المقالات
السياسة
بيت العنكبوت ..والطاعون والميدان ..!
بيت العنكبوت ..والطاعون والميدان ..!
01-19-2018 01:58 PM

خلال العقد الماضي صدرت عدة مؤلفات للكاتب الصحفي الاستاذ فتحي الضو، حاول فيها القاء الضو وتوثيق جرائم وانتهاكات الدولة واجهزتها الأمنية الباطشة بشعبها ومواطنيها و التي توجت سنين هذا البطش بأن صار رئيسها اول رئيس دولة وهو على اسدت الحكم ان يكون مطلوبا للعدالة الدولية وطريدها الذي يرتجف ولا يجرؤ على السفر والتنقل حرا الى اي مكان يريد كحق يكفله القانون لاي فرد ناهيك عن رئيس لدولة كاملة السيادة بعد أن أثبتت التحقيقات الدولية في حرب دارفور التي لم تقف رحاها الى اليوم وجود ما يرقى لان يكون جرائم حرب يتحمل مسؤوليته الرئيس وعدد من معاونيه وذلك بواسطة الفريق الذي جاء للسودان وأجرى تحقيقاته باذن من حكومة الإنقاذ وموافقتها يقوده مدعي المحكمة الجنائية الدولية السابق الأرجنتيني اوكامبو .


ثم تم إثبات وجود نفس الجرائم بواسطة الفريق المحلي للتحقيقات الذي أراد به النظام أن يدحض ويبطل به ادعاءات الفريق الدولي ليثبت خطل اوكامبو وسؤ نيته الى أن فاجأهم تقرير اللجنة المحلية بتطابقه مع اللجنة الدولة بوجود ما يرقى لنفس الجرائم المرتكبة في دارفور وطالب التقرير الذي كان بقيادة رئيس القضاء الأسبق دفع الله الحاج يوسف بتدخل العدالة المحلية التي يمكن لها أن تلقي وتبطل العدالة الدولية في حال قيام محاكمات بواسطة السلطة القضائية.

سبق كل ذلك أن قامت الصحافة الأجنبية والصحفيين الأجانب بتحقيقاتهم الصحفية التي أدت إلى التحركات الدولية بشأن الأوضاع في دارفور ، لم يكن الصحفيين السودانيين الذين يمكنهم التحرك بواسطة جوازاتهم الأجنبية وجودا في الميدان أو الاماكن الساخنة من السودان في مناطق الحرب عدا الصحفية نعمة الباقر ولم يسعوا لتوثيق جرائم النظام ضد المدنيين والعزل في مناطق الحرب بالسودان.

مازال الاهتمام من الكتاب والصحفيين السودانيين الخرطوميين اي المحسوبين على صحافة الخرطوم مهتمين بالتوثيق لجرائم جهاز الامن والتعذيب التي قام بها النظام في بيوت الاشباح وهي جرائم يعلمها القاصي والداني والتي اعترف بها عراب النظام الدكتور الراحل حسن الترابي وتلامذته . ولم يهتموا بالإنسان وضياع حقوقه بالقتل والتشريد والتهجير ولم يزوروا معسكرات اللاجئين سواء المحلية أو بدول الجوار ومازالوا بعيدين عن وجدان الشعوب السودانية التي نكل بها بالآلة الحربية لأنهم مشغولين بالتوثيق فقط لانتهاكات جهاز الامن عبر مصادر تأتيهم في مكانهم ولا يتكبدون مشاق الوصول للميدان التي تكبدها صحفيين اجانب ويخشى أن يتكبدها صحفيين سودانيين، وكأنهم لا يدركون الجرائم المرتكبة بواسطه الجيش السوداني في الحروب التي شنها وقتلت الآلاف والمئات سواء في الحرب السابقة بالجنوب ام الحرب الحالية بجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق .


يصر هولاء الكتاب على سرد اساطير الاولين عن جهاز الامن وتنكيله بضرب وتعذيب المدنيين وضربهم في العاصمة ومدن الأقاليم وينسون أن هنالك منسيين و مهجريين فقدوا ديارهم وقراهم واموالهم واعزائهم وفلزات اكبادهم بسبب جرائم الحرب وقصف الانتنوف والطائرات الحربية التي لم يستخدمها الأمن يوما واحدا وان كل ما يقوم به الأمن من تنكيل ضد الناشطين يستطيع الناشطين أن يدافعوا عن أنفسهم وحماية بعضهم البعض بما يمتلكون من وعي واستنارة .

لكن من يحمي المدنيين السودانيين المهجرين ويواسيهم ويكتب عن مأساتهم أو يزورهم معسكرات تشاد وجنوب السودان . ويوثق لمعاناتهم فهذا أولى من التوثيق لجهاز الأمن الذي يتخرج ضباطه علنيا وكذلك ضباط صفه ويعرفهم القاصي والداني بزيهم الرسمي ورتبهم العسكرية لا يحتاج ذلك أن يأتي في كتاب ليقول لنا أنه كشف باسماء سبعمائة ضابط في جهاز الامن دون أن يكشف عميل واحد لجهاز الأمن بالمستندات فكل هذه الكتب التي طبعت يمكن أن تكون توثيق للجرائم المرتكبة بواسطة الأمن الا انها لا ترقى لان تكون اختراقا استثنائيا الا في حالة كشفها لاسماء من جندهم الأمن من عملاء وتم ودسهم وسط المناضلين لشق صفوف المعارضة والأحزاب ومازال الناس يعتبرونهم شرفاء ولكن مازلنا ننتظر مثل هذا الاختراق.
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1654

خدمات المحتوى


التعليقات
#1733483 [zeeko]
0.00/5 (0 صوت)

01-19-2018 10:52 PM
من دون ان نقول انك كاتب .. ماهو انت برضك بتعرف الكتابة .. ممكن تتحرك وتكتب وتوثق وبلغة دارجيه مبينة.. المانعك شنو من الكتابةعن مأساة المدنيين السودانيين المهجرين وزيارتهم فى معسكرات تشاد وجنوب السودان ؟.
فتحي الضوء وغيره كتبوا ووثقوا بقدر استطاعتهم ومتي ما وجدوا لما ذكرت استطاعة فلن يترددوا .. ما كتبوه لنا كان مفيدا فهل لك ان تفيدنا بأكثر منهم يا سيد سامح ؟


#1733426 [صوت العقل]
5.00/5 (1 صوت)

01-19-2018 04:32 PM
اجمل ما قرأت


سامح الشيخ
سامح الشيخ

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة