بسد النهضة فحسب، بل لأنّ (الصنبور) سيصبح له مفتاح، وخارج حُدُود مصر.

لكن حركة التاريخ وتبدُّل الزمان لن يسع الحلول القديمة من مثل اتفاقية مياه النيل للعام 1959 التي تُركِّب (عدّادات مياه) لتحسب كم للسودان وكم لمصر.. فالأجدر الآن التفكير في (الشراكة) الحقيقيّة لتقاسم المنافع لا تقاتل المدافع.

نقاط القوة في الدولتين (وثالثتهما أثيوبيا) أكبر كثيراً من نقاط الضعف، وبناء الشراكة أسهل من إضاعة الوقت في مُفاوضات (فرز الكيمان) وتَعظيم الأرباح خصماً على الآخر.

من الرشد أن نتجاوز مرحلة (لن أقتلك)..!!
التيار





تعليقات 12 | إهداء 0 | زيارات 3129

خدمات المحتوى


التعليقات
#1732932 [hamdisam]
0.00/5 (0 صوت)

01-18-2018 09:22 AM
عثمان مرغني الخايب


#1732730 [عمر التجاني]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 11:12 PM
دائما ما تثبت أنك بكل أسف بوق صدئ. في ذلك الظرف الحرج وبلادنا تشنعل وتلتهب ثورة ضد نطام الحركات الإسلامية والتي ينتمي لها الباشمهندس الذي أحترف السياسة فما أجاد في السياسة ولاهو بقي مهندسا.
شحذ الباشمهندس فكرة أي الطرق أسلك لكي أصرف لنظر عن طريق الثورة سيبحث عن أكثر المواضيع أثارة في هذه الأيام . فوجد ضالته في موضوع العلاقة المتوترة شعبيا بين الشعبين السوداني والمصري ليدق هذا لباب بعنف لكي يصرف النظر عن الثورة القادمة.
نسي الباشمهندس (المتلبط)في الصحافة ان سبب الأزمة بين الشعبين المصري والسوداني هو حكومته التي يؤمن بها. ونسي أن الشعب هذه الايام يخوض معركته الأخيرة والمنتصرة والظافرة بعون الله.
طبعا الباشمهندس يعلم تماما أنه في حال نجاح الثورة وهي ناجحة تماما فلن يكون لأمثاله وأحمد البلال الطيب موقعا في العهد الجديد عهد الحرية والصفاء والشفافية.


#1732692 [Hairi]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 08:06 PM
باشمهندس تحياتي
اعتقد أن الوقت الآن لثورتنا ارجو ان تكتب في هذا الاتجاه او اصمت والمشكلة مع مصر وحلايب قائمة منذ التسعينات وحكومة الكيزان تريد أن تشتت أنظار الناس بأفتعال حرب مع مصر


#1732633 [Snapshot]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 04:42 PM
ياعثمان نحن اول شي دايرين الكابوس ده يطير مننا بعدين مصر هينة
الايام دي اعيد قراءة كتاب السيف والنار لسلاطين باشا ورغم انني اشعر بتفاهة سلاطين لكن ارى كيف اننا ومنذ ذلك التاريخ لم نتقدم قيد انملة وان الشخصبة الحاكمة هي هي. وربما سنستقبل غزاة بالدلوكة والتهليل اذا استمر الحال هكذا و تبقى حصتنا نحن ومصر واحد وتلغى اتفاقية مياه النيل


#1732613 [اللورد]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 04:12 PM
يا عصمان ميرغني ....

الوقت للثورة ..... دعك من تشتيت الورق


#1732568 [حكم]
5.00/5 (1 صوت)

01-17-2018 01:38 PM
الأزمة الحقيقية هى متلازمة الدونية

الازمة الحقيقية فى (السودانيين) العندهم مصالح مصر خط أحمر

الازمة الحقيقية تغليف المصالح المصرية فى طيات (مصالح البلدين)


ردود على حكم
France [عمر التجاني] 01-17-2018 11:17 PM
من حقك أن تقول بما تعتقد لكن للشعب السوداني قضية أهم من العلاقات المصرية وعندما تأتي حكومة محترمة ومنتخبة ساعتها الشعب سيقرر كيف تدار علاقاته الخارجية.
لا تحاول صرف الناس عن مشكلتهم الاساسية.


#1732560 [Abu Elshiekh]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 01:00 PM
معرمتنا فب الخرطوم لاستئصال زبانية نظام البشير الفاسد ادعمونا او اصمتو يا عثمان ميرغني


#1732556 [Sarah]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 12:51 PM
يا عثمان ميرغني بلاهي بلا سيسي بلا ابتسم معاك خليك جزء من الحدث معركة الشعب اليوم مع النظام مع الفساد ومع الكيزان الشارع متحرك يا تبقى جزء منه يا ترجع لكيزانك دا و اصلا اتخليت عنهم.
النظام دا لمن يزول مشاكلنا مع السيسي وغيره براها بتتحل لان المشكلة هي اصلا في ناسك


#1732546 [ود الخضر]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 12:13 PM
سد النهضه - حلاليب - العلاقات الخارجيه المتقاطعه - اتفاقيات المياه - الشئون الداخليه لكل بلد كل تلك عناصر لاس المشكله ولكن السؤال الحقيقي الذي تهرب منه دائما ياعثمان من المخطئ من المستهبل اكثر تحمل الخطأ هنا نسبي علي حكومات البلدين ولكن من هو المخطئ اكثر و المستهبل اكثر


#1732536 [التشيكي]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 11:47 AM
عثمان ميرغني..... هذا تغريد خارج السرب وتشتيت للكوره وانتباه الناس
قضيه اليوم الانتفاضه وخلع النظام الفاسد وتعليق الكيزان علي اعواد المشانق وصلب بعضهم
لكن حرب وتهديد وما عارف شنو السيسي قال والسيسي سوي مايهمنا يهمنا اقتلاع اخوانك الكيزن ...........
هل فهمت الان


#1732534 [osama dai elnaiem]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 11:45 AM
الاستاذ/ عثمان ميرغني -- لكم التحية-- الازمة في مصر هو الاعلام فمنذ فرعون ( أنا ربكم الاعلي) الي قارون ( اوتيته علي علم عندي) الي جمال عبد الناصر ( سنرمي اسرائيل في البحر) الي حسن البنا ( السيف والقوة لاقامة دولة الاسلام ) حسب فهم ( الاخوان ) المتطرف الي الاعلام الحديث احمد سعيد ( اسقطنا طائرات اسرائيل بينما العكس صحيح وما بقي من طائرات مصرية هرب الي وادي سيدنا ) ثم اعلامي متنطع اخر هو محمد حسنين هيكل وتجنيه علي السودان ومصر لا تري في السودان ولاكثر من سبعة الاف سنه الا غابة خلفيه لاستجلاب العبيد وسن الفيل والذهب ولا يتغير الوضع الا بتفجير السودان لطاقاته ويصبح قويا بعيدا عن التزلف بعبارات ( الاشقاء) وغيرها-- لكم التحية


#1732525 [zoul]
0.00/5 (0 صوت)

01-17-2018 11:33 AM
تسير على نهج اصحابك القدامى اصحاب المشروع الحضاري الذين اثاروا موضوع جانبي ليشغلوا به الشعب عن الجحيم الذي ينتظرهم بسبب الميزانية الكارثية التي ستطحن المواطن المطحون اصلا بنيران الفساد والسرقات التي تتم علنا لثروات البلاد لصالح فئة ادمنت الثراء ولا تريد ان تتنازل عنه لتحمل الشعب المغلوب على امره فوق طاقته لتؤمن استمرار النهب وكنز المال الحرام .
هذا هو الموضوع الذي يستحق الكتابة حوله وليس السير في استغفال الشعب باختلاق ازمات وهمية لصرف النظر مثل التهديدات الامنية التي تروجون لها انت وامثالك


عثمان ميرغنى
عثمان ميرغنى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة