المقالات
مكتبة كتاب المقالات والأعمدة
حسن وراق
أي تهديد لمصر، تهديد للسودان 1/2!!
أي تهديد لمصر، تهديد للسودان 1/2!!
06-03-2018 08:08 AM

@ مجلة السياسة الدولية مجلة دورية تصدر في مصر ، أسسها الدكتور بطرس غالي و ما أدراك ما بطرس غالي ، (كسينجر) السياسة الخارجية المصرية ، الذي عمل وزير دولة بالخارجية المصرية ، وافقت عليه أمريكا ورحبت به إسرائيل ليصبح أمينا عاما للأمم المتحدة 1992/1996. في مطلع الثمانينات فتحت المجلة ملفا في غاية الخطورة يتعلق بالإستراتيجية المصرية المتعلقة بمستقبل مصر و هي تواجه ازمة بسبب الزيادة السكانية بوتائر عالية في ظل محدودية الموارد المتناقصة و الناضبة وبصورة خاصة مشكلتي الارض و المياه و كان لابد من وضع تصور لما هو متوقع و كيفية وضع الحلول المبكرة و أذكر جيدا أنه تم التطرق لقضايا استصلاح الاراضي و تعمير الصحراء و التشدد في زيادة حصة مصر من مياه النيل عبر تقليل الفاقد و عدم السماح بقيام مشاريع في مجري النيل تقلل او تهدد حصة مصر إلا أن كل هذه الحلول تحتاج الي كلفة مالية ضخمة لن تتوفر في ظل انشغال مصر بالمشاريع التنموية و الامنية فكانت وجهة النظر التي طرحها بطرس غالي أن لا مفر من حل ازمات مصر إلا بالاتجاه جنوبا (الي السودان ) مهما كلف الأمر .
@ ما طرحه بطرس غالي في مجلة السياسة الدولية وقتها لم يكن ليشكل أزمة بين البلدين لجهة أن نظام النميري كان واقعا في احضان نظام السادات وقد إعتبر الطرح مجرد (تهويمات) لا يمكن حدوثها أو تحقيقها او بالاحري لا يوجد ما يدفع بأي حكومة مصرية أن تقدم علي احتلال اراضي سودانية للتوسع فيها مستقبلا بحكم ما يتردد عن (ازلية العلاقة) و (إحنا أخوات) وأمن مصر من أمن السودان و الحدود الجنوبية لمصر هي حدود السودان الجنوبية ، الخ تلك العبارات التي يظن أن تأكل بعقلنا حلاوة أو كما يعتقد الكثيرون في اللعبة السياسية . علي الصعيد الآخر لم يهتم الجانب السوداني بما تم طرحه لأن حكوماتنا (نائمة في العسل) علاوة علي عدم وجود اهتمام بالتخطيط الاستراتيجي الذي في نظر الكثيرين من أهل السياسة و الحكم مجرد ترف فكري لا يقدم ولا يؤخر و الدليل علي ذلك ، أنه لا يوجد خبراء استراتيجية في الشئون السودانية وكل ما هنالك شوية (متقنزحين) يستهويهم الاسم و العبارة الفضفافضة التي دخلت مصطلح السياسة علي أيام الانقاذ لترتبط بالشئون الامنية للنظام و ليس الدولة .
@ خطورة ما تناولته مجلة السياسة الدولية من رؤية بطرس غالي بالاتجاه جنوبا (الي السودان) لحلحلة كل أزمات و مشاكل مصر الاقتصادية و الامنية و الاستراتيجية الاخري ، بدأت تظهر ملامحها الآن بصورة (سافرة) تزامنا مع قيام سد النهضة في أثيوبيا و الذي يشكل تهديد و خطر علي مستقبل مصر التي ما تزال تعتبر (هبة النيل) و أن أي تهديد للامن المائي المصري لن يجعل مصر تقف مكتوفة الايدي خاصة في ظل الظروف السياسية التي تمر بها مصر وهي تواجهة حملة شرسة موجهة ضد أي نظام قوي يجعل من مصر قوة لها وزنها في المنطقة وقد فشلت امريكا في الدفع بالاسلام السياسي ليحكم مصر كما هو الحال في السودان حتي يكتمل المخطط الصهيوأمريكي (مشروع الشرق الاوسط الكبير) الذي يجعل من إسرائيل و كيلا شرعيا للامبريالية الامريكية في المنطقة و هذا المخطط يقوم علي إعادة ترتيب المنطقة بإزاحة عدد من الانظمة التي تشكل خطورة علي المشروع و بالفعل بدأ المشروع بتدمير العراق وليبيا ثم سوريا و اليمن و تشكل مصر هدف استراتيجي للمخطط الصهيوامريكي و يتطلب تدميرها اولا خنق النظام وقد وجدوا الفرصة بقيام سد النهضة لتنفيذ مخطط خنق و تركيع مصر .
@ قيام سد النهضة الاثيوبي الذي سيكتمل العمل فيه هذا العام علي الرغم من أنه سوف ينتج 6000 ميغاواط من الكهرباء يسد حوجة اثيوبيا ويصدر الباقي لدول الجوار محققا عائدا سنويا يفوق المليار دولار إلا أنه وعلي الصعيد الآخر يشكل تهديدا أمنيا علي مستقبل مصر التي ستفقد حوال 25 % من الموارد المائية التي تؤثر علي التوليد الكهربائي في سد أسوان بفقدان حوالي 30% من الطاقة الكهربائية التي تحدث ضررا علي الاقتصاد المصري بشكل ملحوظ في ظل الزيادة السكانية للمصريين التي تبلغ الآن أكثر من 95 مليون نسمة و متوقع لها في خلال عام 2031 ان تبلغ أكثر من 125 مليون نسمة الامر الذي يعتبر انفجار سكاني في ظل موارد محدودة بدأت تتناقص بفعل قيام السد الذي يحجز من خلفة بحيرة في مساحة 2 الف ميل مربع أكثر تقوم بتخزين أكثر من 74 مليار متر مكعب من مياه النيل الازرق كانت تذهب الي مصر و تقوم بتخصيب اراضيها و زيادة مخزون المياه في بحيرة ناصر . نتناول غدا بالتفاصيل خطورة قيام السد و تأثير الاحتباس الحرار بارتفاع منسوب البحار علي مصر و السودان.

[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 995

خدمات المحتوى


التعليقات
#1778514 [مممم]
5.00/5 (1 صوت)

06-03-2018 04:50 PM
موضوع هايف لا يقدم حلول بل ارجاف وتهويل---اي طفل يعرف ان اثيوبيا لن تستطيع وقف تدفق المياه الى الابد والا غرق السد وانهار------كل مشكلة مصر الخوف ان تطالب اثيوبيا المظلومة بحصة من مياه النيل الازرق الذي ينبع منها


حسن وراق
حسن وراق

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة