كفاءة طيراننا.. وثقافة "كبس الُلقَم"..!!
12-11-2018 11:13 PM
حادثة طيران أخرى يروح ضحيتها والي ولاية القضارف وعدد من مرافقيه من أبناء هذا البلد تقبلهم الله بالرحمة والمغفرة.. حادثة تضاف إلى قائمة مزعجة في حجمها من حوادث الطيران المؤسفة في بلادنا والتي تكاد نسبتها تعزلنا وتستثني حالتنا عن القاعدة المعروفة بأن الطيران هو الوسيلة الأكثر أماناً في النقل..
الطيران هو الأكثر أمانا في العالم من واقع إحصائيات وأرقام ومميزات تأمين كبيرة للنقل الجوي عن غيره من وسائل النقل بسبب الضوابط واللوائح العامة للملاحة الجوية والتي يحصل بها قائد الطائرة على تدريب مكثف ومساعدة خارجية كاملة في عمليات الاستعداد للرحلة ومراقبتها من الإقلاع إلى الهبوط إلى خط السير باستخدام تقنيات متفق عليها وشروط فنية صارمة لحركة الطائرات.
وفي الوقت الذي يزداد فيه الطيران في العالم أماناً يوماً بعد يوم منذ اقتراعه وحتى اللحظة فإنه على العكس تماماً تشهد سنوات بلادنا الأخيرة معدلات أكبر من حوادث الطيران تزداد يوماً تلو الآخر.
وفي الوقت الذي لا يسمح فيه العالم بأي درجات إهمال في رحلات الطيران لخطورة فكرة الطيران مبدءاً فإن الكثير من الإهمال والتهاون هو سبب رئيسي في حدوث حوادث الطيران في السودان وزيادة معدلاتها.
ليست هناك فرصة لتبرير هذه الحوادث التي تقع خاصة في الرحلات الداخلية بالحديث عن حصار اقتصادي سواء أكان مفروضاً على بلادنا في السنوات الماضية أو لا يزال مستمراً بشكل من الأشكال ويحرم قطاع الطيران من المواكبة والتحديث وتأمين الرحلات والتأكد من كفاءة الناقل فنياً لأنه ببساطة فإن إلغاء استخدام الطائرة غير الخاضعة للفحص وغير الجاهزة للسفر هو الخيار الأفضل والأوحد للتعامل مع الأمر وليس الإصرار على تشغيل طائرة وتحليقها في الجو برغم عدم التأكد من قدرتها على ذلك لأن الأمر يعني الموت المحقق.
لا يوجد سبب يجعل المهندس المسؤول والجهاز الفني المعني بفحص أي طائرة بشكل دوري يسمح بتجاوز شروط توفر كفاءة هذه الطائرة للطيران ولو بنسبة واحد بالمائة فقط.
الطائرة ليست عربة تسير في الطريق وحين تتعطل في أي مكان يتم ركنها واستدعاء سحاب أو ميكانيكي لصيانتها في المكان الذي تتعطل فيه.. وبالتالي فإن الأمر لا يحتمل تطبيق نظرية (المباصرة) على طريقة (باصروها غايتو بتمشيكم) والتي تعني السماح فنياً بحركة طائرات بكفاءة فنية أقل من المطلوب.. هذا هو الواضح للجميع.
حتى لو كانت هناك مشكلة أو صعوبة في تجديد الطائرات أو الإسبير وعدم توفر قطع الغيار أو الإمكانيات المالية لعملية الصيانة.. فالقرار المطلوب في هذه الحالة هو إيقاف جميع هذه الطائرات غير المستوفية لشروط الكفاءة الفنية بنسبة مائة بالمائة، وسحبها بشكل كامل عن مدرجات الطيران..
ليس هناك أي خيار آخر أو معالجات بديلة مقبولة.. ليس هناك (كوبري للفيوزات) و(توليفة للمكنة) أو (خراطة للإسبير البايظ) أو (كبس لقم) أو غيرها من بدائل (المنطقة الصناعية) كما يتم في حالة السيارات القديمة حين يجتهد الميكانيكي لصاحب السيارة حسب ظروفه وإمكانياته المادية.. لأن المجازفة تعني الموت يا سادة..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي
|
خدمات المحتوى
|
جمال علي حسن
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|