المقالات
السياسة
وباء السمسرة.. وتَسَوُّسْ السوق
وباء السمسرة.. وتَسَوُّسْ السوق
01-23-2018 12:35 PM

على الرغم من أن الشعارات التي تلوح بها الحكومة هذه الأيام لضبط الأسعار وتخفيضها ومكافحة الجشع تبدو صعبة التحقيق وحالمة الطموح في سوق كانت الحكومة قد حررته منذ سنوات طويلة وتركته لنظرية التوازن بين العرض والطلب، إلا أن بعض هذه الشعارات ليست مستحيلة التحقيق لو نجحت الأجهزة الرقابية في التدخل غير المباشر في موازنة السوق من خلال الأسواق المخفضة التي يمكن أن تساهم بشكل فعال في استعادة الأسعار الطبيعية ومحاربة الجشع هذا ممكن لو كانت تلك الأسواق المخفضة قادرة على توفير كميات كبيرة من البضائع وكانت قائمة السلع فيها تغطي معظم السلع الاستهلاكية الضرورية.
وليس مستحيلاً أيضاً محاربة السماسرة والمضاربين وفق خطط مدروسة وعلمية تمتلك تشخيصاً لهذه الظاهرة الوبائية المسماة (السمسرة)..
دحر طفيليي السمسرة ليس مستحيلاً لكن النجاح هذه المهمة يبدو في واقعنا الحالي أصعب من تحقيق غيرها من الشعارات الأخرى المطروحة الآن لأن ظاهرة السمسرة والمضاربة في ثقافة مجتمعنا حالياً وفي كل المجالات تمثل حضوراً مؤسفاً كمهنة شائعة برغم أنها مجرد مهنة طفيلية لكنها في الواقع سريعة العائد ولا تتطلب من ممارسها لا شهادات ومؤهلات ولا تخضع ممارستها لأي شروط فنية.
السمسرة هي مهنة من لا مهنة له وهي البديل السيئ للعمل الإنتاجي الحقيقي الذي يتطلب الصبر على دورته الإنتاجية..
نصف السودانيين الآن (صيغة مبالغة) يمتهنون السمسرة في جميع المجالات بل تركوا مهنهم الحقيقية وأصبحوا سماسرة بل وأخطر أنواعهم أولئك الذين يمارسون السمسرة في مجال عملهم التخصصي بمعنى سمسرة الدواء التي يمتهنها الصيادلة أنفسهم وسمسرة الخدمات الصحية التي يمتهنها الأطباء ومنسوبو الوسط الطبي وكذلك المهندسون والتجار في جميع المجالات، نعم هو تاجر لكنه يميل إلى السمسرة في البضائع أكثر من ميله لممارسة بيعها بالجملة أو القطاعي للمستهلك، خاصة وأن عملية السمسرة لا تتطلب من التاجر المخاطرة بشراء البضاعة بل هي تلفونات ورسائل وكل عاطل (يضع طاقيتو) في البضاعة حتى تصل إلى المستهلك بسعر متضخم وغير حقيقي.
مكافحة هذه الظاهرة تكاد تكون أصعب من أي شعار آخر ترفعه الحكومة حالياً.. هذه المهنة البرغوثية التي انخرط فيها عدد ضخم من الشباب في كل المجالات.. ونتج عنها بجانب تضخم الأسعار بلا منطق نتج أيضاً نوع من الثراء غير الموضوعي الذي يمكن أن يحققه السمسار بضربة واحدة وهذا هو أحد أهم الأسباب في عزوف الشباب عموماً عن العمل المنتج والمشروعات الإنتاجية في ظل نسب مخاطرة عالية..
السوق موبوء بالسماسرة وهم في الوصف الصحيح مرض وبائي حقيقي يصيب جسد الاقتصاد السوداني بالتسوس.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 828

خدمات المحتوى


التعليقات
#1735728 [وحيد]
0.00/5 (0 صوت)

01-25-2018 07:21 AM
فعلا السمسرة اصبحت وباء و مرض مقيت .. كثير من العطالى عاطلي المواهب اصبحوا سماسرة و يحشرون انوفهم في كل شئ و " حقي كم " اصبحت شعارا قبيحا في كل شئ ... سماسرة الاراضي و العقارات ربما اسواهم ..السمسار العاطل و الذي بلا مؤهلات و الذي ينفخ في الاسعار ليزيد حقه يصر على اخذ 5% من سعر البيع دون ان يبذل جهدا ...
الغريب في الامر ان هناك "حشريين" ياتون من اللامكان عند توقيع بيعة ... لا تعرفهم و لم ترهم و لكنهم يحضرون وقت البيع و كل واحد "داير حقه" اي حق و باي صفة ... الله اعلم
يجب ان تنظم الدولة - ان كان لدينا دولة - هذا العمل و تضع من الضوابط ما يكبح جماح الطمع و الجشع الذي يسيطر على هؤلاء و اهم ضابط ان تحدد قيمة الخدمة بمبلغ محدد و ليس نسبة حتى لا يغالوا في الاسعار


#1735067 [حلواني]
0.00/5 (0 صوت)

01-23-2018 05:55 PM
السمسرة و تجارة العملة في السوق ببساطة حرام واي ربح منها ده مال حرام. دي ما دايرة شيخ يفتي فيها.. اي زول بطريقته لكن نحن السودانيين الزمن ده نسمسر ونرتشي ونغش و نركب مواسير وغيره ونزور في اوراق وفواتير الصادر والوارد وكل ده ما سرقة. الا الواحد ينط حيطة حتين يفولوا حرامي...وده سبب البلاوي الحاصلة دي.كم من موظف مرتشي وكم تاجر يخزن و يغش في الاسعار و الميزان. كم مستورد بيغش في مواصفات البضاعة و فواتير مزورة. و كم من لاعمل له الا السمسرة و تجارة الدولار
...


جمال على حسن
جمال على حسن

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة