أحكام اللغة و بنية النص
04-15-2018 02:49 AM

#أحكام اللغة و بنية النص#
لعل قانون اللغة
المحكوم بالقياس و السماع
و ما تواطأ عليه الجمهور
يفضي الى وحدة لغوية
تنتظم سياقاتها
تتواشج بأنساقها
تتجانس نحوياً و دلالياً
تتعدد شكلاً و إيقاعاً
تعبيراً عن بنية النص
وفقاً للسائد و المألوف
أو خروجاً عليهما
سعياً لمقاربة الغرائبية !!!....
و أحياناً
إجتراحاً لتخوم
المغايرة و التجريب
إستهدافاً للإنحراف
تمثلاً لظاهرة الإلتفات اللغوي
إنزياحاً للثابت
ترسيخاً للمتحول
تجاوراً للإستخدام اللغوي المألوف
كسراً لمستويات المباشرة و الإنغلاق
لإبتداع بنية دلالية مفارقة !؟!؟...
تكتنز بالصور و الكنايات
تضج بالإيحاء و الترميز
تُوجز في موضع الإطناب
تُسهب في موئل الإيجاز
تُقدم ما موضعه التأخير
تُؤخر ما موضعه التقديم
تنحو منحى إلتباسياً
تتقصد الوقوع
في براثن الفخاخ !!؟....
مستفيدة من جهود اللسانيين
أمثال
جاكوبسون
تودروف
رولان بارت
جان كوهين
ميتشيل فوكو
جوليا كرستيفا
جاك دريدا
و غيرهم
* * *
ربما
من خلال
نظرة ثاقبة
صوب ظواهر اللغة
تتشكل بنية النص
تتوضح عبرها
الغرابة و الإيهام
الإسقاط و التشفير
جغرافية التجربة
تاريخية البعد المعرفي
شحن النص بمعارف إنسانية
من خلال إعادة إنتاج اللغة !!!...
تشكيلاً
تحويراً
إيجازاً
ليشع النص بهاءً
فيُغمر الوجدان سناءً
وفقاً لأحكام اللغة و نظامها
صرفاً و نحواً و بياناً
هنا يتفجر النص
إيقاعاً صاخباً
نغماً مهموساً
لتسريب الدلالة
بإعتبارها العنصر الطاغي
بين و حدات المُنْتَج الإبداعي
متوارية
متخفية
غائمة
يتشابى الى مرماها المتلقي
و لما كان القارئ الحصيف فاعلاً
في إغناء النص و إثرائه
كان لا بدَّ له من إمتلاك
ميكانيزم القراءة
و لعل أولها
الإلمام بالحد الأدنى
من قواعد اللغة
إذا لم تكن المعرفة التامة
بأحكام منظوماتها
ليتمكن من الإمساك
بتلابيب النص !!!...
سعياً لفك شفرات بنيته
وصولاً الى مساربه الخفية
و بؤره المولدة لأسراره
المتوارية خلف الغيوم !؟!؟...
* * *
كيف تُبدع نصاً
تخلقه
تصوغه
تظهره للعيان
لا شئ يحدث خارج تخوم اللغة !!؟...
هل اللغة علامات ؟...
نظام
إشارات
أم آلية تواصل !!!؟...
ربما وسيط لإدراك العالم الخارجي
ما وظيفتها ؟؟!...
الإفصاح
التعبير
النقل
التأثير
التفاعل
* * *
وفقاً لشومسكي
في نظريته
النحو التوليدي
ثمة فرق بين القدرة اللغوية
و الأداء اللغوي
و لما كان الأداء اللغوي
لا يتم
إلا عبر ضوابط لسانية
كان لا بدَّ
من الإمتثال لأحكام اللغة
حتى جهود المتصوفة
في تأويل النصوص القرانية
لم تفلت من سياجها
لا سيما
ما إنتهى إليه (إبن عربي)
في كشف الدلالة المبتكرة
خارج إطار المعاجم و القواميس
لم يذهب بعيداً
عن قوانين نحو اللغة و نسق البلاغة
و عوداً لبنية النص
فإن جوهره
يتجلى في نظام هذه البنية
فضلاً عن تذوقه
لا ينفصل عن السياق
سياق اللغة
الذي يتموضع فيه !!؟....
* * *
هل قواعد اللغة العربية
صعبة
عسيرة
مركبة
معقدة ؟؟!...
أهي
ضعيفة
عاجزة
ركيكة
مقدسة
صنمية ؟؟!...
قطعاً
ليست واحدة
من كل هؤلاء
هل قابلة للتحوير ؟؟....
كيف يمكن ذلك ؟!....
أبإلغاء ألف الإثنين ؟؟!...
و تعطيل أحكام العدد مثلاً
إذن كيف نقرأ عيون الشعر العربي
(قفا نبكِ)
ماذا إذا إرتضينا
تعطيل أحكام العدد
كيف نقرأ النص القرآني
(سبع ليالٍ و ثمانية أيام)
مثلاً
أين تذهب محمولاتها
من تراث
و تاريخ
و ثقافة ؟!؟!...
* * *
إذا قلنا بضعفها
و عدم شيوعها
دون أن نشير
الى الحال الآنية لناطقها
و الظروف المحيطة به
لن نكون منصفين
لذلك
إنها تابعة
و ليست متبوعة
فإن الوهن الذي إعتور الأمة
حاملة هذه اللغة
تجلى في توصيفها
بنعوت متدنية
و بسمات خاملة
على الرغم
من أنها
غير ذلك تماماً !!!؟؟...

فيصل مصطفى
[email protected]





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 537

خدمات المحتوى


التعليقات
#1761965 [فيصل مصطفى]
1.00/5 (1 صوت)

04-16-2018 02:08 AM
اللصوص لهم كتابهم
أما أنا فمن كتاب النصوص
يا أبا كاجومة
أليس هذا عصر التخصص !؟؟...


#1761955 [فيصل مصطفى]
1.00/5 (1 صوت)

04-16-2018 12:02 AM
يا (سوداني)
يا وريف الظلال
غمرتني بنسائم واحتك
كأن هامتي تلامس
عنان السماء
في معيتك
و انت تقرن أسمي
بمناورات الستينات
و لا سيما مصطفى سند
لك خالص معزتي


#1761727 [سوداني]
1.00/5 (1 صوت)

04-15-2018 10:22 AM
1. شكرا للمبدع الأديب فيصل مصطفي على هذا النص الممتع المفيد الجزل

2. يغيب عن البعض أن بيكاسو كان رساما كلاسيكيا لا يشق له غبار _ يرسم لك الحصان فترى الرسم فتظنه صورة بولارويد! وذلك من فرط تعودنا علي رؤية أعماله عبر فلتر عقله ووجدانه وإبداعه. وكذلك سائر العباقرة من الرساميين.*كلهم كانوا مجودون يجيدون أبجديات "كارهم=مهنتهم"، ولذلك السبب هم الأقدر على التجديد

3. إذا قسنا 2 أعلاه على اللغة نصل الى أن القدرة على التجديد فيها يتطلب بالضرورة إتقانها المحكم،*وهذا ما حبا الله به*فيصل مصطفى ، والنص أعلاه وأعماله المنشورة تقف دليلا على ذلك

4. المجيدون من كتابنا وشعرائنا من جيل إبداع الستينات مارسوا بعضا من هذا التجديد فامتعوا:

والأمثلة قد تستعصي على الحصر هنا، ولكن لذكر ثلاث دعنا نسترجع مع محمد المكي إبراهيم قوله

《ورماح الحارسيك قيام》

ومع عالم عباس قوله

*《يا أيها القلب اليذوب》

و مع مصطفى سند جمعه لاصوات المتكلم والمخاطب والغائب كلها في جملة وبيت شعر واحد في قوله

《لو زندها إحتمل الندى لكسوت زندك ما تشاء》

زندها=هي

لكسوت=أنا

زندك=أنت، بكسر الكاف والتاء

تشاء=هي


ويا لروعة التجديد وسلاسته عندما يصدر من مجيد للغة!


#1761649 [اب جاكومة ود كوستي]
1.00/5 (1 صوت)

04-15-2018 06:04 AM
يا استاذ مصطفى , ياخي زهجنا من كتاباتك عن النصوص
ما تكتب ولو مرة عن اللصوص؟


ردود على اب جاكومة ود كوستي
[فيصل مصطفى] 04-16-2018 12:11 AM
يا أب جاكومة
للصوص كتابهم
أنا لغوي و أديب
و كاتب مقالات إنسانية
ليس إلا
أشكرك جميلاً


فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة