المقالات
السياسة
نجاح المعارضه فى التنسيق (وليست الوحده) !!
نجاح المعارضه فى التنسيق (وليست الوحده) !!
01-22-2018 02:02 PM

يعزى الكثيرون من الحادبين على الوطن طول بقاء حكومة انقلاب الانقاذ لضعف المعارضة , وهذا من حقهم وفيه بعض من الواقعية (ولكن ) علينا ان نفصل الامر في التالي ,
من هم المعارضون للنظام ؟
وهل يجب على المعارضة اسقاط النظام ام التعامل مع الحكومة بحكومة ظل تنتقد الاخطاء وتبين مواطن الاخفاق وتضع البدائل ؟
ام هي المعارضة التي لا تعترف اساسا بالحكومة طالما اتت بصورة غير شرعية ورغم انف الشعب وانقلابا على خيار واختيار الشعب ؟
ام هي تلك الجماعات والاحزاب التي نعتت نفسها بالمعارضة عندما اُغلقت الابواب في وجهها من قبل المتمكنين وعندما بدت فرجة ومساحة بدأوا في الزحف نحو الحزب الحاكم وقبلوا بما جادت به حكومة الحزب من مقاعد بالبرلمان الشبه معين وبعضا من وزارات الورم الحكومي ؟
وهل كل الجماعات والحركات المسلحة ذات المطالب الشرعية والحقوق الأصيلة مازالت معارضه مع ما تم من انشطارات ودخول البعض في منظومة الحوار الوطني والذى انتهى بدمجهم في منظومة الحزب الحاكم راضين بالمقاعد والوزارات الممنوحة تكرما من حزب الحكومة وبذلك انتهت قضايا مناطقهم وقضية السودان الذى ظلوا يحاربون من اجله طيلة السنوات الفائتة ؟
هل كانت الاحزاب بكل اتجاهاتها الوطنية حريصة على تطبيق مبدأ الديمقراطية ونهج المؤسسية داخل منظوماتها من حيث الرعاية والإدارة والشفافية في كل الامور بما فيها المالية ؟
هل اتبعت الجماعات الحنكة والحكمة عندما فضلت الذهاب الى حيث الحكومة وحزبها تواليا بشرط واندماجا كليا , ام كان خروجهم بطريقة فضح الماضي للتقرب لما هو آت ؟
ولكل ما سبق وما ترتب عليها من خمول وضمور وتنابذ وتناحر بين المعارضين , يمكن تحميلهم نسبة مقدرة من الاسباب التي ابقت على حكومة الانقلاب الى يومنا هذا والى الغد .
اما الاجابة على السؤال الخاص بفرضية قيام المعارضة على اساس اسقاط النظام فان الإجابة هي ان على المعارضة العمل من اجل تنوير الشعب وتسليمه الحقائق الدامغة عن ممارسات النظام وتوضيح الحقوق الأساسية للشعب والعمل على صياغة البرامج والبدائل المناسبة التي يمكن من خلالها اقناع الشعب لكى يتحرك ويسقط النظام ثم يحتكم للشعب لكى يقول كلمته فيمن يصلح لا دارة شئون البلاد والعباد .
ولتطبيق هذا المبدأ على الاحزاب المعارضة حاليا نجد ان بعضها تبنى برامجا وحلولا يمكن البناء عليها ولكنها مازالت في طور التنظير ولم ترق لمستوى التنفيذ وحتى امكانية التنفيذ نسبة لتعارض بعضها مع توجهات الاحزاب الاخرى او أيدولوجياتها , ومن هنا جاءت فكرة بناء التحالفات والحركات والجبهات من اجل توحيد الرؤى والاهداف والوسائل لتحقيق التغيير المطلوب وهو اسقاط الحكومة . وللأسف الشديد لم تنجح هذه التحالفات ولم تستمر لأسباب اهمها عدم تنقية الاحزاب لعضويتها من المتغولين والمندسين وزبانية النظام وبعضا من بقايا الشمولية السابقة المتحفزين للقفز في اول محطة حيث النظام واحزابه فكانت اداة تعطيل وتثبيط ونقل الاخبار وللأسف كانوا في الصفوف الاولى وفى مواقع صنع القرار . والسبب الثاني كان نفس المرض الذى تعانى منه الاحزاب من عدم وجود المؤسسية واحتكار النخب والقادة للمناصب وتكوين الكيانات والتجمعات بواسطة القادة دون اشراك القواعد , فجاء الخلاف والاختلاف وضاعت معها الاهداف والبرامج والوسائل والدعم والسند الشعبي .
منذ العام الاول للانقلاب الانقاذى ظلت تلك الكيانات في مراحل التكوين ثم الانفضاض ثم التكوين وبأسماء مختلفة مع بقاء البعض صامدين عن مواقفهم الاولى وانسلاخ البعض والذهاب الى حيث التوالي والاستوزار , ومازلنا ندور في نفس الدائرة ,حيث اذا تم الاتفاق على البرامج واللوائح جاء الاختلاف على الاسماء ومن يقود ومن ينتظر وهكذا نظل ندور دونما اتفاق او توافق على مبدأ او هدف ووسيلة . والغريب في الامر تجد معظم تلك الكيانات والتجمعات تتحدث لغة واحدة فيما يخص البرامج بكل مراحلها ومستوياتها ولا تعترف بالآخر الذى اسس وتبنى وبنى تلك البرامج وعمل على الترويج لها وتفسير ما جاء فيها من بنود ومشاريع . ومن تلك البرامج برنامج الجبهه الوطنيه العريضه التى وضع خطوطها وتفاصيلها الاستاذ المناضل على محمود حسنين عند تاسيس الجبهه فى العام 2010 م والذى جاء كافيا وشافيا واجابة فعاله للسؤال الدائم (ثم ماذا بعد ) والذى يطرح من قبل الحادبين على الوطن وآخرون يروجون لمثل هذه الاسئله للتثبيط واحباط الشعب عن ثورته ضد الضغيان والفساد , وجد البرنامج الاستحسان والقبول من كل مكونات المعارضه الوطنيه والحركات المسلحه من كل الاتجاهات . ثم وجدنا هذا البرنامج مكررا ومنقولا فى برامج وادبيات مجموعات كثيره , فعليه نجد ان كل حركات وجماعات المعارضه الوطنيه متفقه او متوافقه مع البرنامج وتفاصيله من حيث البرامج الاسعافيه والحلول مرورا ببرنامج السلطه والتقسيم الجغرافى للاقاليم والاداره الاقتصاديه والماليه وعلاقة الاقاليم بالمركز وكل ما يهم الوطن والمواطن من هموم وآمال لبناء وطن يتساوى فيه الجميع ويشارك فيه الجميع .
اذن هنالك طرح آخر يجب تبنيه فى المرحله القادمه لتكون المعارضه الوطنيه اكثر تماسكا وفعالية وهو التنسيق بين تلك المكونات والحركات والجهات بتوزيع المهام والمسئوليات على الكل , كل فى موقعه وعلى حسب تاثيره فى المنطقه او الجهه على ان تتم المتابعه بلجنه مكونه من كل الفعاليات بالتساوى تنتهى اعمال اللجنه ومهامها بانتهاء المرحله وهى اسقاط النظام , وستكون البديل الوحيد لمشاريع الوحده (وحدة المعارضه ) نسبة للاخفاقات والتعطيل الذى لحق بنشاط المعارضه منذ فجر الانقلاب والى اليوم .
من لا يحمل هم الوطن ---- فهو هم على الوطن .
اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان --- آميــن .

محمد حجازى عبد اللطيف
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 473

خدمات المحتوى


التعليقات
#1734624 [عزت السنهوري]
3.00/5 (2 صوت)

01-22-2018 11:34 PM
أحزابنا كلها بلا إستثناء سيطرت على قِمتها حِفنه من البشر تعتبر السياسه والعياذ بالله (ضرباً من الدعاره) فتراهم يتلونون مع كل موقف وينخرطون بلا خجل في نظام إنقلابي فيطيلون عُمره ثُم بعد أن يقضي الإنقلابيون وطرهم منهم ويرمونهم - يهرولون للخارج زاعمين تزعمهم للمعارضه !! والأمثله لا تُحصى ولا تُعد بدءاً من فاروق أبوعيس وزير المقبوره مايو وعضو أدبخانة الكيزان (المسماه زوراً بالمجلس الوطني) وأركوي مناوي وعقار وعرمان وكل اللذين طردوهم الكيزان بعد أن إشتروهم بثمن بخص (مناصب دستوريه في نظام قوّض الدستور!!) وحتى اللذين ما زالوا (تحت ذِمتهم) كعبدالرحمن الصادق والحنكوش نجل الميرغني سيزعمون فور نجاح الإنتفاضه أنهم كانوا يُناضلون من داخل مؤسسات النظام (كما زعم آبائهم من قبل ومن شابه أباه فما ظلم)
والله وتالله لو لم نُطبق الآن العزل السياسي على كل شخص أو تنظيم تحالف مع الكيزان فشاركهم جرائمهم بإطالته عُمر إنقلابهم المشئوم ونفضحه - لن يخرج شعبنا بالشارع ويُضحي بأرواح ابنائه لكي يستبدل الكيزان بحلفائهم المطرودين والله من وراء القصد


محمد حجازى عبد اللطيف
محمد حجازى عبد اللطيف

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة