المقالات
السياسة
انتهى زمن الاكاذيب .. وجاءت ثورة انكشافها
انتهى زمن الاكاذيب .. وجاءت ثورة انكشافها
01-30-2018 01:32 AM

جاتنى رسالة على الواتساب تفسر ارتفاع الدولار على النحو التالى : ( مخابرات دولة مجاورة زورت كميات هائلة من العملة السودانية من فئة الخمسين جنيها ، ثم أدخلتها السودان واشترت كل مايعرض من الدولارات )! من أورد الخبر كان مقتنعا به لدرجة انه عند انقطاع محادثة كانت تدور بينى وبينه ، أكمل كتابة . وهو دليل على انه رغم الاكاذيب التى ظل يطلقها النظام فى كل المجالات وعلى راسها المجال الاقتصادى ، الا انه لايزال هناك من يصدق . لهذا فانا اضيف لمقالى الاخير عن تأخر الخروج الى الشارع هذا السبب ، وهو "المؤمنون الصديقون "!!
اريد هنا ان أورد الكذبة التى ظلت تمثل خط الدفاع الاول امام الاتهامات بسوء الاحوال ، والتى ظل الكثيرون من المومنين الصديقين مقتنعين بها : ان سوء الاحوال مرده للحصار الاقتصادى ، ثم زال الحصار وكانت النتيجة ارتفاع سعر الدولار من ثمانية عشر جنيها الى فوق الخمسة والثلاثين ! فجاءت التفسيرات مثل الذى أشرنا اليه ،أو الاخر الذى صدعنا به ايضا منذ بدايات الانقاذ الاولى ، وهو التمسك بشرع الله! واذا طاب لنا ان نصدق السبب المشار اليه أعلاه ، فانه من المستحيل تصديق السبب الثانى ، اذ انه لم يعد هناك حتى أثرا شكليا لوجود الشريعة سوا دعوة الرئيس الاخيرة للجهاد .
ثم ، هل أصبح يخفى على أحد من الناس ، ولو كان يعيش فى بلاد الواق واق ، او أنه بعث الى الحياة بعد ثلاثمائة سنة وتسع ، ماهى الاسباب الحقيقية لارتفاع الدولار وكل احتياجات البنى آدم السودانى ؟ لو تركنا جانبا التدمير الذى حدث لكل مرافق الدولة المنتجة ، والتمكين الذى ابعد كل الكوادر العارفة فى كل المجالات ..و..و .. كل ماتعرفونه ، فان آخر اخبار الفساد كافية لتوضيح الصورة . فقد صرح وزير مسئول عن تهريب أكثر من مائة طن من الذهب " نعم الذهب ! " من خلال مطار الخرطوم الدولى ، وهو مايساوى أكثر من اربعة مليارات من الدولارات الامريكية " نعم الدولارات !" فاذا كان هذا ما صرح به المسئول ، فكم يكون حجم الذى لم يصرح به هو وغيره من المسئولين ؟ وكم يكون قد هرب من خلال الحدود المفتوحة على مصراعيها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ؟!
ولا أدرى كيف يمكن لمن لديه ذرة من العقل ان يصدق بعد هذا الذى قلناه والذى لم نقله وهو معلوم بالضرورة لدى الجميع ، اذ انه لم يعد هناك من المسئولين من يخجل من مثل هذه التصريحات ، وهو فى نفس الوقت يكون مطمئنا الى انه لاأحد سيساله عن ماقال أو يحقق فى مثل هذا الامر الجلل !
وأخيرا : هل بقى لنا جميعا ،بما فينا المؤمنين الصديقين ،أى شئ غير الخروج الى الشارع وعدم الرجوع الا برأس هذا النظام ولو فقط بسبب انه ظل يكذب علينا لثلاثة عقود وما زال يأمل فى قبولنا لمزيد من الاكاذيب ؟!!

[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 834

خدمات المحتوى


عبدالمنعم عثمان
عبدالمنعم عثمان

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة