الثورة مستمرة
12-29-2018 09:02 PM
المدن تحولت لثكنات عسكرية ، الدبابات تسير في الطرقات ، والاسلحة الثقيلة علي ظهر السيارات تطلق الرصاص بعشوائية ، والجنود في حالة استنفار تام وبكامل عتادهم، والقناصة علي أسطح المباني واياديهم علي الزناد ،ودماء الشهداء الزكية تروي تراب الوطن لتزهر حرية وكرامة ، وتبشر بعهد جديد قد بدأت ملامحه تلوح في الافق ، كل هذه المشاهد العسكرية دلالة علي أن الدولة في حالة حرب ، ولكن حرب ضد من؟ هنا تكمن الكارثة ، دولة تحارب شعبها الاعزل ، لتستمر سلطتها فوق ارتال الشهداء وانين الجرحى ، وترق كل الدماء من اجل ان تكون علي سدة الحكم .
الثورة مستمرة ليست بالأمنيات، بل طبقها الشعب علي ارض الواقع ،لم يهاب مواجهة السلطة والاتها القمعية وجبروتها ، انطلقت التظاهرات في كل المدن والطرقات والازقة ، لا تسمع إلا صدى هتافها ، ومع اشراق كل يوم جديد ، تتسع حجم التظاهرات ، وتتنوع مواقعها الجغرافية ، وتتوحد اهدافها ، ويستمر خط التورة في تصاعد ، يشير الي ان الثورة تتقدم وان نجاحها مسالة وقت .
الموكب الذي دعاء له تجمع المهنيين السودانيين لتسليم مذكرة الرحيل ومطالبة الرئيس بالتنحي ، تكمن اهميته في تحويل مسار الثورة ونقل زخمها من الاطراف الي المركز ،ونجاح الموكب لا يقاس بمدي تسليم المذكرة من عدمه ، لان المذكرة ليس مقصودة في ذاتها ، وانما يقاس نجاحه بإصرار الثوار وبسالتهم في الوصول الي مكان انطلاقة الموكب ، علي الرغم من الوجود المكثف للقوات الشرطة والامن ، واستخدامها القوة لمنع المتظاهرين من الوصول الي القصر ، ولكن ولى زمن التراجع ، فانطلقت عدد من التظاهرات في مواقع مختلفة بالقرب من القصر بأعداد كبيرة ،هذه الموكب المهيب ألقم حجراً لكل المثبطين الذي يحاولون أن يبثوا رسائل محبطة مفاده ان الثورة عبارة عن عود ثقاب احتراق وسرعان ما ينطفئ ، وان القوة السياسية بعيدة من الحراك وان قياداتها تنتظر نهاية الثورة للتسلق عبر أكتاف الثوار للمناصب ، ولكن الرؤية اصبحت واضحة ان كل الشعب السوداني في الميدان ، وان القوة السياسية الفاعلة متوحد حول مطلب رحيل النظام ، بالتنسيق مع تجمع المهنيين والحركات الشبابية كلها تعمل في بوتقة تنظيمية واحدة .
النظام يحاول ان يعزف علي وتر العنصرية بعد أن سقطت هيبة دعاة السلاطين وفتاوي الخروج علي الحاكم ، يحاول النظام ايهام المواطنين بان هنالك اعمال تخريبية يقوم بها ابناء غرب السودان التابعين لحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور ،وهذا الاستهداف الممنهج لأبناء دارفور ،واجبار بعضهم للاعتراف بانهم مخربين وعملاء لدول اجنبية ، خزي وعار سيلاحق النظام ،الذي يحاول أن يدق اسفين الفتنة بين ابناء الوطن الواحد ، ولكن سقط في ايديهم بوعي المواطنين بان الثورة ملك لكل الشعب السوداني، وان تغيير النظام يصب في مصلحة الجميع ، وان سودان ما بعد الانقاذ سوف تتم فيه هيكلة الدولة علي اسس جديدة ومعالجة كل الامراض المزمنة التي يعاني منها المجتمع، وفقا لرؤية شاملة لا تستثني أحد .
الجماهير متحفزه وتستغل كل الفعاليات الجماهيرية لتؤكد سخطها علي النظام وتطالبه بالرحيل، كما حدث في مباراة الهلال والافريقي التونسي ،وكذلك امتناع المواطنين عن استقبال البشير في ولاية الجزيرة ، والهتاف ضده ومطالبته بالرحيل ، كل هذا الحراك يعطي مؤشرات ايجابية بان الثورة تجاوزت مرحلة الا عودة وان شمس الخلاص ستشرق قريبا في كل ربوع بلادي.
معتز إبراهيم صالح
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
1
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|