فليعِش هذا الأمل..!!
01-18-2018 05:38 AM
سفينة بَوْح
اللهم أدِم علينا نعمة المقدرة على البوح بأنات الوجع ، بالأمس إرتوت الأرواح العطشى لتنسُم عِطر الحرية بالآمال من جديد ، بعد أن راهن الطاغوت وأذياله من النفعيين بأن هذا الشعب يحيا في جسد ميِّت ، و قد تم تدجينه لصالح اللهث وراء مصاعب الحياة ، فقد كان التقتير في العيش وعدم الإلتفات إلى جراحاته ومعاناته المادية والنفسية على الدوام أهم معاولهم السلطوية في تغييبه عن واقعه المؤلم ، ثم خططَّوا لجعله في خانة المُتفرِّج على واقعه المرير ، ثم ألبسوه صفة (ضيف) في بلاده لا يتسنى له إلا الشكر والحمد على أن سمحوا له بالبقاء ولو قدموا له ما يسُد الرمق علقماً في طبقٍ من نار ، ثم ظن نظام المؤتمر الوطني أن الأفواه قد أُلجمت وتدربَّت على آفة الكبت والصمت بالتهديد والوعيد والتجويع والإفقار وفتح أبواب المرض والعجز وعدم القدرة على التداوي والإستشفاء ، فما عاد للناس بعد حينٍ من الدهر قُدرة على قولة لا ، ولكن هاهو شعبنا الأبي يخرج في مسيرته الغراء ضد الغلاء والفساد والصلف والقهر الإقتصادي والفكري والثقافي والسياسي ، ما يُناهز الثلاثون عاماً وهذه البلاد تُنحر بأيديهم في إنسانها ومواردها وتاريخها وثقافتها وآمالها وطموحاتها المُستحقة ، وهُم يغيبون أجيال من شبابها في دائرة نسخ التاريخ وتزويره لصالح مخططات بقاءهم على رقاب السلطة ، حتى ظننا أنا قد فقدنا آمالنا في غدٍ مُشرق تصنعه أيدي الشباب ، ولكن هام شبابنا يثبتون أنهم كانوا يقرأون التاريخ الحقيقي لأمجاد هذه البلاد خِلسة ومن خلف ظهر المُرجفين من سدنة الطاغوت ، وهم في ذلك في غفلةٍ لإنشغالهم بالتكالب على مصالحهم التنظيمية والسياسية ، هذه الأخيرة التي سلَّط عليها رب العباد بعنايته آفة إنشغالهم ببناء مصالحهم الذاتية من قوت الشعب وعرق جبينه الذي لا ينضب من العطاء والوفاء ، دمروا في خضم (مُتعة) التمكين السياسي الخدمة المدنية فأصبحت عالةً على رقاب الشعب قبل أن تقصم ظهر ميزانياتهم المهترئة ، ثم دلفوا كجرادٍ مفجوع على مؤسسات الإقتصاد الوطني التي كانت سنداً لهذا الوطن في أزماته فإنهار مشروع الجزيرة و سودانير والنقل النهري والبحرية السودانية وشركة الصمغ العربي وشركة الأقطان ومحالج مارنجان ومصانع النسيج والسكة حديد والنقل الميكانيكي وما خفي كان أعظم ، وذلك بفضل غفلتهم عن قِبلة الحق والعدل والمساواة والإعتراف بالآخر إنفصل الجنوب وإحترقت دارفور وهامت النيل الأزرق في غياهب ضلالة الإنتماء ، وإستغاثت ضيماً وقهراً حلايب وشلاتين ، ومن هداياهم للعام 2018 بعد ميزانية الخراب والإفقار الشعبي فتح مزاد علني لتأجير وإدارة ميناء بورسودان ، دعونا من رغيف الخبز والمرضى الذين يستسلمون بقلة الحيلة للموت من أجل أن يحيا آخرون يحبونهم ويوادونهم ، ولننتفض من أجل العِزة والكرامة وأرضنا وعِرضنا الذي أُهدر في غفلة من الزمان والرجال والنساء المخلصين .. عاش نضال الشعب السوداني.
صحيفة الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
هيثم الفضل
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|