المقالات
السياسة
الراعي الرسمي للأمراض
الراعي الرسمي للأمراض
12-04-2018 08:49 PM




أسماء جمعة

حكومة المؤتمر الوطني في نهاية كل عام تحبطنا بالكثير من الإخفاقات التي حققتها وفي كل المجالات، وتشعرنا دوماً بأنه ليس لديها ما تقدمه لنا غير التأكيد على المآسي وتنبيهنا بزيادة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وزيادة الانهيار في الخدمات، لنستقبل كل عام جديد يطل علينا بالتشاؤم واليأس والإحباط. وتكفي الأنباء التي ترد إلينا هذه الأيام من وزارة الصحة لنتخيل الصورة الواضحة لعام الرمادة القادم، ولتؤكد أنَّ الحكومة أصبحت هي الراعي الرسمي للأمراص السارية وغير السارية الفتاكة.

في شهر نوفمبر الماضي كشفت وزيرة الدولة بوزارة الصحة، الفريق سعاد الكارب، عن وجود زيادة في معدلات الإصابة بأمراض: السرطان، السكري، الفشل الكلوي وأمراض القلب والشرايين، وقبل فترة أعلنت الوزارة عن ازدياد حالات الدرن بالسودان إلى 90%، وارتفاع حالات سوء التغذية بين الأطفال إلى أكثر من 2 مليون طفل.

أول أمس أكد رئيس الاتحاد السوداني للسكري بروفيسور عبد العظيم محمد كبلو أنَّ هناك (4) ملايين مريض سكري بالسودان، (2) مليون منهم مسجلون ونفس العدد لا يعرفون أنهم مصابون بالسكري لذلك يتعرضون لمخاطر كثيرة. وبالأمس كشفت وزارة الصحة نفسها عن ارتفاع عدد المصابين بداء الكبد إلى أكثر من 3 ملايين، ويبدو أنَّ الحكومة لا تقوم بأي جهود لخفض انتشار أي مرض، بدليل أنها العام الماضي في شهر أبريل أعلنت وزارة الصحة أن عدد المصابين بداء الكبد مليون و300 مريض. إذا كان هناك عمل يتم فعلاً لما تضاعف الرقم ثلاث مرات خلال 15 شهراً.

هذا ليس كل شيء فالأيام القادمة ستكشف الحكومة عن ارتفاع نسبة بقية الأمراض السارية وغير السارية في جميع أنحاء السودان، مثلما فعلت العام الماضي في نفس الزمن، وهناك أمراض كثيرة تعلن عن ارتفاعها بنفسها قبل الحكومة، وإن جمعنا عدد المرضى بكل الأمراض في السودان سنجد أنه لم يبقَ هناك أحد سليم.

الأمر الأكثر كارثية هو أنَّ الحكومة ما زالت ليس لديها الاستعداد لخفض الأمراض، وارتفاعها باستمرار دون انخفاض ولو بسيط يعكس سوء أدائها في كل المجالات الأخرى التعليم والاقتصاد والخدمات الاجتماعية، لأنَّ محاربة الأمراض له علاقة مباشرة مع تحسن الأوضاع الاقتصادية وارتفاع مستوى الوعي والتعليم، ولذلك الصحة تعتبر أفضل مقياس لمعرفة ما إذا كانت الدولة تحترم حقوق إنسانها أم لا.

انتشار الأمراض هو نتيجة طبيعية للفقر والجوع والجهل والضغوضات الاجتماعية واليأس والإحباط وغيرها، وتظل الوصفة السحرية لمحاربتها هي تحسين ظروف الحياة في كل جوانبها، ولكن كل القراءات الآن تشير إلى أنَّ البلد مقدمة على ما هو أسوأ، وأعتقد أنَّ أكبر خسارة للبلد هو أن يرتفع فيها نسبة المصابين بالأمراض، ولا بد للمواطنين من التحرك لحماية أنفسهم فقد أصبحت حكومة المؤتمر الوطني، هي الراعي الرسمي للأمراض في السودان.

التيار





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 514

خدمات المحتوى


اسماء محمد جمعة
اسماء محمد جمعة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة