ليبيا .. ضمانات الموت وضمانات الحياة ..والطيب مصطفى
01-23-2018 11:20 PM
في أمان شديد تم ترحيل (8000) أفريقي من دولة ليبيا إلى بلدانهم في ظل إجراءات أمن وحماية كاملة هذا الوقت الذي إستمرت فيه العصابات الليبية في القيام بأعمال تعذيب بربرية وعمليات قتل وحشية للسودانيين هناك لم نر مثلها حتى في أفلام (الأكشن) ومن خلال هذه الأفلام المتداولة عبر الوسائط يتضح جليا بأن من يقومون بهذه الأعمال البربرية الغير إنسانية إنهم أناس حاقدون أو مرضى. والشعب الليبي شعب مضياف يكرم الضيف ويجير المستجير ويغيث الملهوف فهؤلاء قوم وليس منهم في شيء .
وهذا التناقض الشديد في المواقف يؤكد هذه العدوانية والعنصرية والجهل لأبواق النظام متمثلا في البوق الخال الرئاسي الطيب مصطفى وكعادته منّ عليهم بألمه المصطنع كما قال: (يؤذينا رغم كل ما اقترفوه في حق شعبهم ووطنهم ما يؤذيهم) ولو كنت مسؤولا لمنعت هذا العمود من النشر. وماذا اقترفت الإنقاذ بحقهم؟ لقد صبّ جام غضبه على الضحية , هؤلاء الشباب الذين تألمت إليهم ضاقت بهم الأرض بما رحبت جراء سياسة الإنقاذ وتجفيفها لموارد الإنتاج وتهميشها لمناطقهم وهاموا على وجوههم للتحسين من أوضاعهم وأوضاع أسرهم التي حرقت العصابات منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم وعندما عجزت الدولة أن تقوم بأبسط واجباتها هاموا على وجوههم في الصحاري وفي البحار ولسان حالهم يقول : (وظلـم ذوي القربـى أشــدُّ مضـاضـة على المرء من وقع الحسام المهند)
والغريب عندما تعرف الطيب مصطفى على هؤلاء الشباب بهذه السرعة الفائقة وقال ( الأسرى من الحركات المسلحة ) كيف عرفت أنهم من الحركات المسلحة ؟ !!.. ثم من أوحى إليك إنهم من دارفور ألم يوجد من أهل دارفور من يعيشون في الجزيرة وفي العاصمة وفي الشمالية ؟ ومن أهل الجزيرة والشمالية من يعيشون في دارفور ؟... وحتى لو فرضنا أنهم من الحركات المسلحة فمن المسؤول عنهم كمواطنين سودانيين هل قيادات الحركات المسلحة أم الدولة التي يحملون جواز سفرها ؟ وهل يعود السبب في عدم تحرك الدولة لإنقاذهم أو حتى التنديد بهذه الجريمة وإدانتها ولو بإستدعاء سفير ليبيا بالسودان لأن من يتعذبون ويقتلون أنهم ينتمون للحركات المسلحة ؟ هذا الكلام عيب ومشين ومخجل إن كنتم تعرفون للخجل حدود . وإذا كانت الحركات المسلحة تسترزق من النظام الليبي كما قلت يا الطيب مصطفى فهناك أناس يعملون ليل نهار في تحسين صورة النظام ويسترزقون من ورائه
في الوقت الذي يتم فيه ترحيل الأفارقة بكل ضمانات الحماية تجري إبادة السودانيون في ليبيا بكل ضمانات الموت .. وبين ضمانات الحياة وضمانات الموت يصبح موقف الإنقاذ وأبواقها من شعبها واضحا وهو وصمة عار في هذا الزمن الكئيب الذي سلّط علينا هؤلاء (أراذل) القوم ليحكمونا ويذلونا بين الأولين والآخرين .. كلاما كله حقد وعنصرية وكراهية ولا يزيد الوضع إلا تشرذما وإنقسماً , ومن سخريات هذا الزمن أيضا أن يمتلك أمثال هؤلاء صحفا وأقلاما تستفرغ كمية هائلة من الكراهية والعنصرية البغيضة وبشكل شبه يومي
ولقد أصبحت جريمة السودانيون في بلدان العالم كلها فقط لأنهم سودانيين أنهم يدفعون ثمن أفعال حكومتهم في الداخل وأفاعلها في الخارج وفي ليبيا خاصة . فهربوا من النار فاستجاروا بالرمضاء
أفعال الحكومة في الداخل معروفة ونتيجتها فقر جوع مرض والفشل الذي نعيشه اليوم وليس أمام الشباب إلا الهروب .. أما أفعالها في الخارج وخاصة في ليبيا عندما كانوا يخفون أحيانا مواقفهم وتدخلهم في ليبيا لصالح طرف على حساب طرف آخر أيام الثورة الليبية ووراء التضليل الإعلامي وإخفاء الحقائق وكانوا يمدون أطرافا أخرى بالعتاد والسلاح .
ولم يستطيعوا أن يخفوا ذلك طويلا فقد وجد الرئيس نفسه والغريب غير مضطرا لذلك ليعلن على الملأ ذلك الدعم السخي الذي كان قدمه لصالح المتمردين ضد حكومة القذافي وكان ذلك في إحتفال مهيب نقلته محطات فضائية عالمية في افتتاح الطريق القارئ (أريتريا – كسلا) بوجود الرئيس الإرتيري وأمير قطر .. وبعد أن دارت الدائرة وأصبح لأتباع ومليشيات القذافي اليد الطولي في ليبيا أو في مناطق كثيرة من ليبيا بدأ السودانيون يدفعون ثمن أفعال الإنقاذ تنكيلا وتعذيبا وقتلا . عرفت الآن يا الطيب مصطفى من السبب في هذا التعذيب وهذا التنكيل (الذي آلامك أشد الألم)!! ؟ ..إذن لا عبد الواحد ولا مناوي ولا جبريل دخل لهم به
أما حكومة الإنقاذ نفسها فسوف تدفع الثمن عندما يؤول الأمر فعليا لأبناء القذافي وميليشياتهم وهذا قريبا جدا جدا وهم الآن طلقاء خارج السجون لذلك أرجو من الشعب السوداني أن يحتاط من الإنتقام المتوقع في ليبيا وعدم شدّ الرحال إليها مهما كانت الظروف .. وياعالم متى وكيف سيدفع الشعب السوداني الصبور الثمن مرة أخرى حينما يؤول الأمر في اليمن لأبناء صالح وأتباعهم
وكأنما الشعب السوداني مكتوب عليه أن يصبر ويدفع ثمن أخطاء أرتكبها هؤلاء (الأراذل) سواء أن كانت أخطاء سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو غيرها .. والأغرب من ذلك المطلوب منه الصمت وبدون حياء يطلب منه الصبر وأن لا يتكلم حتى لو بقيت مجرد تساؤلات في السر بين الإنسان ونفسه أو سيكون عميلا أو مخربا للوطن وسينال جزاءه.
ياسر عبد الكريم
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
ياسر عبد الكريم
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|