كل شيء في هذا الدين تشعر بأن فطرتك لم تستسيغه بينك وبين نفسك ولم يزل عنك هذا الشعور والهاجس الداخلي رغم البحث والتقصي وتكرار محازمح الفهم فمرد ذلك قطعا إلى هذا القصور الثقافي السلفي وخاصة العربي في استيعاب الرسالة وطبعها بطابعهم القاصر بكل عيوبه الجاهلية على الرسالة ومتلقيها من العالمين بفتح اللام ولا يمكنك التخلص من هذه المنقصات إلا بتخلصك من جوانب القصور في هذا الفكر والثقافة التقليدية لكي يستريح فكرك وتطمئن نفسك إلى دين راسا من الكتاب الكريم وفهم السنة على أساسه وليس العكس....
الأستاذ خالد أوافقك تماماً على وجوب استيعاب الرسالة لإختلاف المجتمعات الانسانية أوالتحولات في المجتمع الرسالي ذاته، فالاستيعاب مستمر مع حركة الحياة وتوسع قدرة البشر على الاستيعاب. فقد جمد استيعاب الرسالة المحمدية على الفكر الثقافي الاجتماعي العربي الذي كان وقتها لم يزل مشوباً برواسب من المجتمع الجاهلي. فمثلاً كما ذكرت في حديث أفضل الناس (إن صح هذا الحديث) فإنه على كل حال يذكر ببمعلقات الفخر والمدح من شواعر الجاهلية لأقوامهم وقبائلهم وأنهم أفضل من غيرهم. فبعد الرسالة صارت هذه الأفضلية لمطلق جنس العرب على كافة البشر ثم تتدرج الأفضلية فتنحصر في قريش وبني هاشم. وللأسف مازال هذا الفكر سائدا لدى كافة فقهاء العرب من سلفهم إلى آخر خلفهم من السنة والشيعة عدا الصوفية الذين يرون الأفضلية منحصرة في النبوة وخط ذرية النبي وصولاً إليه دون تجاوزه إلى خلفه. وهذا لحد ما متسق مع اشارات الرسالة مثل لا فضل لعربي على أعجمي أو لأبيض على أسود الخ. ولا غبار على تفضيل النبي على قومه وسائر البشر لتفضيل الله له وجعل الرسالة فيه، وهذا يدعم عالمية الرسالة ولا يحصرها في ثقافة أقوام مجتمع الرسالة المحلي الأول أو المنبثقة عنه والجامدة عليه. ويتبع من ذلك امتزاج هذه الثقافة بكل تفسيرات هؤلاء القوم للرسالة حيث أنهم لا يزالون يرون أن العربي خير من غيره ولو حسن اسلام الغير فهو ليس بأفضل من العربي ولو كان الأخير فاسقاً. ولذلك ظلت اأمراض العرب الجاهليين والتي جاءت إشارات الرسالة كما تسميها لمعالجتها ومحوها في نهاية المطاف ومازالت تعشعش في فكرهم بل وفي واقعهم أدناه هذه النظرة الدونية لغير العرب من المسلمين لا سيما ذوي البشرة السمراء والسوداء. وهكذا لم تنته مسألة الرق والعبودية إلى اليوم لتأصلها في فكرهم وبالتالي تفسيرهم للرسالة ورتقها حتى في الأحكام الشرعية الخاصة بحقوق وواجبات المسلم مثل مسألة الذكورة والأنوثة وما يترتب عليها من أحكام بسب ثقافة القوم وتفسير كامل الرسالة لا أقول على ضوئها بل على ظلمتها وعتمتها العنصرية والذكورية.
ردود على كك
[خالد يس] 05-04-2018 01:03 AM شكرا علي مداخلتك. وعلينا تجاوز الفكر العربي القاصر عن ادراك جوهر الرسالة الارشادية والذي وقف بها عند قيمه ووعيه بالحياة لحظة الرسالة تستطيع الرسالة ان تعبر عن اللحظة الراهنة وليس تحوير اللحظة لتوازي التاريخ السابق وهو ما لا يمكن وفق مفهوم التحولات
فقط اقتبس منك عبارة اعتقد انهاغير ملائمة
الله استخدم المجال الإنساني في محاولة لتوصيل مغزى الحياة الكلية إليه وفق إمكانية عقله وإحساسه بالحياة في اللحظة التاريخية المحددة.
الله لا يحاول!!!!
ردود على صلاح فيصل
[خالد يس] 05-03-2018 08:08 AM اولا شكرا علي اهتمامك بالكتاب.
ثانيا ان العلاقة بين الله والانسان هي اشد تعقيدا مما نظن. فاتمني قراءة الكتاب دون افكار مسبقة تشوش عليها. وبعد ذلك لك الحكم الكامل.
الاخ خالد
أنا مهتم بشدة بالكتاب و ساتواصل معك قريبا بعد قراءة الكتاب.
وفقك الله