المقالات
السياسة
يا أمريكا أعيدي حصارك / بس علشان يرجع دولارك
يا أمريكا أعيدي حصارك / بس علشان يرجع دولارك
02-01-2018 12:34 PM


في البدء التحايا الصادقة لشعب الشرف الباذخ وهو يسطر ملاحمه الباسلة ضد سلطة القهر والبطش ويخرج للشوارع في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام والرافضة لسياسة الترويع والتجويع والتي خرجت ضد الغلاء والبلاء والانهيار الشامل للبلد الذي يمثله هذا الارتفاع الجنوني في سعر الدولار والذي صاحبه ارتفاع في شتى السلع المحلية والمستوردة بأضعاف مضاعفة.

إن الثورات لا تنجح في بلوغ أهدافها في يوم وليلة وإنما هو نضال مستمر وجذوة متقدة لن تنطفئ ولعل أفضل ما أسفرت عنه هذه المسيرات الشامخة هي أنها كسرت حاجز الإحباط واليأس الذي كان يساور البعض في أن الشارع السوداني لن يتحرك والآن بشائر الخير هلت وتواصلت بما يؤكد أن الشعب لن يستكين وأن مصير الباطش الفاشل إلى زوال.

ووسط هذا الانهيار الكبير نريد فقط أن نذكر الحكومة وحزبها وأذنابهم بالمهرجانات والاحتفالات والمباركات التي أقاموها وهم يبشرون الناس بالرخاء بعد قرار رفع الحصار الأمريكي عن السودان والذي كان النظام هو المتسبب فيه بممارسته ودعمه للإرهاب وإعلان التحدي دون قدرة فعلية على المواجهة سوى بالكلام الفارغ.. ومن ثم اتخذ النظام الحصار ذريعة لكي يبرر للشعب وللعالم أن كل ما كان فيه من ضنك العيش وعسره إنما كان بسبب الحصار ويتغافل عامدا عن الاعتراف بأن ما وصل له حال البلد هو نتيجة طبيعية لسياساته العرجاء ومواقفه السياسية الغبية الجوفاء وشعاراته البلهاء.
الآن رفعت أمريكا الغطاء عن ترهات النظام ودعاويه الباطلة ووقف النظام عاريا أمام وعوده الكاذبة وهاهو يقف أمام مرآة الحقيقة ليرى نفسه عاريا كما ولدته أمه ويشهد عورة أكاذيبه وضلالاته بعد أن وصل الدولار إلى أربعين ألف جنيه في حين كان في السوق الموازي عند رفع الحصار يحوم حول العشرين ألف جنيه صعودا وهبوطا فيما كان عند وصول طغمة الحرامية وسلطة أبالسة الإخوان المسلمين 12 جنيها فقط.
الآن لم يتبق أمام النظام إلا أن يتجه للمساجد وأن يدعو الله لتعيد أمريكا الحصار وتفكه من ورطته وأن يناشدها عبر المؤسسات الدولية بل أن يرفع عليها شكاوى إن رفضت إعادة الحصار والذي نجم عن رفعه كل هذه " الابتلاءات" وعسى أن يعود الدولار لما كان عليه قبل الحصار وتنخفض الأسعار ويعود الرخاء ببركة رفع الحصار.
لقد بلغ سوء القيادة بالبلد حدا يعلن فيه الرئيس أن الدولار سيرتفع أكثر ولا نعرف ما هي مهمته أصلا وأن يتحدث حديث المنكسر المهزوم أمام جبروت مؤسسات النصب والاحتيال التي نشأت تحت سمعه وبصره وبمباركته ليقول " نحنا ضاغطين على البنوك والمصدرين القروش الأكلوها يجيبوها راجعة " .. ولماذا تضغط وأنت لا تستطيع أن تقرر ؟ وكيف تضغط وبأي وسيلة ؟ وهل من يعيد القروش المنهوبة لم يرتكب جريمة وقد ساهم بذلك في تدهور اقتصاد البلد ؟؟؟ ومثل هذه تعتبر من جرائم الخيانة العظمى !! ثم يقول بحسب ما نقلته الراكوبة " عميل سحب 90 مليار جنيه من أحد المصارف دون تحديد مصدر المال أو أوجه صرفه " !! فهل من فساد أكبر من هذا وهل من خيانة للوطن وقتل شعبها أعظم من هذا ؟ وما زال البنك يعمل والعميل طليقا !! عجبا لكم !!
ننصح الحكومة ومنتسبيها من الحزب الوطني وأذنابه أن يخرجوا في تظاهرة ترفع شعارات وتردد هتافات " يا أمريكا أعيدي حصارك / بس علشان يرجع دولارك "
وليتها تستجيب !!
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1298

خدمات المحتوى


أبو الحسن الشاعر
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة