حول مقترح البشير عن الانتخابات
01-14-2019 01:25 PM
اخر ما تفتقت عنه عبقرية البشير و حزبه، عندما حاصرته التظاهرات العارمة، و هتفت بإسقاطه و رحيله، منوهة بفساده و عجزه عن الوفاء بوعوده كعادته، رد مدعيا بانه لن يتم رحيله و نظامه الا عبر صناديق الاقتراع!! فهل كان البشير و حزبه يعتقدون بان الجياع سوف يصدقونه فيكفون عن التظاهر و المطالبة برحيله!!؟ و من ثم يبارك له العالم من حوله وجاهة مقترحه الجهنمي هذا؟!! فهل اتي البشير و حزبه للسلطة عبر صناديق الاقتراع أم سطا عليها من علي ظهر دبابه؟!! اقتلع بها نظاما ديموقراطيا اقره شعب السودان منذ 19/1/1956 و ظل يرعاه و يحافظ عليه رغم كل المحن و المصاعب التي مرت عليه. و هل كانت للبشير و حزبه مصداقيه أو شفافية أو امانه أخلاقية في عدم التزوير حتي في الانتخابات الصورية الهزلية الكاذبة التي قاطعها الشعب، و التي لم ينازله فيها احد غير نفسه و حده، و التي انفق فيها مليارات الجنيهات من الخزينة العامة، و التي أراد بها تقنين وجوده علي سدة الحكم، كما كان يعتقد، لكي يتثنى له و لحزبه و منتسبيه و مؤيديه ان يستمروا في نهب ثروات البلاد ليحولوها للخارج، و يشيدوا بها في الداخل الأبراج السكنية، ثم يتبارون في امتلاك المزارع و الفلل و الأراضي و العربات الفارهة و الزوجات ثم العيش في ترف و بذخ لم يحلموا به من قبل!!!! تاركين من ورائهم الشعب المغلوب على أمره يعاني من الفقر و الجوع و المرض و العطالة!!! تطحنه الأزمات المتلاحقة في انعدام البترول، و قلة المواصلات، و انعدام وقود الطهي، و انعدام الخبز، و انعدام السيولة النقدية لدي البنوك، و تدهور قيمة الجنيه حتي وصل لأكثر من 85 جنيها مقابل الدولار الواحد.
ثم الم يكن هذا النظام الفاسد هو الذي دمر كل المنشآت و المشاريع التنموية الحيه القائمة و التي تعتمد عليها البلاد كلها؟!! الم يكن نظام البشير هو الذي باع كل ممتلكات الدولة في كل أنحاء البلاد ؟!!حتى المستشفيات!!! و الم يكن نظام البشير و حزبه هو الذي دمر التعليم و الصحة بصوره لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث في كل أنحاء العالم!! فعجز المواطنون الان عن القدرة علي تعليم ابنائهم للتكلفة العالية التي لا يستطيعونها؟!! ثم الم تنعدم الأدوية الان من الصيدليات و المستشفيات، و تنتشر الان الأدوية المنهية الصلاحية، و المسرطنة؟!! و الم ينعدم الخبز الان فيلجأ الأطفال، من الجوع، للأكل من الكوش في احياء الطبقات الطفيلية التي اقامها منتسبي حزب البشير؟!!
ثم ماذا بقي لهذا الشعب الجائع الصابر ان يفعله غير الخروج للتظاهر في كل مدن السودان و قراه؟!! نعم للتظاهر و المطالبة العادلة برحيل البشير و حزبه عن السلطة؟!! رغم ما يتعرضون له من قسوة و شراسه ، و قتل، و اعتقال و سجن علي مشهد من العالم كله!!! قال الإمام علي رضي الله عنه عجبت لمن بات جائعا كيف لا يصبح شاهرا سيفه ! فعليكم بالثورة... و الثورة.... و الثورة و لا نامت اعين الجبناء.
ان الازمات السياسيه و الاقتصادية و الأمنية، التي تمر بها البلاد، ليست طارئه كما يصورها البشير، و لكنها مزمنة و مستمرة و متزايدة، و متفاقمة!!!! و لم يكن للبشير و حزبه القدرة علي حلها، لأنه هو الذي خلقها بسياساته الخرقاء ، فكيف يستطيع ان يحلها؟!! فالبشير حزبه فاقدي الأمل في حلها لأنها قد أصبحت اكبر من قدراتهم و امكاناتهم!!! و لما كانوا لا يملكون عصي موسي ! فسوف تظل الأزمات باقيه و مستفحلة و متفاقمة.... و سوف يظل الحال في حاله ! ما داموا علي السلطة ممسكين! فالأزمة لن تحلها الديون و الاقتراض من الخارج و التسول الذي يمارسونه الان!!! و وعود البشير كلها جوفاء و كاذبه!! يريد من و رائها ان يمدد بقاءه في الرئاسة فقط!!! لان هاجس محكمه الجنايات الدولية يزعجه و يقلقه و يشكل له هلعا يلازمه!!! و ما حدث له في جنوب أفريقيا ليس ببعيد و لا يمكنه نسيانه!! فماذا يريد ان يفعل إزاء كل هذا الزخم المخيف و الكابوس المزعج؟ يريد ان يتسول لكي تسعفه بعض الدول المتعاطفة مع نظامه ببعض الدولارات ليحل بها ضائقة الخبز و البترول لأيام معدودات! يطمع فيها ان يصدقه الجياع فيسكتوا و يتوقفوا قليلا لبعض الوقت، يكفون فيه عن التظاهر و عن المطالبة برحيله!! يا لها من خسافة عقل!!
و لكن الازمه سياسيه في المقام الأول و لم يتوصل لمعادلة حلها منذ مجيئه للسلطة!! عجزت معها كل محاولاته!! ثم هي اقتصاديه مستعصية و خانقه، لا يمكن ان تحل بمعطيات الهبات و الصدقات من الخارج!!! فالنظام يفتقر لإيجاد حلول اقتصاديه جديده علميه و عمليه بإمكانيات ماديه و فنيه عالية تعمل وفق برامج معده علميا لاحتوائها! ثم هي أزمه انفلات أمنى أدت لانتشار الفوضى، و ترويع المواطنين، و تهديد السلام، و ما حوادث الاختطافات بغائبه عن الأذهان و كل حوادث الفوضى هذه خلقتها و غذتها فوضي المليشيات الأمنية و الإرهابية التي احدثها النظام و غذاها لحمايته!!! يردع بها الحراك الجماهيري ليبقي في السلطة!!
فالأزمات عميقه و متجذره، نتجت عن سياسات النظام الرعناء التي قصد بها الحماية و البقاء لنفسه في سدة الحكم قبل المعالجة و العلاج! احدثها النظام بنفسه لفشله في ايجاد التخطيط الناجع لإيقاف حدوثها و تفشيها!! لعدم اعتماده خططا و برامج تنموية حقيقيه تنهض بالبلاد و العباد!! فقد علمتنا حكومة الإنقاذ ، منذ بداية عهدها المشؤوم، بانها جاءت ببرامج ترويع المواطنين بالسجن و القتل، و التعذيب في بيوت الاشباح التي ابتكرتها، و بالطرد في قوائم طويله، من الخدمة المدنية و العسكرية، و تفتيت النقابات و الاتحادات العمالية ، و المهنية ، و المنظمات الوطنية للشباب و النساء و الطلاب... فأوقفتها جميعها عن العمل بالسجن و الطرد و القتل و التعذيب لكل الناشطين فيها!!! و قد كانت لهذا العمل التخريبي اللاوطني الضربة الموجعة التي اصابت قوي النضال الوطني مجتمعه في مقتل!!! فرحوا بها و هللوا و كبروا لها!! لانهم قد جردوا النظام الديموقراطي من اهم عناصر وجوده و تقدمه!! و الدفاع عن نفسه!!! ثم بدأت حكومة الإنقاذ في تحقيق أهدافها و برامجها، و عملها التخريبي الممنهج (وقد خلا لها الجو) في النهب المبرمج لثروات البلاد ، و تخريب مشاريع التنمية القائمة ، و اغراق البلاد بالديون الباهظة.. و صنفت المواطنين و رتبتهم حسب أسس الذيلية و التبعية لحزبهم الرجعي الارهابي تغذيه افكارهم و أوهامهم المتخلفة القاصرة عن التقدم، و المتناقضة مع الإسلام الذي يدعونه، و الإسلام منهم برآء.
حدث كل هذا وفق برنامج الولاء و الطاعة قبل الكفاءة و العمل!!!لقد حدث كل هذا كله من خلال مسرحية مشروعهم الحضاري!! يا لها من اكذوبة سخيفة!!! و كل مفردات هذه الأعمال القذرة التي قاموا بها يعلمها المواطنون جيدا فقد كانوا شهداء عيان عليها، و يحفظونها عن ظهر قلب!! فقد مورست عليهم، و علي البلاد بدون تقوي أو رحمه، حتي قال عنهم ، من شدة الهول، الأديب العالمي الراحل الطيب صالح قولته المشهورة متسائلا : من أين اتي هؤلاء؟
فالبشير يعلم و حزبه يعلم ان الحل الوحيد يكمن في رحيله هو عن السلطة التي اغتصبها و العالم كله يشهد بذلك! و لكنه يراوغ و يخادع و يحتال! ولكن حيله هذه ما عادت تنطلي علي أحد، فالشعب أوعي منه و من حزبه! و يعرف مسبقا بالعمل الإجرامي القذر الذي انشأه و كونه هذا الحزب الارهابي، المؤتمر اللاوطني، فخلق تنظيمات الأمن الإرهابية كالأمن الشعبي الذي يقوم الان بإطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين الشرفاء العزل فيرديهم قتلي بدون إيمان أو دين أو وازع من أخلاق يمنعهم!!!كما أنشأوا كذلك للغرض نسفه الأمن الطلابي الذي أنشئ لترويع الطلاب في الجامعات و المعاهد و المدارس، مستخدمين وسائل التجسس و الضرب و الاغتيال و التنكيل!!!
الا تعني كل هذه الممارسات الإرهابية القذرة المعروفة و المكشوفة لدي كل المواطنين! اليست كفيله بالثورة علي هذا النظام الفاسد القذر الإرهابي بالرحيل فوراً !! فهل يريد البشير من المواطنين الثائرين ان يصدقوه و يأمنوه و هو الذي لا أمان له ، و لا إيمان له و لا عهد عنده!!
فالبشير الهائج المسعور المضطرب ألان يعلم يقينا بانه أمام خيارين و مصيرين لا ثالث لهما! أما ان يهرب بجلده للخارج فتطارده محكمة الجنايات الدولية فتقبض عليه، و هو جبان ظل يهرب من هذا المصير الذي يلاحقه الان! فقد حاول اللجوء الي الاتحاد الافريقي، و لكنه لم يستطع ان يشفع له لدي المحكمة الدولية، و هو يحاول اللجوء الان لدي بعض الدول الكبري بواسطة دول اخري !! كتركيا و لكن هيهات.. هيهات فان الله قد بعث في الشعب الصابر المكلوم روح الثورة، فهب كما يشهد له بذلك الان العالم كله، لاستعادة حريته و كرامته و عزته، رغم فظاعة الثمن أمام البطش و الإرهاب الذي يواجهه الان.. و قد بدأ الكثير من الكيزان الان الهروب للخارج اخذين معهم مليارات الدولارات، و هم يتباكون عي فشل تجربتهم الإسلامية في السودان!! فهل انتم مسلمون يا دواعش؟! أم ان اعمالكم القذرة هذه تمت للإسلام بصله، و الإسلام منكم برآء ؟!!
و الخيار الآخر ، و هو ما يخشاه الان ... ان يقع في قبضه الجياع الثائرين فيحاكم علي كل الجرائم و الفساد الذي ارتكبه هو و حزبه منذ استيلائهم علي السلطة في يونيو 1989 فيقام عليهم القصاص بإقامة الحد عليه فيقطع من خلاف و تصادر امواله و ممتلكاته، و مزارعه و كل مسروقاته هو و أعضاء حزبه، هذا إذا يقتل و يقتلوا بإقامة الحد عليهم!
و كلا الأمرين ابتلاء من الله عظيم ، لم يحسبوا له حساباً حين كانوا ينهبون خيرات البلاد و قوت الجياع!! فقد كان الله عليهم بالمرصاد، فقد مدهم و جعلهم في طغيانهم يعمهون، لينزل عليهم جام غضبه و عقابه في الدنيا و الإخوه، كما فعل مثل ذلك بفرعون من قبل. (( و من يهن الله فما له من مكرم ))
فالجياع و القاعدون العاجزون من المواطنين لم يبق لهم من خيار اخر غير التظاهر و الإضراب السياسي و العصيان المدني!! فاصبروا و ثابروا و اصمدوا و ثوره حتي النصر بإذن الله تعالي. و سوف يعلم البشير و حزبه ان التسول و الانكسار بالشحده التي يمارسونها الان لا تنفع و لن تفلح و لن تنج في إقامة الدولة و استمرارها.
((و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ))
[email protected]> صابر محمد احمد
|
خدمات المحتوى
|
صابر محمد احمد
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|