انهم لا يختشون ..ولا تاخذهم العزة بالاثم ولا يبالون , ففي نهر النيل يقتات طلاب المدارس وجباتهم بدقيق فاسد ربما فتك بهم او افسد بطونهم ..ليس مهما حجم وطبيعة الاضرار التى اصابت هؤلاء الطلاب بسبب الدقيق الفاسد الذي ظل داخل مخازن وزارة التربية والتعليم بولاية نهر النيل منذ العام 2016 وتحديدا في السابع من نوفمبر وهو ذات التاريخ الذي استلمت فيه وزارة التربية عدد 200 جوال دقيق زنة (50) كيلو لتنتهي صلاحية هذا الدقيق في الثامن عشر من فبراير من العام 2018 ولكن للاسف انتهت صلاحية هذا الدقيق بعد ان سلك طريقه الى بطون هؤلاء الطلاب رغم محاولات الوزارة بعد اكتشاف الماساة متاخرا لسحب ما تبقى من الدقيق الفاسد ..
هذه القضية تسببت في اندلاع عاصفة من الاتهامات ما بين وزارة التربية وديوان الزكاة الذي يبدو انه برئ من هذه الجريمة بحسب رواية الشيخ ممدوح حسن الامين العام لدبوان الزكاة بولاية نهر النيل غير ان الماساة الكبرى تكمن في ان المجلس التشريعي بالولاية لم يصحو من غفوته الا بعد ستة اشهر من اكتشاف حالة الفساد هذه ..فالذي جرى هناك بنهر النيل ان ولازال ان داخل دواليب وازقة اجهزة الولاية (قطط سمان) تختبي تحت كراسيها ومسنودة بسلطانها
ولان القطط هذه لازالت تسرح وتمرح وتتمدد في فضاءات اجهزة الدولة فانه بان عصيا اصطياد هذه القطط باليات واسلحة (هشة) .. وحتى الحرب الاعلامية والنفسية التى تقودها الحكومة الان على (استحياء) لم تحقق حتى الان مفعولها والا لما تجرأ احد قيادات ومنسوبي حزب المؤتمر الوطني بولاية غرب كردفان ولو للتفكير فقط لسرقة اغاثة المتضررين من السيول والامطار بمدينة النهود , ونرجو الا تحدثنا الحكومة عن ضرورة ممارسة فضيلة (التستر) على كل من يسرق او يتلاعب باقوات اجوعى فالشواهد بينة والجريمة محددة وفصولها واضحة المعالم لا يشي ينقصها سوى اعمال القانون على جناح من السرعة وبلا اي تسويف او محاباة حتى يتعظ من بقلبه ذرة من حياة وانسانية , وبمثل ما ان الحكومة مطالبة بالجدية واعلاء قيمة المحاسبة وردع الفاسدين على مستوى الدولة فان (الحزب الحاكم) مطالب هو الاخر وقبل محاكمة هذا السارق بان يعلن الحرب على كل الفاسدين من القطط السمان ويتبرأ من كل سارق لحق عام او قوت جوعى بمثل ما حدث بالامس في مدينة النهود .
وحتى لا تتسع قاعدة المنتفعين من تجار الاغاثات في مواسم الكوارث والطواري لابد للدولة ان تبحث منذ الان لايجاد (آلية مركزية) لضبط مسارات توزيع الاغاثات والاعانات على كل فقير او جائع او متضرر لان تجاربنا مع هذه الاغاثات موجعة وبها كثير من المفاسد , فلم يعد خافيا ان للاغاثات تجارها ومنفعيها .
هل تصدق ان الحكومة تحارب الفساد؟
النظام من رئيسه البشير الى اصغر مسؤول فيه منغمسين فى الفساد و اكل اموال الشعب بالباطل. كيف للاسدين ان يحاربوا لفساد؟ هذه نكته سخيفة و ضحك على الذقون.
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.