كثيرون تابعوا ما جري وما يجري في ليبيا،عبر الفيديوهات التي بُثت مؤخرا وإقشعرت لها الأبدان حساسيةً،تقطعت فيها القلوب نزفا،وإحمرت لها الأعين دمعاً ودِماءاً،وفكر بعض السودانيين في غزو ليبيا وفتح جبهة للجهاد،من أجل تحرير كل الأفارقة المُعذبون فيها ظلما وبهتانا،وإرتفعت كذلك بعض الأصوات التي تبكي مُتحسرة بيا حيل أيام أبوعاج!كان ما برضي بذلة أي سوداني!أيضا كان هنالك ضجيجا صاخبا في الميديا من قبل النشطاء والصحفيين،الذين تباينت وجهات نظرهم شذوذا وعنصرة كالخال الرئاسي،مخرجا زفراته الحُري في صحيفته الموضة،ولكن المؤسف لم نري أي إحتجاجات أمام السفارات الليبية من قبل سودانيي الخارج رغم تضجرهم،فقط إكتفوا بالتململ والفُرجه كما العادة لأنهم أصبحوا يدمنون العار في عز السكون.
وعندما ندلف قليلاً للعمق نجد الشعب السوداني في مُقدمة الشعوب المُحترمة في ليبيا،بشهادة الليبيين أنفسهم وكان هذا الأمر بديهيا حتي زول عهد القذافي،لذا هنا سؤال يطرح نفسه بقوه ما الذي تغير حتي ينقلب الليبيين علي السودانيين بهذه الدرجه من القسوة؟هل كانوا يُبطنون العداء من قبل أم يدعون الطيبة والتطايب بسبب مصالحهم؟أم هم عنصريون في الأصل يكرهون السواد ويخافون من قانون القذافي؟
في تقديري الخاص أن العنصرية تعني أن تكون أسوداً في بلاد عربية!ومتي ما كنت كذلك لن تبارحك اللعنات والنظرة الدونية المُحتقرة،بالإضافة الي وضعك في خانة الحيوانات الضالة المُفترسة السامة،التي يجب ترويضها وتسخيرها للخدمة الدائمة بعد التخلص من سمومها،والتي ترفض الإستجابة كانت مصيرها التعذيب والقتل،أو البيع لأخرين لهم سطوة أكبر في فنون التسخير والترويض.
إذن تلك هي طريقة تفكير عقلية العُربان وسلوكهم في الممارسة منذ فجر التأريخ،وهذة السمة مازالت سائدة في أغلب البلدان والسودانُ واحداً من تلك!والليبيين لهم موروثهم ونصيبهم الكبير من قذارة العُربان التي كانت ساكنة،وأيقظها مجموعة الأفارقة والحركات المُسلحة السودانية،الذين إستخدمهم القذافي لقمع الثورة الليبية عند إندلاعها،فكانوا يديه الباطشة التي تضرب الشعب بيدٍ من حديد،وإستمروا في إرتكاب العديد من المجازر قبل إنسحابهم،كما أن للحكومة السودانية أيضا دورها البارز في تأجيج الصراع عبر تدخلها العسكري،رغم كل ذلك تمت الإطاحة بالقذافي حليف الشعوب الإفريقية،وبعد إنجازالثورة كان هنالك غبن وغضب عالي الحده لدي الثوار تجاه الأفارقة،إزاء مشاركتهم في الحرب الليبية الداخلية فوجدت نفسية الإنتقام الجاهلة فرصتها في التصفية بالتعميم،كرد فعل وثأر لتلك الأرواح البريئة التي أهلكت برصاص الأجانب،وقد ينطبق هذة الحالة علي مجزرة بانتيو التي تراوح عدد ضحاياها للخمس مائه،من السودانيين العُزل برصاص المعارضة الجنوب سودانية،ويعود دافع الإنتقام لمشاركة ذات الحركات المسلحة لحماية عرش سلفاكير من نده رياك مشار،بالإضافة الي مساندة الحكومة السودانية للثاني لحسم الأول! فالفتنة منبوذه وملعون من إيقظها والذي يجري الأن في ليبيا،ماهو إلا إمتداد غاضب تلك الممارسات الرعناء والحمقاء من قبل تجار الحرب من منسوبي الحركات المُسلحة والكيزان الملاعين!لأن السودانيين ظلوا يدفعون ضرائب مستمرة في كل الأمكنة بما كسبت أيدهم!وأخرون من أتباعهم يمارسون عمليات الإتجار بالبشر علنا في دارفور،أمدرمان،كسلا وغيرها،ولما لا وهم من سلالة الزبير باشا أبوهم الأكبر تاجر الرقيق!
أعتقد أن التدخل السافر في القضايا الداخلية للدول الأخري كلفت السودان الكثير،من الأرواح والطاقة الحية ومازالت التكلفة مُستمرة والفاتورة مرتفعة،طالما هنالك جبهات إضافية في اليمن وأخري سوف تُفتح مع إرتريا وتشاد،ويظل الخاسر الأكبر من فتح بؤر الصراع هو الشعب السوداني،وطالما إنحرفت معظم الحركات المُسلحة عن مسارها وتحولت الي مُرتزقة عبدة الدولار كما الحكومة،هم مسؤلون أيضا من تفخيم الأزمات الموجودة والأنفس التي تهتك أعراضها نتيجة لأفعالهم،لأن المُمارسات أغلبها تأتي بالمثل أو أكثر عنفاً وكما تُدين تدان.
إذن فالتعلم يا أستاذ حيدر احمد خيرالله للأمانة والتاريخ أن لقادة الحركات المسلحة نوق وجمال في مأسي السودانيين في ليبيا،تشاد وجنوب السودان وسوف يُحاسبون جميعا مع سدنة النظام وزبانية المؤتمر الوطني قريبا.وللحديث بقية. [email protected]
لو كان ما حدث للسودانيين في ليبيا من الليبيين حدث من الإسرائيليين للفلسطينيين في الضفة كان تلقي مظاهرات السودانيين مالية الشوارع و امام مبني الامم المتحدة و السفارة الامريكية و لرأيت التشنج و العويل و كان تلقي الطيب مصطفي في المقدمة
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.