لم يكن السباق في كل الإستحقاقات الرئاسية السابقة المحسومة النتائج لصالح الرجل الأوحد محموماً ناحية حسم مسالة ترشح الرئيس البشير من عدمه بهذه الصورةالتي تملاء إطار المرحلة الحالية المفكك الزوايا ..إلا كونه يظل تجسيداً لأزمة طاحنة داخل دهاليز الحزب وصفوف الحركةوممرات القصر و فرندة الجهاز التنفيذي هذا إذا استثنيا البرلمان الذي يجلس على قارعة الأمور!
وليس التفسيرلحالة الشدوالجذب التي لم تكن بهذه الحدة في كل الإنتخابات الرئاسية الصورية السابقة..معناه أن الإنتخابات القادمة تكتسب أهمية خاصة ولها من الأثرفي حلحلةأزمةالنظام ومعضلات الوطن التي تراكمت عليه في عهده البائس .. هذا إن قُدر لإنتخاباتهم القيام اصلاً حيث لا أحد يستطيع التنبوء بمفاجأت القدر التي قدتستبق كل ترتيبات البشر !
بيد أن وجه الإختلاف إن حمى الصراع قد جاوزت كثافة الغطاء التي كانت تشتعل وهي مكتومة تحته ..بين مكونات النظام سواء في أروقة القصر أو دهاليزالحزب أوصفوف الحركة الإسلامية..بينما يظل السوادالأعظم من أتباعهم هو صوت سيده التابع كالصدى والمردد خلفه وسط ضجيج هذه التباينات التي تتقاطع في صراع الهيمنة السلطوية ولكنها في ذات الوقت تلتقي عند الخوف على المصالح المشتركة التي يجمعهم عندها التمسك بدفة هذا النظام تفادياً لغرقهم مجتمعين إذا ما هاجت عليه أمواج الشارع الغاضبة في سكونها المتململ !
ولكونهم جميعا بلا إستثناء تيار دون الآخرين ..يدركون خطورة المرحلة التي ستضعهم إن لم يكن عشية اليوم الحالي ففي ضُحى الغد القريب أمام مواجهة لاتقبل غير تكسير العظام مع ذلك الشارع الذي صبر عليهم ولن ينسى لهم كل ما فعلوه بالوطن..لذا فنجدهم في حالة هرولة مرتبكة لا تعرف إتجاهات المخارج في ظل عجزهم عن حلحلة العقد التي شربكوها بايادي التمكين والفساد وتخريب مصادر الحلول من المشروعات وتبديد موارد النفط في التسليح وتمتين قبضة الأمن التي يعول عليها الرئيس البشيرمع مليشياته أكثرمن الإنتخابات في حد ذاتها وهي لا تحتاج في نظره الى محللٍ لشرعنتها التي ستأتى بالقوة كما صرح رباطة تلك المليشيات وزاد على ذلك التحدي الرئيس البشيرنفسه بزيارته الى مقر جهازالأمن ليطمئن على جاهزيته لكل الإحتمالات مروراً بحسم حالة الشارع ووصولا الى 2020 دون الغرق في موج المسافة الزمنية المتلاطم لولايته الحالية ..وهي تداعيات تعيدنا الى ذات سيناريوهات آخريات ايام نظام النميري الذي جاهر بتحديه لمن ينوي إقتلاعه ..ويطلب في ذات الوقت من الشعب إختصار وجباته تدرجا ولو الى نصف واحدة في اليوم ويلوم الناس على الإسراف ..ووهي بذات اللغة التي تكلم بها المشير البشير وهو يتحدى بالمزيد من إجراءات رفع الدعم متهما المواطنين بأنهم يريدون الأخذ من الحكومة أكثر مما يعطونها بينما ينصحهم الموالون له بالتقتير في معاشهم وعدم الجنوح نحوالترف ..!
خلاصة الأمرإن الكل من جماعةا النظام والحركة بات يتسابق تجاه الإيقاع بالاخر وتحميله شيلة الإنقاذ التي قصمت ظهر الوطن وأهله ..وعين الجميع على جرس الخطيئة المهتز فوق سارية الحكم..فمن ياترى سيسبق الآخر نحوتعليقه على رقبة من سيكون كبش الفداء ..!
ولكن تظل عين الشعب هي الشاخصة والمتيقظة بالترصد صوب كومة المعاول التي ستلتقطها قبلهم كلهم ايادي الغضب المتشوقة لهدم معبد هم جميعاً وبمن فيه وتحطيم الجرس ..لان الكيل قدفاض عن كل إحتمال مواعين الصبر !
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.