الغرق في شبر بنزين ..
04-24-2018 01:14 PM

من الواضح جداً أن المسؤولين في القطاعات المعنية وهم يتبادلون إنكار مسئؤليات مرافقهم مابين ما هوإتحادي وماهو ولائي لا يكلفون أنفسهم بالوقوف على ما يعانيه المواطن المسكين الذي يقضي الليل الطويل ساهرا في إنتظار أن يصل الى مظلة المضخة وقد يجد فيها بضع لترات أو قد لا يصيب في مسعاه حتى الرذاذ ...ورغم كل تلك الصفوف المخجلة التي تتلوى في طرقات العاصمة وهي تسدها في زحف يائس لا أظن أن الذين ينطقلون بالفارهات السريعة وما يتبعها من مواكب خلف الدراجات البخارية التي تفتح لهم الفجوات وسط ذلك الزحام ليمروا وهم داخل السيارات المظللة والمكيفة الهواء ..لا أظنهم يكلفون رقابهم المُكابرة بالإلتفات الى ذلك المنظر الذي لم ينتج عن فراغ ..بل ويزيد من الطين بلة أن حتى الذين يتكرمون على المواطن بتصريح خجول عبر وسائل الإعلام راضخين لإلحاح بعض مقدمي البرامج ومندوبي الصحف ..فإنهم يدلون ببيانات متناقضة ومغلوطة وغير حقيقية .. فالبعض يقول أن السبب هو دخول مصفاةالجيلي 1 في الصيانة وهوكلام يناقضه وجود المصافاة الثانية التي تعمل بذات طاقة الأخرى ..وهنا نرتكن الى تفسير بعض الخبراء المحايدون حول حقيقة أن إنحسار الإنتاج المحلي من مائة الف برميل الى النصف هو أحدالأسباب الرئيسة وإلا لو لم يحدث هذا الأمر لكانت المصفاة الثانية قامت بتصفية المائة الف كاملةإنابةعن قرينتها المعطلة !

بيد أن السبب الآخر الذي يتجنب التصريح به المسئؤلون خوفا من مصير الثور الأبيض الذي أكلته صراحته ..إن عدم توفر النقدالأجنبي الذي يؤدي بالتالي لعدم الإيفاء بقيمة المحروقات التي تطوف بها البواخر قريبا من مياهنا الإقليمية وتريد القيمة نقداً بلا تأجيل في ظل عدم استمرار اتفاقات التعاقد الطويل المدى الذي يتطلب توفر الثقةالكاملة في الإلتزام هومن أهم مقومات الأزمة ..التي تذكرنا بأواخر عهد مايو حيث كانت سياسة رزق اليوم باليوم هي الباعث في تصريف أمور دولة ذلك النظام التي غرقت في شبر بنزين فلم تجدمن ينتشلها حية حتى طفت جثتها على شواطي ذات ابريل ..الذي ليس دائماً أوله كذبه ..!
مع ملاحظة أن أزمة الولايات هي الماساة الأكبر في غياب استقلالية تلك الحكومات بالقدر الذي يجعلها غير مستغنية عن مد يدها للمركزالذي يجيبها بحسرة قائلاً ..(منين يا حسر)!

فأزمةالطاقة إذا ما تفاقمت تعني في حالة استمرارها أن يضطر اصحاب المركبات ووسائل نقل البضائع الى زيادة التعرفة وهو ما سينعكس على بقية القطاعات المرتبطة بمعيشةالمواطن على ضنكها وتعاستها ..بل أن الكثيرين يتخوفون من أن الحكومة قد تستغل حاجة الناس للوقود بأي ثمن فتزيد من قيمته وتوفره الى حين حتى يتنفس الشارع الصعداء ..ومن لم يستطيع ركوب الهايس و الحافلات فدونه الدفارات والتراكتورات التي عادت لتؤكد حضارية إنتكاسات مشروع مواصلاتنا الفريدة شكلاً ومضموناً !

[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1662

خدمات المحتوى


محمد عبدالله برقاوي
محمد عبدالله برقاوي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة