تحليلك فطير للأحداث يا قطبي المهدي
01-15-2019 04:57 PM
كنان محمد الحسين
الصدفة قادتني لحضور المقابلة التي اجرتها القناة الحكومية الشروق من الدكتور قطبي المهدي ، رئيس المخابرات والدبلوماسي والوزير والخبير ، من الذي قادوا بلادنا إلى التهلكة باستشاراتهم الخاطئة وادعاء المعرفة في كل شيء ، حتى وصلنا إلى ما وصلنا اليه، واجريت هذه المقابلة بقصد تحليل الاحداث الهامة التي تجري بالبلاد ، فقد استمعت لجزء كبير من هذا الحديث ، فقد ذهلت في أن هؤلاء كيف تحكموا فينا طوال هذه الفترة الطويلة . وعاثوا فينا فسادا ، وطبقوا فينا نظريات عبدالرحيم حمدي الاقتصادية الفاشلة ، وباعوا مقدرات البلاد واصولها، من مشاريع زراعية وصناعية ، وخدمات وشركات استراتيجية ولم ترمش لهم عين ن وهم بهذه السطحية.
هؤلاء القوم استعجلوا الطريق للثروة وتلاعبوا بنا وبمقدراتنا ، ولم يكن فيهم من هؤلاء مؤمن او حتى عنده ذرة من الضمير يحاسبه على الخطأ ، جمعوا المليارات ومن الدولارات ، من ثروات البلاد دون وجه حق ، ولم يكن بينهم من يمنعهم السير في الطريق الخطأ ويهديهم للطريق القويم. مشروع الجزيرة الذي اقامه المستعمر الانجليزي الكفار ، فقد كان صمام الامان للبلاد منذ قرابة المائة عام ، ووفر العملة الصعبة ووفر الوظائف لمعظم ابناء الشعب السوداني ، بالاضافة إلى أنه كان يوفر الأمن الغذائي لنا جميعا. بسبب الفساد والعمل على حل مشاكلهم الخاصة تم القضاء عليه تماما ، وحتى اصوله بيعت وذهبت إلى الابد.
وعلى الرغم من ذلك والبلاد تعيش مرحلة هامة في تاريخها ، والشعب السوداني كله في الشارع يعلن سقوط الحكومة ، لأنها فشلت طوال الثلاثين عاما الماضية في الخروج بالبلاد إلى بر الأمان ،وهناك اصرار منها في الاستمرار حتى تغرق البلاد أكثر ، ويأتيك قطبي المهدي ، ويقول لماذا لم يذهب المتظاهرون إلى السفارة الامريكية ،وماهو ذنب امريكا في فشلكم ، وانتم الذين اقمتم المليشيات وناديتم بسقوط امريكا ودنا عذابها ، واعلنتم الحرب عليها ، حتى وإن كان ذلك من مخاطبة مشاعر البسطاء من اهلنا ، الا ان هؤلاء يأخذون كل كلام محمل الجد ،وانتم دفعتم تعويضات عن التفجيرات التي تمت في السفارات الامريكية في نيروبي و ودار السلام في هذه البلاد الآمنة والمستقرة ، ارسلتم من قام بتفجير هذه السفارات ، وحتى المدمرة كول ، دفعتم التعويضات للقتلى ، كيف تقومون بكل هذه الاعمال ضد امريكا وتمنحكم هدية وتستقبلكم بالورد.
ويعلم قطبي المهدي وأنه من الذين قادوا التمكين وقمتم بفصل افضل الكفاءات السودانية وفقدوا وظائفهم ، ولعلمكم لم يموتوا جوعا ، فذهبوا لبلدان أخرى ومنظمات عالمية واقليمية ، وكانت بصماتهم واضحة , وفقدتهم بلادهم التي احبوها وعملوا من أجلها بكل اخلاص ، وعندما فشلتم اصبحتم تبحثون عنهم ولم تجدوهم ، واغرقتم البلاد التي كانت من الدول التي يشار إليها بالبنان في افريقيا والشرق الاوسط والعالم اجمع.
واصراركم على أن الشيوعيين والمندسين واسرائيل هم الذين اخرجوا هؤلاء المتظاهرين ، قال عبدالواحد نور لو اسرائيل وقفت معي لدخلت الخرطوم خلال يومين ، وكلامه صحيح مائة بالمائة ، لأن اسرائيل لما قامت بضربنا في قلب الخرطوم ، لم تقموا بالرد عليها حتى باللسان ، واكتفينا بتصريحات هزيلة السكوت كان افضل منها.
الشعب خرج ولن يرجع ، حتى يقلعكم ، لأنه فقد الأمل فيكم ، وكل من كان لديه ذرة من التعاطف معكم فقدها . من الافضل لكم الذهاب غير مأسوف عليكم حتى تقوم ثورة الجياع بأشياء ليست في الحسبان ، وتتحول الثورة السلمية إلى مواجهة ليست مأمونة الجانب.
|
خدمات المحتوى
|
كنان محمد الحسين
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|