المقالات
السياسة
فقهاء السلطان.. تعقيب
فقهاء السلطان.. تعقيب
01-09-2019 03:54 PM





كتبتْ إليّ الأستاذة إيمان عبد العزيز مشكورة تعقيباً على مقالي حول فقهاء السلطان أنشره كما وعدتُ أمس بتصرف لطول المقال..

الأخ الفاضل الأستاذ محجوب عروة تحية طيبة، اطلعت على عمودكم المقروء بصحيفة (التيار) الغراء بتاريخ 7/1/2019 العدد 2444 بعنوان (فقهاء السلطان مرة أخرى)، أوافقك الرأي في كل ما ذهبت إليه وقد أرسل لي أحد الإخوة عن موضوع الخروج عن الحاكم إذا رأيتم نشره أو بعض منه.

الحاكم الظالم لا يجوز طاعته:

1/ قال ابن حزم إنَّ أحاديث طاعة الحاكم الظالم كانت في بداية الإسلام ولذلك فهي أحاديث منسوخة، نسختها الأحاديث الصحيحة الأخرى مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

وقال الخليفة الأول أبوبكر رضي الله عنه (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم).

وأما حديث (اصبر وأطع وإن ضرب ظهرك وأكل مالك) فهو حديث ضعيف وعلى فرض صحته فهو منسوخ بالأدلة الآمرة بتغيير الظلم والمنكر، ومن ذلك حديث (إن الله حرم عليكم أموالكم وأعراضكم ودماءكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) ومنها حديث (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).

بالإضافة إلى آيات القرآن كقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124))، فالظالم لا يكون إماماً ولا أميراً ولا قاضياً ولا شاهداً.

ولكن المداهنين لا بد أن يخضعوا وهم أذلاء لكل طاغية مستبد مخالفين منهج الله ورسوله ومصورين أن الإسلام هو مجرد استكانة ومهانة أمام الطغيان، وحاشا للإسلام أن يأمر أتباعه بأن يكونوا حملاناً وديعة يفترسها كل حاكم متجبر مستكبر.

إن الله تعالى نهى عن الركون إلى الظالمين، قال الله تعالى :

(ولَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:

قوله تعالى: (لا تركنوا إلى الذين ظلموا) قال ابن جريج عن ابن عباس ولا تميلوا إلى الذين ظلموا أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بباقي صنيعهم.. وقال ابن سعدي في تفسيره: (وَلَا تَرْكَنُوا) أي لا تميلوا )إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا( فإنكم إذا ملتم إليهم ووافقتموهم على ظلمهم أو رضيتم ما هم عليه من الظلم فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ إن فعلتم ذلك )وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ( يمنعونكم من عذاب الله ( ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) أي لا يدفع عنكم العذاب إذا مسكم. ففي هذه الآية تحذير من الركون إلى الظالم، والمراد بالركون الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك والرضا بما هو عليه من الظلم.

**إنَّ دعوى إجماع السلف على طاعة الحاكم الظالم دعوى غير صحيحة ومردودة.





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 799

خدمات المحتوى


التعليقات
#1809809 [سامية]
0.00/5 (0 صوت)

01-10-2019 08:59 AM
الخروج على الحاكم الظالم غير العادل سائغ في الشريعة الإسلامية، وما خروج الحسين بن علي وعبد الله ابن الزبير ـ رضي الله عنهم جميعاً ـ إلا دليل على ما أقول.
وعليه فإن الخروج على الكيزان الظلمة الفسدة تجار الدين سائغ بل يجب الخروج عليهم واسقاط دولتهم المستبدة الظالمة التي سامت الشعب سوء العذاب ولم تشفق عليهم ولم ترحمهم.


محجوب عروة
محجوب عروة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة