المقالات
السياسة
لمن الدور؟؟
لمن الدور؟؟
11-28-2018 03:20 PM



ما زال مسلسل بيع ممتلكات الدولة مستمراً بعد أن أصبح واقعاً معاشاً ومسلماً به، فقد نقلت صحيفة (الجريدة) أمس الأول خبراً نقلاً عن (شبكة الشروق) والتي نقلته بدورها عن (الأناضول) التركية يقول: صرح وزير الزراعة والغابات التركي بكر باكدميرلي، إنهم يخططون لفتح الأراضي الزراعية التي جرى استئجارها في السودان لمدة 99 عاماً أمام رجال الأعمال الأتراك اعتباراً من العام القادم 2019م، وأوضح باكدميرلي أن المشاريع ستجرى على مبدأ (رابح - رابح) لكلا البلدين. وأن الأراضي الزراعية التي جرى استئجارها في السودان لمدة 99 عاماً. (انتهى).

خبر أثار حفيظة وغضب أي سوداني غيور على البلد، ومؤكد سيمر هذا الأمر كما مرت غيره من هذه الأخبار دون أن تجد إجابة واحدة من مسؤول. وأعجبني تساؤل رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر يوسف الدقير يوم أمس في الصحيفة وهو يطالب الحكومة بتوضيح لصحة الخبر. باعتبار أن السودان ليس ضيعة خاصة بالمؤتمر الوطني. ولكن الأمر المؤكد أنه لا إجابة تشفي الغليل وتضع النقاط فوق الحروف.

فكم من مشاريع وكم من أراضٍ استباحها منسوبو الوطني تحت مسمى صفقات حكومية، والحقيقة هي أن حكومة المؤتمر الوطني فرطت فيها وقامت ببيعها بالرخيص لمستثمرين أجانب دون أن يعرف المواطن صاحب الحق الوحيد تفاصيل الصفقات التي تمت ولا المقابل لها.

وأنا أكتب في هذه العمود تصفحت عبر قوقل أخبار عن استثمارات زراعية أجنبية في السودان، وبالفعل وجدت الكثير جداً من الأخبار تتحدث عن استثمارات أجنبية وخاصة خليجية وتصريحات لمسؤولين سودانيين، ولكن كانت المفاجأة اللا مشروع واحد محدد المكان في أكثر من عشرة تصريحات لمسؤولين سودانيين، ما يعني أن معظم المشروعات التي تم التوقيع عليها مجرد صفقات وهمية مجهولة التفاصيل، ينتهي تأثيرها على الرأي العام بانتهاء التوقيع عليها. ولعل صفقة (المطار الجديد) مع الحكومة الصينية وحجم القروض المبالغ فيها غير المرئية التي نالتها حكومة السودان، والمقابل الخفي، وتوقف المطار في مربع واحد وتلويحات الحكومة الصينية وتهديداتها المتكررة لحكومة السودان حال عدم التزامها بالسداد خير دليل على حقيقة الوضع الذي وضعتنا فيه الحكومة.

وهناك أيضاً مشاريع زراعية في مساحات ضخمة من القمح لصالح حكومة المملكة العربية السعودية وقطاعها الخاص، وقبلها مشاريع أخرى بولايات القضارف والشمالية وبعض المناطق الأخرى بالسودان لدول عربية وأجنبية إضافة لاستثمارات أخرى غير زراعية، منها في مجالات التعدين بأنواعه المختلفة، خاصة التنقيب عن الذهب، وما وراء ذلك من تجاوزات عديدة ظلت تشهدها صالات مطار الخرطوم. وتتناولها الصحف دون أن تظهر لها أخبار فتح باب تحقيقات أو نتائج التحقيقات.

ما حدث من بيع أو (استثمار) وهي المفردة الأكثر شياكة ولطافة، من قبل حكومة السودان مع الحكومة التركية هو امتداد لما حدث قبل أشهر من صفقة ميناء سواكن والتي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه منحة من حكومة السودان وأنه سيقوم بإعادة ترميم مدينة سواكن، وميناء عثمان دقنة وما خفي كان أعظم، وأيضاً امتداد للكثير جداً من الصفقات التي عقدتها حكومة السودان مع دول أخرى بمعزل عن المواطن.

ما أود أن أخلص له، أنه ما لم يتم إيقاف النزيف الذي يتم في أراضي السودان، مؤكد أن الشعب سيستيقظ يوماً ليجد نفسه في الشارع، وبعد بيع الاراضي ما هو الشيء الذي ستقوم الحكومة ببيعه؟

الجريدة





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 607

خدمات المحتوى


هنادي الصديق
هنادي الصديق

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة