المقالات
السياسة
إنجازاتٌ مُخجلة
إنجازاتٌ مُخجلة
02-02-2018 07:35 AM

أكثر ما يعكسُ أزمة السودان وحالة التدهور المستمر التي لا علاج لها في ظل هذه الحكومة هم وزراؤها الذين يعتقدون أنهم يقدمون للبلد إنجازاتٍ عظيمة، وهم في الحقيقة لا يقومون إلا بأعمال لا تستحق الذكر حتى، إذ لا يخجل الواحد منهم أن يقف أمام الإعلام ليتباهى لنا بعمل ضئيل يمكن أن يقوم به أي محسن أو متطوعين ويعتبره إنجازاً، ثم يتملص من بعض إخفاقاته بأن يحملها للمواطنين. لن أمضي بعيداً لأجد لكم الأمثلة فها هو السيد وزير الصحة بولاية الخرطوم في الأمس القريب يبشرنا كعادته بإنجازاته المُخجلة، فقد أعلن في مؤتمر صحفي أنَّ عدد الأسِرة في العناية المكثفة قد ارتفع من 24 عام 2011 عندما تولى هو المنصب إلى 611 بعد أن قضى به سبع سنوات، وأنَّ عدد الأسِرة بالعنابر العامة وصل إلى 8 آلاف سرير، ولكنه منزعج من زوار المرضى، فقد قال إنَّهم هلكوا المستشفيات وأنه لا يريدهم بها منعاً لانتقال العدوى وأن 40% من تكلفة عناية المرضى يستفيد منها المرافقون، السؤال لماذا لا يتخذ الإجراء الصحيح الذي يحافظ على المستشفيات ويقي المواطنين إن كان قلبه على الاثنين فعلاً. هل يعلم السيد وزير الصحة أنه وخلال مدة وجوده في الوزارة انتقلت دول كثيرة كلياً من حالة التخلف إلى التقدم والرفاهية، واستطاعت دول أخرى أن تنتقل بنظامها الصحي المتخلف إلى مصاف الدولة المتقدمة، وهو يبشرنا بزيادة عدد أسرة العناية المكثفة إلى 611 و8 آلاف سرير في العنابر العامة في ولاية يسكنها أكثر من 8 ملايين مواطن، أي أنه مقابل كل 13 ألف مواطن تقريباً هناك سرير واحد للعناية المكثفة ومقابل كل ألف مواطن هناك سرير واحد في العنابر العامة، هذا عمل لا يستحق أن (يتونس به) السيد الوزير حتى مع أصدقائه. هذه ليست المرة الأولى التي يشتكي فيها السيد وزيرالصحة من زوار المرضى، علماً بأنه إن منع الزيارة رسمياً فلن يتظاهر المواطنون من أجل إعادتها، فهم لا يزورون المرضى من أجل الاستمتاع بروعة المستشفيات، بل هو واجب مكلف سيتركونه إن قررت الوزارة ذلك رسمياً، ولكن سيادته لن يفعل فدخل المستشفيات هو الذي يبقيها على قيد الحياة وإن كان كله يذهب لمصلحتها ويستغل بأمانة لأصبحت مثل الفنادق خمسة نجوم. فاليوم المواطن يدخل المستشفى بعشرة جنيهات، ومعروف أن أسِرته الـ 8 آلاف لا تقضي أبداً فالولاية مثقلة بالأمراض، وإذا افترضنا مقابل كل مريض هناك 10 زوار فقط في اليوم وهذا مستحيل، نجد أنَّ قيمة دخول المستشفيات في اليوم الواحد يساوى 800 ألف جنيه أي مليون بالقديم ما يساوي في الشهر 24 مليوناً. عموماً حال الصحة في ولاية الخرطوم يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أنَّ المسؤول عنها (قاعد ساكت) والأدلة كثيرة يخبرنا بها وزير الصحة نفسه، فهو يومياً يخرج إلينا ليشتكي من كوارث الصحة فهي ليست من أولويات حكومته، ولذلك يعتبر 611 سريراً للعناية المكثفة و8 آلاف في العنابر العامة إنجازاً يستحق الإعلان عنه .
التيار





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1179

خدمات المحتوى


اسماء محمد جمعة
اسماء محمد جمعة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة