المقالات
السياسة
وين الملايين؟؟
وين الملايين؟؟
12-15-2018 09:18 PM




الأزمة الاقتصادية الحالية بكل تفاصيلها العجيبة.. من أزمة خبز.. إلى أزمة وقود.. إلى أزمة سيولة.. وفقدان الثقة في الجهاز المصرفي.. كل هذه الاشياء مرة واحدة ألا تجعلنا نتساءل قائلين (وين الملايين؟؟)..

أين هم اعضاء الحزب الحاكم؟ صاحب أكبر عضوية في البلاد.. لماذا لا يخرجون لانقاذ حكمهم؟ أين هم أولئك الذين مكنوهم متجاوزين أقرانهم.. الذين أخرجوهم من بين الصفوف ليتقدموها؟ الذين برزوا فجأة الى السطح؟ الذين كانوا شعثاً غبراً.. وكانوا لا يجدون ما يأكلونه.. ولا ما يلبسونه؟.. فجأة بين عشية وضحاها.. ارتفعوا الى أعلى الأماكن.. ليس لأنهم تعبوا وبذلوا جهداً.. ولا لأنهم امتلكوا علماً واحرزوا شهادات.. فقط لأنهم ينتمون الى الحزب الحاكم..

كانت هذه الصفة هي جواز المرور.. تقاطروا من كل حدب وصوب.. من كل أرجاء المعمورة.. تم ادراجهم بسرعة في الأماكن التي تم اخلائها خصيصا لأجلهم.. بل وصل الأمر الى ابعاد خبراء وعلماء لمجرد مخالفة الأفكار.. (التمكين) فولاؤه أهم من كفاءته.. وانتمائه للحزب يؤهله لقيادة أي مرفق من مرافق الدولة.. حتى لو كانت تحتاج تخصصاً رفيعاً ومتقدماً غير متوفر لديه.. لم يعترض احدهم لانه غير جدير بالوظيفة.. لم يعتذر أحدهم بأنه غير مؤهل.. بل جلسوا على الكراسي مطمئنين.. تمتعوا بكل الامتيازات.. وفاض الخير عندهم حتى صار بنايات وعمارات وسيارات ومن النساء مثنى وثلاث ورباع..

أين هم الآن؟ لماذا لا يخرجون لنصرة الحكومة التي نصرتهم ورفعتهم إلى عليين؟؟ لماذا لا يخرجون ما يكنزونه من الذهب والفضة والأموال السائلة التي يمكن أن تخرج البلد من عنق الزجاجة؟ لماذا يجلسون في مقاعد المتفرجين؟ ألم يأن الوقت لرد الجميل؟

أين أولئك الذين تم بيع الأصول المملوكة للشعب لهم؟ أين الذين أسسوا شركات ذات يوم.. وفي اليوم التالي مباشرة كانوا هم الذين رسا عليهم عطاء بيع ملك عام؟ أين الذين منحت لهم تصاديق الاستيراد.. والذين تلقوا اعفاءات جمركية لإدخال كل ما يخطر على البال؟ وأين الذين منحت لهم حصرية توزيع سلع اقتصادية مهمة واحتكروا وتلاعبوا ولم يطرف لهم جفن عند إرتفاع الأسعار؟

أين أصحاب المنظمات الطوعية.. التي لا تخضع لمراجعة مكاتب المراجع العام.. والتي لا تورد للمالية؟؟.. وكل يوم هم في بلاد.. ويستوردون باسم المنظمة السيارات إنتاج العام.. ويتاجرون في كل شيء.. وهم غير مساءلين عن أي شيء..

أين هؤلاء؟ لماذا لا تنقذون من أنقذكم؟ لماذا لا تمدون حبل النجاة لمن انتشلكم قبل سنوات؟ أين الذين تم استحداث وظائف لهم؟ الذين خلقت لهم أجسام مؤسسات ما أنزل الله بها من سلطان.. فتمددوا وتشعبوا وطالت أذرعهم الى كل مكان؟ أين هم الآن؟

أتراهم يتحسرون مثلنا ويضربون كفا بكف متعجبين محتارين ويتساءلون قلقين (الأزمة مكانها وين؟؟).. أتراهم يبحثون بكل براءة عن السبب الحقيقي وراء هذه الأزمات المتلاحقة؟ أم تراهم بكل بساطة يهزون أكتافهم ويلبسون (توب النبي) وهم يرددون (دي أزمة إدارة.. وليست أزمة موارد ).. نعم صدقتم.. قلناها.. وها نحن نكررها.. إنها أزمة إدارة فعلاً ولكن (إدارة الموارد البشرية)..

الجريدة





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 802

خدمات المحتوى


د.ناهد قرناص
د.ناهد قرناص

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة