أبها الناقد القدير (سوداني)
دوماً تستبطن خفايا النص
من خلال إشارات خاطفة
و لا سيما في هذا النص
عبر عشقي المتناهي للشاعر
عالم عباس و غيره من رموز
شعرنا السوداني
كثيراً ما أتنفس ما أقرأ
فتتناص نصوصي مع القرآن الكريم
و فن القول و السينما و التشكيل
و الموسيقى و الأوبرا و الباليه
كما نوهت أنت بذلك سابقاً
لك نبيل إمتناني
و عريض ثتائي
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ
79 البقرة
{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اﻷَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ اﻵياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }
البقرة 266
إلى الخرطوم من مدائن صالح : الشاعر عالم عباس
( 1 )
غضبٌ في السماء
وقد صبّت الشمسُ من حقدها
ما تشاء !
شواظاً وناراً،
فما ثَمَّ ماء !
( 2 )
لم يكن في السماوات من مطرٍ،
فالسحاب جهامْ
واﻷرض من غيظها
برْقَعتْ وجهها
تستفزُّ اﻷنام .
هبّت الريح تتْرى،
بأخْبثَ ما تحمل الريحُ،
واستوثق المَحْلُ يسري،
وشاع السقام .
وعمّ الظﻼم .
ودبَّ السهاد فﻼ نوم،
فالنوم يقظان،
سهران للموت،
والموتُ أقسم
أﻻ ينام !
*
شكرا جزيلا للمبدع فيصل مصطفى على هذا النص الآسر الذي يستدعي القرآن ويتناص بإقتدار وإضافة مع نص شاعرنا الكبير عالم عباس أعلاه. الصورة على جمالها الأدبي قاتمة كحال واقعنا!
ماذا نقول؟
لنبتهل شعرا ونردد كلمات عالم في قصيدة أخرى:
من قبلُ يا وطنَ الشّموخِ المُشْرَئِبِّ سماحةً
تنداحُ من كفّيك معجزةٌ
فتعتشبُ
الروابي معجزاتْ
هﻼّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ
معجزةً تطهّرُنا بها
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا
من رجْسِها
حتى تصالحَنا السماءُ
وتزدَهِي اﻷرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ
تقشّعتْ ظلماتُ هذا اللّيلِ
اخْرِجْ كفَّكَ البيضاءَ يا وطني
وأسْكِرنَا بمعجزةٍ تعيدُ لنا
الحياةَ ويستفيقُ الروحُ في الجسد العليلْ