المقالات
السياسة
لماذا يفشل السودان الآن حيث ينجح الآخرون في تغيير الأنظمة الحاكمة
لماذا يفشل السودان الآن حيث ينجح الآخرون في تغيير الأنظمة الحاكمة
02-02-2018 10:41 AM

نجح السودان في تغيير نظامين عسكرين بالانتفاضة الشعبية سابقا ويمكن القول بأن الآخرين قد استلهموا هذه الفكرة من السودانيين لأنهم كانوا هم السباقين في ذلك.
وحين ننظر لتلك الفترة من الزمن نرى أن السودانيين كانوا منسجمين بغض النظر عن قبائلهم، فتجد كل قبائل السودان تتحد من أجل هدف واحد وهو إزالة الحكم الشمولي واستبداله بحكم ديمقراطي بجانب وطنية الجيش الذي كان ينحاز دوما الى الشعب مثلما حدث في اكتوبر وأبريل... وكان حب المال يأتي في ذيل القائمة بعد الأخلاق والمبادئ وحب الوطن بعكس ما نراه اليوم من لاكتناز المال لدرجة الجنون ولا ندرى هل هؤلاء سيذهبون بما يكتنزون الى مثواهم الأخير أم سيكوى به جباههم....
والآن ان من ينظر الى الوضع في السودان يلاحظ ما يلي:
• الجيش أصبح مؤدلجاً (ينطلق من ايديولوجية السلطة الحاكمة) بعد أن تمكنت سلطة المؤتمر الوطني من إزالة الوطنيين الأحرار من الجيش والأمن والشرطة بحجة الصالح العام ولكنه في الحقيقة كان تمكينا لهم ولذا استطاع أن يحيد هذه الفئة من معادلة تغيير السلطة إن لم تكن الى جانبها مع السعي الى خلق قوى منافسة لها على سبيل المثال بما يسمى بالدعم السريع والشرطة الشعبية وغيرهما لحمايتها عند ما ينقلب ظهر المِجَن لهم...
• افرازات ما بعد فصل الجنوب، جعل من بعض الأطراف، قوى تحارب من أجل مستقبل قبائلها أولا قبل مستقبل الوطن الكبير (السودان) وهذا ما سهل للسلطة الحاكمة إضعاف بعضها ببعض لأنها قوى متنافرة حتى فيما بينها وكان على قادة هذه الحركات توحيد صفوفها وجذب القبائل الغير دافورية والنوبية الى جانبها من أجل هدف واحد وهو إزالة هذه الطغمة الحاكمة التي جعلت من شعبها يعاني من أجل لقمة خبز يقيم أود أسرته ولا يجد متسعا من الوقت لمنافحتها بينما تجد السلطة نفسها وحيدة في الساحة لتجمع ثروات أهل البلاد ولا من رادع يردعها أو من شاكم يشكمها ليردها عن غيها الذي هم فيه سادرون... فعلى الحركة الشعبية شمال توحيد صفوفها أولا مثلما للحركات الدارفورية أن توحد صفوفها قبل تغيير النظام الحاكم لأن النظام يستمد قوته من ضعفهم وتشتتهم....
• فكرة التمكين كانت فكرة خبيثة تلك التي ابتدعها الترابي وهذا ما جعلهم الآن يمسكون بكل مفاصل السلطة والمال ويشترون الذمم والعُمد ونُظار القبائل وشيوخهم لإسكات أي صوت يطالب بالعدالة والمساواة...
• خرجت مظاهرات اكتوبر وابريل، كهبة واحدة يمثلها جميع مكونات الشعب السوداني ونقاباته وكياناته دون تحديد مسار معين لخط سيرها لذا نجحت، في حين أن المظاهرات الآن تحدد خط سيرها وموقعها مسبقا وهذا ما يجعل القوى التابعة للنظام تستعد لها لتقمعها وتزج ببعضها في غياهب السجون وكان عليهم أن يبلغوا الناس بالخروج في كل أحياء العاصمة المثلثة في نفس الوقت لتشتيت ذاكرة القوى الأمنية والشرطية...
ونحن ندري بان إزالة هذا النظام لن يتأتّى بالكتابة عبر الصحف أو بمظاهرات خجولة بين فترة و أخرى، غير أن يكون هذا أول الغيث في نضال طويل ومستمر ربما يأخذ سنوات إن لم يكن شهور حسب قوة الصمود والتصدى، فإن لم يخرج الشعب في جميع أنحاء السودان مطالبين بحقوهم المشروعة والعادلة فان مظاهرة في شمبات أو في أمدرمان لن تزيل نظاما تمكّن عبر سنوات طويلة من السلطة في السودان....

[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 2120

خدمات المحتوى


التعليقات
#1739027 [عبدالله الشقليني]
0.00/5 (0 صوت)

02-03-2018 11:50 AM
ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل لم تكن لتنجح بدون دعم القوات المسلحة التي هددت عبود في القصر ، ودعمت بالانقلاب 6 أبريل .ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة


حمدي حاج هلالي
حمدي حاج هلالي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة