المقالات
السياسة
الموقف معلوم والرسالة وصلت
الموقف معلوم والرسالة وصلت
01-19-2018 07:12 PM

جميع القراءات والمواقف المختلفة التي تتفاعل الآن في المشهد السياسي الراهن في بلادنا بمختلف منطلقاتها وأجنداتها السياسية لكنها جميعها تفضي إلى نتيجة واحدة.. هي عدم الرضا الواسع جداً عن جملة الأداء الاقتصادي والتنفيذي للحكومة الحالية وعدم القبول بخططها وإجراءاتها المتبعة لمواجهة الأزمة الاقتصادية..
هي رسالة واضحة وبليغة.. لا أحد إطلاقاً لا داخل الحكومة أو حزبها الحاكم ولا خارجها في أي خانة أو موقع سواء أكان حليفاً مشاركاً أو مقرباً من الحكومة أو معارضاً كارهاً، لها لا أحد بحسب وجهة نظري سيغالط حول سوء الأوضاع المعيشية وعجز المواطن العادي عن الحصول على أهم ضروريات حياته من مأكل وشرب ودواء خاصة فئة محدودي الدخل.. لا أحد تختلف قناعته عن القناعة العامة بأن الطاقم الاقتصادي والتنفيذي عموماً والذي يتولى التكليف حالياً أثبت عجزه وفشله وعدم قدرته على تقديم حلول أو أفكار تستحق أن ننتظر نتائجها أو نهاياتها.
ولو افترضنا أنه لا معارضة خرجت ولا صحافة كتبت ولا مواطن احتج على الوضع الاقتصادي والمعيشي الحالي فهل كانت الحكومة وقيادتها ستعتبر أن الأمور عادية مثلاً؟. أو تتجرأ لتحدث الناس عن إنجازها لموازنة رائعة وخطة اقتصادية مدهشة ثم تمضي لتروج لفرحة وسعادة غامرة تشعر بها كونها أنجزت ميزانية 2018، بإجراءات (رحيمة) بالمواطن وأنها حققت إنجازاً كون إجراءاتها تلك لم تتسبب إلا في مضاعفة سعر الخبز مرتين فقط وليس عشر مرات كما قد يحدث لو لم تكن الموازنة محكمة ودقيقة وناجحة وذكية..!!
هل كانت الحكومة ستنام على عسل الصمت والصبر العام أو تعتبره حينها أكبر علامات ودلائل الرضا العام عنها وتلبيتها لما يطمح له المواطن..؟!!
لا أظن أن الحكومة لم تكن تشعر بأنها فعلت شيئاً مستنكراً إلا إذا كانت هذه الحكومة غير طبيعية إما عديمة الإحساس أو مختلة عقلياً..
إذن لو بقي الأمر في حدود الهتاف والإحتجاج السلمي الراقي على موازنة 2018، والشكوى الجماهيرية من غلاء الأسعار والمطالبة بالإصلاح فإن الحكومة من المفترض أن تقيم احتفالاً تكرم فيه من التزم من المواطنين على التعبير عن احتجاجه بصورة سلمية وراقية ولم يتجاوز حدود القانون أو يمارس التخريب والعنف، لأن هذا هو السلوك الذي ظلت تفتقره معظم الفعاليات الاحتجاجية في السودان قبل وبعد الإنقاذ مما يجعل الشرطة والأجهزة الأمنية تتعامل مبدئياً مع أي مسيرة أو موكب احتجاجي على أنه مشروع عنف وتخريب بحسب الخبرات والتجارب المتراكمة والتي تجعل ثقافة الاحتجاج في بلادنا تفيد نفس معنى العنف والتخريب.
الجيد جداً والمفاجئ حقاً أن احتجاجات 2018 وللغرابة جاءت مختلفة تماماً وعكس ما هو متوقع مما كان يتقضي تعاملاً مختلفاً من أجهزة الشرطة يعزز هذه الفكرة وهذه الثقافة.
لكن المعنى المفيد حالياً هو أن الرسالة التي من المفترض أنها معلومة عند الحكومة هي على كل حال قد وصلتها من الشارع أيضاً، لتعقد العزم لإجراء التغيير الحتمي الملح جداً الذي يلبي ويرضي هذا الإحساس العام عندها وعند الشارع وعند القوى المعارضة وحتى القوى الموالية وأحزاب الوفاق والحوار الشريكة لها والحلفاء الإقليميين والعالم الذي يراقب ويرصد ويشمت ويشفق ويتمنى للسودان الخير أو الشر جميعهم الآن يتحدثون عن فشل الحكومة السودانية في معالجة الأزمة الاقتصادية والسيطرة على تدهور سعر صرف العملة الوطنية فماذا سنتوقع في القرارات المرتقبة والتغييرات التي بدات تلوح الحكومة بإجرائها؟.. ننتظر.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1314

خدمات المحتوى


التعليقات
#1733752 [Amir]
0.00/5 (0 صوت)

01-20-2018 09:04 PM
ده شخص منحط كوز معفن نتن بعد ان راي السقوط بداء بتغيير لغته ساقط سافل واطي عودك موجود


#1733491 [BEWILDERED]
0.00/5 (0 صوت)

01-20-2018 12:44 AM
السلام عليكم الابن جمال
كلامك عن وصول الرساله بنقبلو، لكن الفيك اتعرفت من مقالك قبل يومين بعنوان ( التغيير المطلوب )، خوفتنا من ال " دودو " كان مشينا في طريقنا الصاح !!!!!!


جمال على حسن
جمال على حسن

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة