نص سردي :- (إعصار)
02-24-2018 10:36 PM

نص سردي :-
إعصار
هبتْ
عصفتْ
زمجرتْ
أثارتْ النقعَ
إجتثتْ الأشجار
أهارتْ البنايات
تهاوتْ بيوت الطين
تقوضتْ الجسور
تقطعتْ السبل
جُرِفَتْ الشواطئ
إحترقتْ الأحراش
صُحرتْ المراعي
نفقتْ السوام
تعرتْ الأجساد
نتأتْ البطون
بانتْ الضلوع
إلتصق الجلد بالعظم
تقوستْ السيقان
تقاصرتْ الخطى
صارتْ بطيئة
عجزتْ عن المسير
تسمرتْ !!!؟؟...
غُرستْ في أرض رخوة
إعتوره القنوط
دب النمل في مساره
أحاط بمنسأته
أمسكت حلاوة الروح بتلابيه
كادتْ أن تجهز عليه !!؟...
* * *
كشجيرة صبار
إنغرز في وسط الخلاء
تنوس الرياح من حوله
تلفح وجهه بسمومها
تهتاج أزيزاً
تخدد صفحة البسيطة
تبني تلالاً
تحتفر قيعاناً
تشتق أخاديدٓ
يتضرس وجه الأرض
يتعرج
يتلوى
يتعطف
يتحدر
يرتفع
يتشامخ!
بغتة يشهق !!...
تدور رأسه دورة كاملة
بين المغري و المحذر منه !!...
يحل الأول في الثاني
يتحدان
يتمازجان
تسقط هامته
يدفنها
تمتلئ بالتراب
قبل أن تمتلئ بالخمر ؟؟!....
* * *
يحاول عبثاً أن ينهض !!...
بعد لأي صافح وحهه صفحة السماء
كانتْ غبراءَ
ثقبتها النجومُ
تمظهرت كابية
بلا ألق
دون وهج
غطى هامته
ربط عصابة حمراء حولها
ثمة رؤية
رؤى
بصر
بصيرة
بين الرؤية و الرؤى برزخ !!؟...
* * *
أدمن النظر
أدامه
مده
إخترق به السجف
طوى به الشساعة
كفاه عن خائنة الأعين
أنفذه الى سرائر الصدور
ثقب عبره شغاف القلوب
قلوب كالحجارة !!...
أيجرؤ أن يمنعها عن السدور في غيها !!؟...
ألم يصادر هوى النفس ؟...
أيخطو عبر أعتاب مرماه ؟؟...
أكان أشعثَ أغبرَ ؟؟...
أهو روح هائمة ؟؟...
متمردة !!....
أم مستكينة ؟...
أكان فظاً ؟..
غليظ الفؤاد
لمَّ إنفضوا من حوله !!؟...
* * *
النهر
الرافد
الغدير
الفولة
الحفير
البركة
شجرة التبلدي
البئر
الجمام
المستنقع
غاضت
جفت
نضب معينها كافة
لم يعد ثمة غيث
كاد أن يتسلل الموات الى نبض الحياة
و يلجم الألسن
رفع يديه الى السماء
و قبل أن تهبطا
أبرقتْ
أرعدتْ
أحاطتْ بهم خطاياهم
حاصرتهم
( وَيْل لهم مما يكسبون )
هذا ما إكتسبته أيدي ولاتهم
بئس مهادهم !!!؟...
* * *
إشتجروا
خرجت فئة الى المفازة
و أخرى الى الأدغال
و جثمتْ ثالثة بكلكلها على صدور القوم !!؟؟...
دفع شيخهم برصيد قواهم الفتية
الى المحرقة !!؟...
إكانوا قرابين لتثبيت الأقدام
و عقب حصاد المحرقة
تقام طقوس (عرس الشهيد)
و (تفوح رائحة المسك)
و تعرض القناة الرسمية
أم ثكلى تزغرد !!...
و أخرى تكبر و فؤادها ينزف !!..
و ثالثة تهلل و كبدها تتهرأ !!..
* * *
مشهد أخير
لا تُسدل الستارة
تظل مفتوحة
لوحة مركبة
عصية التفكيك
بلا أبعاد
عديمة التخوم
على حافة جرف هارٍ
كلا الطرفين ضالعان في تعقيدها
والغان في إناء سبيها !!؟...
يساومان !!؟...
يحسبان أن الحق حليفهما
بينما الإعصار هديره يصم الآذان
و كل يسعى حثيثاً لإقصاء الآخر !!؟.

فيصل مصطفى
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 533

خدمات المحتوى


التعليقات
#1746030 [فيصل مصطفى]
1.00/5 (1 صوت)

02-25-2018 05:36 PM
أبها الناقد القدير (سوداني)
دوماً تستبطن خفايا النص
من خلال إشارات خاطفة
و لا سيما في هذا النص
عبر عشقي المتناهي للشاعر
عالم عباس و غيره من رموز
شعرنا السوداني
كثيراً ما أتنفس ما أقرأ
فتتناص نصوصي مع القرآن الكريم
و فن القول و السينما و التشكيل
و الموسيقى و الأوبرا و الباليه
كما نوهت أنت بذلك سابقاً
لك نبيل إمتناني
و عريض ثتائي


#1745754 [سوداني]
1.00/5 (1 صوت)

02-25-2018 04:35 AM
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ


79 البقرة



{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اﻷَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ اﻵياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }


البقرة 266



إلى الخرطوم من مدائن صالح : الشاعر عالم عباس


‏( 1 ‏)


غضبٌ في السماء


وقد صبّت الشمسُ من حقدها


ما تشاء !


شواظاً وناراً،


فما ثَمَّ ماء !


‏( 2 ‏)


لم يكن في السماوات من مطرٍ،


فالسحاب جهامْ


واﻷرض من غيظها


برْقَعتْ وجهها


تستفزُّ اﻷنام .


هبّت الريح تتْرى،


بأخْبثَ ما تحمل الريحُ،


واستوثق المَحْلُ يسري،


وشاع السقام .


وعمّ الظﻼم .


ودبَّ السهاد فﻼ نوم،


فالنوم يقظان،


سهران للموت،


والموتُ أقسم


أﻻ ينام !


* ‏

شكرا جزيلا للمبدع فيصل مصطفى على هذا النص الآسر الذي يستدعي القرآن ويتناص بإقتدار وإضافة مع نص شاعرنا الكبير عالم عباس أعلاه. الصورة على جمالها الأدبي قاتمة كحال واقعنا!

ماذا نقول؟

لنبتهل شعرا ونردد كلمات عالم في قصيدة أخرى:


من قبلُ يا وطنَ الشّموخِ المُشْرَئِبِّ سماحةً

تنداحُ من كفّيك معجزةٌ

فتعتشبُ

الروابي معجزاتْ

هﻼّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ

معجزةً تطهّرُنا بها

وبها تُخَلِّصُ أرضَنا

من رجْسِها

حتى تصالحَنا السماءُ

وتزدَهِي اﻷرضُ المواتْ ؟

علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ

فنّ النّهوضِ من الجراحْ

تقشّعتْ ظلماتُ هذا اللّيلِ

اخْرِجْ كفَّكَ البيضاءَ يا وطني

وأسْكِرنَا بمعجزةٍ تعيدُ لنا

الحياةَ ويستفيقُ الروحُ في الجسد العليلْ


فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة