المقالات
السياسة
سيف الدسوقي .. كما.. ودعنا ..!
سيف الدسوقي .. كما.. ودعنا ..!
01-23-2018 07:51 AM

ما أصفى حروف ذلك الإنسان الذي إتكأ بعيداً عن الأضواء يغرد وحيداً عند حائط النسيان وعلى وسائد الألم في صمت الحسرة وبعبرات الجحود في سنوات ألمه التي إمتدت طويلا ..ورغم كل ذلك ..يناجي أحبته من خلف صوته التي ذوبت حباله حرارة الوله على مباعدة الأيام بينه وبينهم..
رغم بعدى برسل سلامى يحوى شوقى وكل إحترامى
لو أعيش فى الدنيا ساعة ليكم أهديها بشجاعة

غيركم اللحظات مضاعة والهموم توقظ منامى

ولم ينسى كل لحظة جميله عاشت في دنيا خياله المتوسد دائما صوراً كانت تتراى له في حله وترحاله وهو الذي هام بالسودان منذ كان نطفة في عشق عيني إمه وأبيه كما قال في إحدى روائع غربته وأحب وطنه ناساً وأرضا ونيلاً ودراويشاً يغبرون لياليه بفورة الساحات التي عاش فيها وتشرب منها عفة النفس ولبس ثياب الإباء ..بعيداً عنه ولم يطمح إلا في رسالة يطمئن بها على الأحبة فيه..
مافى حتى رسالة واحدة بيها أتصبر شوية

والوعد بيناتنا انك كل يوم تكتب .. الىّ
هل يجوز والغربة حارة بالخطاب تبخل علىّ؟
ومالبث أن قصرت خطى مشواره عائداً الى تراب الوطن أجنحة اللهفة التي حملته ..وهي ترفرف مع موجات الوتر النازف لحنا بكلماته الثرة ..وهويحكي تجربته في الغربة المريرة..
مافى إنسان يحكي ليكم عن دموع الناس وحبات العرق

يروى غربة زول موالف عمره لا راح لا مرق

أصبح الشوق فى حروفه نار على صفحة ورق

مافى يا ناس قلب يسأل عن غريق شبعان غرق

وكان سيف الدسوقي .. فارسا للكلمة الفصحى لايشق له غبار حيث شكل فيها مدرسته الرمانسية التي حملت بصماته الخاصة على صفحات أسفاره العديدة التي خطها بمداد الصدق الإنساني وعشق الدراويش وزهدهم وتفانيهم ..
أحبابُُ نحن على الزمنِ
وشبابُُ نؤمنُ بالوطنِ

نفدى الجيران بأنفسنا
ونبيع العمر بلا ثمنِ
ولم يهن عليه في خاتمه مشواره الخالد وهو يسير فوق جرح عزلته تلك أن يودع حتى الذين أداروا ظهرهم له ..دون أن ينثر خلف خطوات رحيله أزاهير الوداع التي يتقطر منها الندى دمعات حرى تأبى الفراق ..


أودع كيف ولسه الشوق بعيش فىَّ

أفارقكم ، دموع بتغطى عينىَّ

ولكن أه ، وأه بتخفف الالالم

بودعكم وتبقى سعادة الآيام

***

لو بالأيد أعيش بينكم مدى الأيام

أغنيلكم ، وأنتو تكونو لى الهام

ونزرع ريد وعالم كله خير وسلام

ولكن أه، وأه بتخفف الالالم

بودعكم وتبقى سعادة الأحلام.

***

وعندى أمل أعود فى موسم الأمطار

زهور تضحك وخضرة تتوج الأشجار

والاقيكم ويصبح فينا أحلى نهار

ولكن آه ، آه بتخفف الالام

بودعكم وتبقى سعادة الأحلام

***

وفى الأخر ، وداعاً أوعوا تنسونى

أنا المشتاق، بشيلكم جوه فى عيونى

وبطراكم ، عليكم الله أطرونى

ولكن أه، وأه بتخفف الالام

بودعكم وتبقى سعادة الأحلام

ورحل سيف في هدوء الظلال...ولكن ستظل ذكراه شمساً عصية على النسيان كما عاش فينا ومثلما أوصانا ..بالدعاء له بأن يهنأ سعيداً في أعالي الجنان بين الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..فنم قرير العين أستاذنا..فقدكنت تعيش في كل مساحات العيون حروفا تشع بالضياء ..فوداعاً والى الملتقى.

[email protected]





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 1223

خدمات المحتوى


التعليقات
#1735173 [بسولي]
0.00/5 (0 صوت)

01-23-2018 10:33 PM
انا قاعد في دولة أوروبية قريبتو معانا
قالت الشاعر سيف الدين الدسوقي
كان في مستشفى خاص مركبين ليو أجهزة
قامت الحكومة قطعت الكهرباء في مدن كتيرة
و توفى الشاعر بسبب انقطاع الكهرباء
عشان مركبين ليهو أجهزة
ويا ترى ماتو غيروا كم؟


#1734968 [السفير]
0.00/5 (0 صوت)

01-23-2018 02:44 PM
رحم الله الشاعر سيف الدسوقى واسكنه فسيح جناته...الجيل الذهبى.


#1734907 [سيف الدين خواجه]
0.00/5 (0 صوت)

01-23-2018 12:35 PM
شكرا اخي محمد علي هذه الكلمات الحزينة لرجل ملانا فرحا وبشاشة انسانا احب الانسانية في كل مكان رحمه رحمة واسعه وجعل قبره روضة من رياض الجنة كان رحيلة جاء حزنا علي وطن الاحزان مع الغلاء والبلاء والانقاذ !!!


#1734806 [محمدوردي محمد]
0.00/5 (0 صوت)

01-23-2018 09:24 AM
عاشق امدرمان عاشق الوطن وداعا

رحل ألما بعد راي بام عينه ماذا فعل المغول الاسلامويين بمحبوته امدرمان وكل الوطن رحل اسفا والما وغبنا ولكنا لا نقول الا ما يرضي الله

ياسيف يا دسوقي
ياذوق ياادب
ديل ناس الاصاله
ناس حي العرب


محمد عبد الله برقاوي ..
محمد عبد الله برقاوي ..

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة