متلازمة الاحتراق النفسي دراسة حالة علي جهاز الامن الشعبي
01-15-2019 05:31 PM
وقفت كثيرا على الفيديوهات التي توثق لجرائم مليشيات النظام وهي تقوم باعتقال وضرب وبطش واذلال المحتجيين السلميين في الفترة السابقة تساءلت مثل غيري بدهشة حقيقية اي روح تلك كيف لانسان ان يعذب اخر بتلك السادية ماهي دوافعة في كل هذا التشفي والحقد الاعمي والانتقام بتلك الروح البربرية هل افراد تلك المليشيات هم فعلا جزء من هذه المنظومة ويرفضون رحيل النظام ....؟
هل فعلا يدركون ان تنفيذ التعليمات يكون بهذه الطريقة ....؟
ففي فيديو شهير علي وسائل التواصل الاجتماعي وبتاريخ 13 يناير احداث مدينة بحري شاهدت ضابط برتبة يقوم بضرب العساكر للتصدي للمحتجيين ويحاول يقدر الامكان منع العساكر من التقهقر او التراجع الفيديو هذا يحمل مضامين نفسية يمكن تحليها من خلال القهر النفسي الواقع علي عساكر الشرطة ، وفي الجانب الاخر فيديو ملثمون مسلحون يقومون بضرب شاب بالتناوب بتشفي واضح وحقد دفين احتى فقد الشاب وعية تماماً لم يتوقفوا فقد قاموا بحملة مثل حيوان نافق ورمية على كبينة العربة من اي سلالة هؤلا .........؟
ومن خلال متابعة خطة النظام من احباط التغيير والحراك الشعبي المتصاعد اجزم بان هؤلا لا يتبعون الي مؤسسة نظامية لها أرث في السودان
الشرطة او الجيش
وقد ينتابي الشك بين مصدق ومكذب الي انتماء تلك الميشيات الي جهاز الامن والمخابرات السوداني ، وقد اكون مخطئ في تحليلي هذا ولكن على يقين بان الشخصية السودانية السوية لها حد ادني في التعامل مع المختلفيين معها فهي تقف عاجزة عن القتل او اذلال الخصم مهما بلغت درجة الكراهية المتبادلة ، نعم قد تكون هنالك سلبيات في الشخصية السودانية ولكنها متسامحة لاقصي انواع التسامح
ويــظل السؤال من هؤلاء يقتحمون البيوت ويهينون المرأة ويطلقون الرصاص الحي لقتل الاطفال ............؟
كل الدلائل كلها تشير الي جهاز الامن الشعبي لحزب الجهه الاسلامية القومية فليس هناك من له مصلحة حقيقة في الدفاع عن هذا النظام الا مليشيات النظام نفسه والتي من ضمنها انتهازيين ، والشاهد في الامر عزيزي بان اغلب كوادر النظام التي تقوم بتلك العمليات الان تعاني من قهر نفسي فافرادها يحاولون التماهي مع المتسلط في اذلال الآخرين .
اذن ومن خلال السرد اعلاة يمكن ان نقول بان مليشيات النظام تتكون من نوعين :-
• منتفعين من النظام ويدافعون عنه
• مقهوريين متماهيين مع المتسلط
واغلب الظن بان انتماء الفرفتين الي جهاز الامن الشعبي نتيجة الي عوامل عدة تداخلت مع البعد الديني في فترة سابقة من عمر الانقاذ الي عامل مهم جداً لعب دوراً كبير في انضمام عدد الي جهاز الامن الشعبي وهو عامل نفسي بحت فالقهر الذي زرعه النظام خلال سنوات حكمة العجاف اثمر احساس بالغبن وبالحسد وأجَّجَ نيران القبيلة والعصبية الامر الذي انعكس بوصورة واضحة على المجتمع بكل مناحية فكثر الحسد والتباغض والتماهي بالمتسلط فولد عقدة نقص واضطهاد عند البعض ، ولتكملة هذا النقص آثر نفر منهم الانضمام الي مليشيات جهاز الامن الشعبي وتحت سقفة اجتمع المضطهدين واصحاب السوابق الاجرامية والانتهازيين والصعاليك والمدمنيين والمثليين غير المقبوليين في المجتمع والسحقيات وكل من لهم عقدة نقص لفظه المجتمع فكان لها الاثر السئ على نفسيتهم وبالتالي كانت نظرتهم الي الاخرين نظرة انتقامية لا يستطيع ان يخدم نظرته تلك الا من خلال وشاح وسلاح ناري يظهرة كاملاً .
في الثالث عشر من ديسمبر للعام 2018 كانت نقطة انطلاق الحراك الشعبي بتظاهرة كبيرة بمدينة الدمازين تُنٌدد بالسياسات الاقتصادية واستلمت مدينة عطبرة شعلة الحراك و تضامنت عديد من المدن السودانية في اول تجربة تلاقح ثورى منذ الثورة المهدية ، كانت ردة فعل النظام عنيفة وقوية كيف لا وللنظام تجربة في تثبيط ثورة سبتمبر 2013 والتى خلفت حوالي 200 شهيد او يزيد في اقل من اسبوع ، تم استدعاء عاجل للمليشيات الحزبية عندما رأي النظام تعاطي الجيش المتعاطف مع الحراك الشعبي فتكالبت الشكوك في نوايا المؤسسة العسكرية وسمع النظام صوت تململ الرتب الوسيطة وصغار الضباط وبالتالي اوكل النظام مسألة قمع تلك الاحتجاجات الي مليشيات .
كان طابع الاحتجاجات المتصاعد مرهق جدا للنظام فعمد علي اصدار اؤامر واضح مثل ما كان في سبتمبر ان يكون عامل الصدمة مثبطاً للتدافع من قبل المناهضين ولكن خاب ظنه وكانت الحركة الشعبية في تصاعد متتالي فابقي علي مليشياتة في استعداد كامل الامر الذي انعكس بدورة علي الافراد المرابطيين حرصاً على عدم انفلات زمام المظاهرات من تحت ايديهم فكانت ان ظهرت واحدة من اهم الامراض النفسية في مثل هذة الحالات :
متلازمة الاحتراق النفسي :-
وتعرف متلازمة الاحتراق النفسي والتي تعتلي مليشيات النظام بانها مرض يتسم بمجموعة من العلامات والاعراض والمتغيرات السلوكية والبدنية ، وقد تم تصنيف هذا المرض النفسي بانه ناتج الارهاق الشديد وهو من ضمن فئة من الامراض ذات المخاطر النفسية الاجتماعية المهنية ، وتعود تلك التسمية الى كونها ناتجة من التعرض لضغوط دائمة وممتدة .
يقول علماء النفس بان الفشل المتكرر يُعد أحد اسباب ظهور اعراض متلازمة الاحتراق النفسي .
ومن المرجح ان يصل الامر الى نهايتة بعد فترة من العمل الاحتجاجي المتواصل فاعراض المصابون بالمتلازمة تلك تغلب عليهم بعد حين فقدان الدافعية للعمل وذلك بسبب الانخراط الشديد في ما كلف به بدون الوصول الي نتائج حتمية على ارض الواقع ، كما تظهر على المصابيين اعراض بدنية واضحة مثل الانهاك والارهاق ونزلات البرد والصداع والاضطرابات المعوية والهضمية والارق ، والاهم من ذلك كلة تظهر عليهم اعراض سلوكية كالانفعال والاستثارة والعدوانية الزائدة وردة الفعل المبالغ فيها بصورة شرسة والعجز على مواجهة التوترات وعدم القدرة علي استيعاب المواقف الجديدة التي تبدر من الخصم كذلك يكون نضوب الطاقة هو السمة السائدة فيهم الي ان يصل الي مرحلة الانهيار الكامل يصاحب هذا انهاك وجداني وعقلي .
ومن التعاريف الرائجة لمصطلح الاحتراق النفسي والتي يجب ان نشير اليها وفي ذهننا مليشيات النظام ممثلة في جهاز الامن الشعبي
الاستنزاف الارهاق الانهيار وكل ذلك يكون بسبب المطالب المفرطة التي تستلزم طاقة وقوة .
يُشبة المريض بمتلازمة الاحتراق النفسي بالشمعة المحترقة التي لا يخرج منها سوي شعلة ضئيلة بعد ان تم اشعالها من قبل انتهازيين تم استغلال تلك الاجساد لمكاسب شخصية .
ان مليشيات النظام ترهب وتتجبر وتمارس اقسي انواع التنكيل بالمتظاهرين فهذا بحد ذاتة طبيعي للمصابيين بمتلازمة الاحتراق النفسي فالالتزام بما اؤكل اليهم يكون في قمتة وفي اعتقادهم أنهم يؤدون الواجب المنوط بهم ، ولكن مع مرور الوقت واستمرار الاحتجاجات المناهضة للنظام فقد يتبادر لهم ونقصد الامن الشعبي بان كل المجهود المبذول من قبلهم لكبح المظاهرات بلاجدوي فالتفاني في مثل هذه الاعمال التي تتطلب قسوة قلب لها اثر سئ جدا علي نفسية الافراد فيكون الوصول الي مرحلة الانهيار التام وارد بنسبة كبيرة .
تصيب متلازمة الاحتراق النفسي الاشخاص الذين يكنون لانفسهم صورة غير تلك التي تكون عند الآخرين يصل الامر بهم في نهاية المطاف الي معرفه حقيقتهم كاملة بصورة او باخري ولذلك ليس من المستغرب ان يغطي افراد الامن الشعبي وجوههم خوف التعرف عليهم والخوف من عقدة العار والخوف من الانتقام .
وفي آطار هذا التصور للاحتراق النفسي ومحاولة اسقاطة على واقع الحراك الدائر الان في السودان هذه الايام فان العوامل الفردية لمليشيات النظام تلعب دوراً مهماً في تطوير هذه المتلازمة كمرض عام لكل افرادها باعتبارات محددة تكون من خلال الوقوف على نوعية الاشخاص المنتميين لمعسكر النظام ويقومون بتلك الافعال المنافية للانسانية وتتفاني في اخماد جذوة الثورة فهؤلاء بوعي منهم او بدون وعي يعرضون انفسهم بهذا المرض فيصابون بحالة من الارهاق المزمن والكآبة والاحباط نتيجة التفاني ا المصحوب بفشل متتالي في تحقيق النتائج المرغوبة مما يؤدي في النهاية الي انخفاض الرغبة في العمل والاداء ويكون الفرد منهم يعاني من اعراض المرض من الآم عامة وفقدان التركيز والارق وسرعة الاستثارة ونفاذ الصبر والانهاك الجسماني والنفسي واخيراً فقدان الدافعية للنهوض والذهاب للعمل وعندها نُسلم بسقوط النظام.
اكرم ابراهيم البكري
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
أكرم إبراهيم البكري
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|