المقالات
السياسة
في شأن الثورة..هل وقع مولانا سيف الدولة..في فخ التمني والإحباط ؟
في شأن الثورة..هل وقع مولانا سيف الدولة..في فخ التمني والإحباط ؟
01-23-2018 10:46 AM

يجب أن نبدأ المقال بحمدلة السلامة وتمنيات العافية المستدامة لمولانا سيف الدولة حمدنا الله..فهو قلم ظل ينافح عن الشعب السوداني ويقدم مساهمات تليق باسمه وقامته في الدعوة إلى الثورة والتنوير الذي يرفدها.وحري بمن يتناول رأياً له أن يتوخى كل الدقة والحذر .فقلمه موقر لدينا جميعاً .وما زلنا ندخره لمراحل قادمة.
التساؤل الذي عنون به مقاله الأخير،بهل تنطفئ شعلة الثورة ، يجب ربطه ليس فقط بمقاله السابق له مباشرة والذي عنونه ب( لن تسلم الجرة هذه المرة)،والذي بات فيه متيقناً من نجاح الثورة.ولكن بمقال آخر كذلك عقابيل الحراك الغاضب الذي أعقب اغتيال الشهيد أحمد الصادق ويو.فقد كان في نفس التفاعل والتفاؤل. بيد أنه كان أول من كتب متسائلاً( لماذا خبت جذوة الثورة ؟!!).وكان تساؤلاً لم يكن غيره من المعارضين ليجرؤ على طرحه وقتها. ورغم أنه قد ختم مقاله الأخير بالتأكيد على استمرار الثورة،إلا أنه علل ذلك فقط بعدم وجود طريق غيرها.إن هذه الحركة ما بين التفاؤل المفرط، إلى الإحباط أو التفاؤل المشوب بالحذر، يخشى من عواقبها من قلم مؤثر في الشارع المعارض ويجعل التفاؤل المبرر بأسباب موضوعية ، محض تمنيات ويسوِّد فينا الإحباط. عليه فليسمح لنا بالاختلاف معه ومناقشة ما أورده كمسببات لمخاوف انطفاء شعلة الثورة.
فلنبدأ باعتقاده أنه كان من الأسلم للثورة ، تخفي الحزب الشيوعي والجمهوريين وراء جهات أخرى!!بحجة أن للحزبين معارضون كثر، ما يقلل من مشاركة الآخرين في فعالياتهم.ودون الدخول في أحاديث الإحصاءات التي تجعل الأحزاب وأفكارها محصورة في جدرها، ولا تقرأ مدى اتفاق شعاراتها المرحلية في كثير من الأحيان ، مع كل شعارات الشارع المعارض المستقل، كما حدث في الحراك الأخير. فإن فكرة التخفي نفسها كانت ستعطي النظام مبرراً كافياً لوصم المستقلين بالشيوعية ويسهل عليه دحض حراكهم وإنهائه في مهده.علاوة على ذلك ،فإن في ذلك في رأيي المتواضع، غمطاً لحقوق الحزبين في اختيار وسائلهما.وهنا من الواجب علينا تسجيل الإشادة بدور الحزب الشيوعي وذكائه في الاستفادة من النص القانوني في الإخطار بالموكب ، والتحرك دون انتظار تصديق.بفعله هذا، نقل الحراك من داخل أسوار الجامعات، إلى الشارع، واي شارع؟ في قلب العاصمة النابض.ويقرأ كل الحراك الذي تلا ذلك تحت العنوان الذي وضعه . فلماذا نستكثر عليه عطاءه ؟ في ظني أن ما قام به الحزب الشيوعي في هذه المرحلة، هو أهم دور لعبه منذ سنين. وأكد به على خطه الاستراتيجي في إسقاط النظام بالوسائل السلمية.واسخر ما شئت يا رعاك الله ، من تصريح والي الخرطوم بان مكاتبه مفتوحة للحزب الشيوعي !!
أما الدلالة الأهم في تقديري ،فهي في مقدرة أكثر قوتين مستهدفتين من النظام وحاضنته من فكر الإسلامويين ، المتمثلتين في الحزبين الشيوعى الذي ما ترك فرصة للتنكيل به وبقياداته . والجمهوري الذي اغتال مؤسسه بقضاته إبان تحالفه مع مايو،والذي رفض حتى منحه حق تكوين حزبه ، في جذب انتباه الشارع، وحشد عساكر النظام ضدهما. فهنا تكمن قوة الشعارات وصدقها ،والتحامها بقضايا الشارع وتهديد النظام وتقويض أركانه ، ونسيان الانتماءات الضيقة من الجميع في سبيله. فيصبح من الخطورة على الثورة بمكان، أن يعزف كتابها على وتر غير ذلك.
أما الجانب الآخر ،ففي توصيفه للحراك الشبابي في نوفمبر 2016 ونتائجه. تناول عدم وصول حراكهم إلى هدفه بإسقاط النظام.ووضعه في نفس سلة التعجل بقطف الثمار كما الأحزاب.وهذا تقييم أراه مجانباً للصواب.فلم يكن عدم الوصول للهدف وقتها لتعجل الحراك في استبعاد الأحزاب. بل لعدم وجود قيادة واضحة له من جهة، واضطرار الأحزاب إلى التماهي مع شعاراته دون استعداد بأي جديد يقنع الشعب من جهة أخرى.لكن الجديد في هذه المرة، هو أن المجموعات الشبابية وقروباتها، قد كانت داعمة بقوة ،حراك الحزب الشيوعي وما تلاه.لكنها بعد ذلك استقلت بموقفها المتميز فيما تلا ذلك.
وقبل الدخول في التفاصيل.أرى اننا في أجيال الاباء، لم نحسن بعد قراءة الأجيال الجديدة. وما زلنا نقيم أداءهم بنفس منظار خبراتنا السابقة ، لنعطيهم شهادات الجدارة والاستحقاق.وهذا خطأ كبير. أرى أنه من الأوجب علينا..مراقبة حراكهم، وانتظار نتائجه بلا تعجل.فهم صانعو غدنا وغدهم.فما الجديد لدى المتابع لحراكهم؟
الجديد في هذه المرة ، أنهم كانوا قد فطنوا لنقطة الضعف التي أوردناها وحددوا قيادات لمجموعاتهم منذ زمن طويل.وهذا مكنهم من ابتداع ووضع استراتيجيتهم وتكتيكاتهم دون انتظار الرجوع لغيرهم.وللمقارنة فقط ،فقد احتفظوا باستراتيجية العمل السلمي لإسقاط النظام.لكنهم استعاضوا في الوسائل بخيار الخروج إلى الشارع بدلاً عن العصيان.وهو تحول كبير مدروس يجب أخذه بعين الاعتبار.وحددوا برنامجاً مكوناً من مطالب متمثلة في اسقاط النظام سلمياً ودعوة الجيش والشرطة بعدم التعرض للمتظاهرين.وبرنامجاً انتقالياً مبذولاً في مواقعهم. أما التكتيكات فمبتكرة ،بناء على خبرتهم في مقاومة النظام.فبعد مشاركتهم الفاعلة في كل الفعاليات المعلنة ، اختاروا برنامجاً أسموه( سهر الجداد ولا نومو..أمرق في أي حته)مكوناً من التظاهر بأي عدد محدود وعدم التعرض للقوى الأمنية والانسحاب بحضورهم انتظاراً ليوم حاسم.يجب علينا الاعتراف بأن أبناءنا قد طوروا حراكهم والصبر عليها دون تعجل النتائج. فلا يليق بالآباء التعجل حين يطيل الشباب نفَسهم.
علاوة على كل ما سبق، فإن هنالك تلاقياً في الفترة لانتقالية وكثير من أهدافها .وأرى أن الأحزاب عليها عدم التفكير في التواجد في الحكم الانتقالي . والشباب محقون في عدم ذكرهم في مكونات الحكم الانتقالي. لأن ذلك في مصلحة الأحزاب نفسها وتمكنها من الانصراف لبنائها.أما الشباب ، فعليهم الادراك بأن الأحزاب وقياداتها مهما تقدموا، فالشباب هم العامل الحاسم المحرك والمؤثر في أي انتخابات قادمة .فعليهم التعامل مع هذه الحقيقة بدون أي حساسية
مما سبق ، أصل إلى قناعة بأن شعلة الثورة لن تنطفئ. وأعيد تحية مولانا بفتحه هذا النقاش .وليت المساهمات تتالت.
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1640

خدمات المحتوى


التعليقات
#1735127 [خالد حسن]
5.00/5 (1 صوت)

01-23-2018 08:03 PM
تسلم أستاذنا معمر على المقال
وحقيقه أن الشباب تعلموا من دروس السابق ولهم نهجهم الذى لانشك فى أنه سيصيب غدا بإذن الله .. فالنتائج تأتى مع العزيمه والإستمرار وهذا مايملكه الشباب
فلاتتعجلوا علينا .. فغدا ستشرق شمسنا بإذن الله


#1735120 [راجع للوطن]
5.00/5 (1 صوت)

01-23-2018 07:39 PM
من المؤكد ان خيار المقاومة للنظام غير الشرعى الذى استولى على السلطة بليل يعتبر خيارا عقلانيا Rational Choice
لكل الشعب.
ذلك أن فيه منفعة كبرى للوطن والمواطن بالتاكيد.
مايؤخر اسقاط النظام بثورة يرى 7 ملايين سودانى مستفيدين من النظام ان Rational Choice هو استمرار النظام
ويرى13 مليون راشد أخر ان المعلومات غير كافية عن ماذا سنفعل وكيف سنفعل لاسقاط النظام هل ننتظر الى 2020 هل اعددنا شخصية وطنية ذات اجماع وطنى كجورج ويا..هل سنصاب مرة اخرى بالاحباط ان تسلقت المهدية والختمية..هل جهزنا بوضوح برنامج وطنى ديمقراطى غير غزل الحوار الوطنى من القوى المغيبة وبرنامج وطنى لاعادة كوادرنا المهجرة.
يشتاق الناس لهوجة الثورة هل هوجة الثورة Rational Choice.لدى 13 مليون سودانى؟


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة