المقالات
السياسة
الخوف ...مقابل الصمت على التجويع ..!
الخوف ...مقابل الصمت على التجويع ..!
01-24-2018 10:45 AM

من أولويات الحكومة في أي بلد توفير العيش الكريم للمواطن..ومن ثم الأمن المرتبط ضمنا بتعليمه وصحته وإنتاجه ليكون مشاركاً بساعده القوي ببنيته الجسمانية ومقدراته الذهنية والعقلية وحقه في القدرالمناسب من الرفاهية في سكنه وتنقلاته وفق حرية ينظمها القانون دون تفرقة بين قوي وضعيف أو تجاوزات لمن يملك زمام الأمور ..فقد ذكر المولى عزّ وجل في محكم كتابه الأمين مقدما الإطعام على الأمن في قوله سبحانه تعالى ..
(والذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف ) صدق الله العظيم....
هذا إن كانت فعلا مسترشدة حقاً بذلك القول الكريم نصاً وروحاً.. وملتزمة بمسئؤلية تكليف الأمة لها المبني على ارادة الأغلبية ..وتخشى عند ساعة جردالحساب وسباق الإستحقاق الدوري للتدوال أن يسحب عنها ذلك التفويض ليذهب الى غيرها من الفعاليات المنافسة بالبرنامج والمنهجة..لا بتفعيل قبضة التخويف ليقبل الناس التجويع حرصاً على عدم فقدان نعمة الأمن المصطنعة لحماية الحاكم قبل المحكومين.!
لكن حقائق التاريخ تقول و في كثير من شواهد الأحداث قديما أوعلى المدى القريب..أن هذه القوة التي يدخرها الحاكم المتسلط لحمايته من غضبة الشعب كثيراً ما كان يرتد سلاحها الى نحره حينما تجدنفسها مخيرة بين حفاظها على حياته أو تهلكتها تحت أقدام الزحف على حصنه الذي يبدأ يتهاوى حيال ذلك الزلزال القادم عليه!
وهكذا دائماً يكون مصير من يركب خيول الوهم وينطلق بها في فضاءات طمأنينته بأنه بات في مأمن حصين من فرضية السقوط.. وهولايعلم أنها أجنحة واهية الريش تدور به في ارتفاعات الفراغ الطويلة وفوق سروج خياله ..وهو يهز أرجل غيبوبته حتى يسقط من علياء قفزته في ظلام المشوار ليجد نفسه محطم الأطراف عند نقطة البداية التي لم يغادرها قيد أنملة !
فما نشهده من تصاعد في فورة جنون الدولار الذي هزم جنيهنا من الجولة الأولى في حلبة الإنقاذ التي دفعت به الى معترك غير متكافي الوزن ولا الإعداد اللازم للمنازلة ..فظلت قبضات الورقة الخضراء تزيد من لكماتها في وجه ورقتنا الهزيلة التي كانت تترنح في بقية الجولات .. وقد غطت دماء الأصفار النازفة من عروقها صفحة ملامحها القديمة ولم تنفع حيال تشوهاتها كل جراحات الخبراء المتعاقبين ولا مساحيق التجميل الفاقدة الصلاحية !
بينما ينطلق الآن وحش الغلاء الفاحش دونما كابح يستطيع الحد من جموحه أوحتى معرفة نهاية الطريق التي يقف عندها ..!
فلم تعد المسألة مفهومة لدى انسان السودان المطحون بين عجلات ذلك الإنفلات في اسعار كل السلع من الرغيفة والكبريت الى كافة ضرورات الحياة اليومية الكسيحة عندنقطة العدم و بين عجز الحكومة عن فعل شيء في هذا الصدد إلا مقدرتها على صب جام التهديد ومد سبابة الوعيد بأن من يخرج عن داره ليسأل عن ثلث الثلاثة فلا يلومن إلا نفسه الهالكة إذا ما مد رجله أبعد من لحاف خوفه !
ما نشهده كما يبدومن تدهورمريع النظرات وسريع الخطوات نحومرحلة العجزالتام عن مواكبة هذا الإنهيار الفظيع ..ماهوإلا مناظر الشريط الذي سيعقب زيادة أسعار المزيد من السلع الضرورية ومنها المحروقات أوما يسمى دلعاً برفع الدعم غير الموجود أصلا عنها..!
وساعتها ستتأكدالإنقاذ التي ظلت تكابر في غير ما عقلانية ان كل ذلك ليس هو محض مؤامرة عليها ..لأنها لابد أن تعلم جيداً انها من أعادت بيديها لا بيد غيرها الشارع خارجا لتشييعها الى ذات نقطة البداية و ليرحب بأوبته الى مربع إنقاذها الأول له والتي كانت تدعي بأنه كان سبب اتيانها لإبعاده مما كانت تصفه ببشاعة ماقبل 30 يونيو1989..وقد أطل الان بوجهه القديم أكثر قبحاً ..ليكذب فقاقيع شعارتها التي غابت في سراب أحلام يقظتها ..هذا إن كانت متيقظة فعلا ومدركة لسوء منقلبها !

[email protected]





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 1317

خدمات المحتوى


التعليقات
#1735481 [محمد عبد الله برقاوي..]
0.00/5 (0 صوت)

01-24-2018 03:47 PM
السادة إدارة تحرير الراكوبة ..
تحياتي ..
ارجو شاكرا سحب الجزء من الآية الكريمة بين القوسين أعلاه والذي وردفي مقدمته حرف الواو نتيجة خطأ طباعي مع نشر الأيةكاملة أدناه
(فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )
صدق الله العظيم..


#1735409 [مريود]
0.00/5 (0 صوت)

01-24-2018 12:15 PM
(والذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف )


الواو دي نديها صاحبنا جبرا. ممكن تلد واوات كتييييييييييييييرة.


اقتبست بعض الصور وأخرى وأخرى وأخرى وأخبرا رأيت من الأفضل أن أتركها متآلفة ولا أفزعها بالنتف.


مع ملاحظة ورود هذه الصورة الجميلة عن أختنا نعمة أيضا ( وهولايعلم أنها أجنحة واهية الريش تدور به في ارتفاعات الفراغ الطويلة وفوق سروج خياله)


ليس كل الرسم بالريش.


ردود على مريود
United Arab Emirates [مريود] 01-25-2018 08:53 AM
أستاذة نعمة لك التحية

أنت أكدت قصدي.

ليس هو الذي اقتبس، أنا الذي افتنبست من مقاله عددا من الصور وعندما بأن لي أنه كله صور كعاته عدلت عن ذلك.

أنت بالنسبة لي نجم لاح في الأفق. ولقد صنفتك في صف الأستاذ برقاوي لو كنت قرأت تعليقاتي السابقة.

أما بخصوص الآية. كلنا نخطئ ونصيب ومن ادعى العلم فقد جهل. وأيا كان الخطأ - طباعي أو معرفي أو عدم اهتما ظاهر أو خفي - يبقى خطأ.

معاذ الله ما قصدت تجهيل أحد لكن نستمتع وننبه ومنك نتعلم.

الأشتاذ برقاوي الأستاذة نعمة صباحي
الأستاذ شبونة

أنتم قمم سامقة لكم كل والود والتقدير.

نحن في الراكوبة شايلين عصينا وقاعدين لي شنو؟

عشان نقرع البهم ما يدخل مع الفحول. ونمنع المريض ما يقرب من الصحيح. ونهش الجداد ما يحمي الناس المقيل. نحن صاحيييييييييييييييييييييييييييييييين.

نحن الواحد لما يكتب تعليق بكون كأنو خرج من الامتحان ومنتظر النتيجة كل شوية يدخل يشوف ناجح ولا راسب. الله يعين كتاب المقالات.

تحياتي ( للزولة ) طولنا ما شايفينها. إن شاء الله تكون بخير. والزعل ما بينا كفاية علينا الغربة.

والزقني أحسن لينا من الكشري.

Sudan [نعمة صباحي..] 01-24-2018 07:14 PM
توارد الخواطر أوحتى الإستعارات لا ينبغي أن تؤخذ إلا كونها إقتباس لا ضير فيه ....وتأثر كاتب بآخر لايقدح في انتسابهما لمدرسة مجايلة واحدة ..فطه ابوالقاسم يرسم صورا اقرب الى اسحق فضل الله ..وغيرهم الكثير من النماذج..فلا تشغل بالك بما يبعدك عن مضمون المقال ناحيةتهويمات الفضول التي لا تفيدك كثيراً..ولا تهم القراء في شي ..
مع كامل التقدير..


#1735407 [مهدي إسماعيل مهدي]
0.00/5 (0 صوت)

01-24-2018 12:13 PM
عزيزي برقاوي

سلام

كم سعر لتر البنزين في مدينة العين بالإمارات؟!.

القضية ليست في رفع أو خفض الدعم،، المشكلة تكمن في سوء إدارة البلاد،، والفساد.. وعدم ترتيب الأولويات.

BAD GOVERNANCE, INCOMPETENCE and CORRUPTION


#1735372 [برقاوي]
0.00/5 (0 صوت)

01-24-2018 10:55 AM
ناسف للخطأ الطباعي الذي أورد حرف الواو في مقدمة الآية الكريمة..
(فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)


ردود على برقاوي
Romania [عزوز (الأول) المناكف الذي لن يهدأ له بال حتى ينصلح الحال] 01-24-2018 09:09 PM
يا استاذ برقاوي، أرجو ألا تشيل (هم) لهذه الغلطة الطباعية بإضافة حرف (الواو )للآية الكريمة، نحن نعرفك جيدا" من خلال كتاباتك ، ولن نظن أبدا" انك لا تحفظ تلك السورة بل والكثير من القرآن الكريم.ولا اتوقع أن ينتقدك القراء بسبب ذلك، فهم يعرفونك ويقدرونك ويحترمونك ولا تثريب عليك ولا تخف من ان يظنوا بك سوءا" أو جهلا".


محمد عبد الله برقاوي ..
محمد عبد الله برقاوي ..

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة