جئتم متأخرين..!!
01-20-2019 08:33 PM
رسالة لفضيلة الشيخ الجليل / عبد الحي يوسف ، وبعد عُمر من الزمان قضيتموه في كنف الأمة السودانية مُحاطين بأسمى آيات التقدير والإحترام والثقة حتى من الذين يخالفونكم الرأي ، أدعوك أن تُراجع ذاتك فيما يتعلَّق بقناعات الناس من حولك بما تختطهُ من مسالك وما تتبنَّاه من آراء إزاء الكثير من الأحداث السياسية و الحياتية التي لا يمكن أن تمر دون أن تدلون فيها برأي صريح وواضح ، فبعد تلك الحقبة الزمنية التي قضيتموها على رأس بلاط قيادة العلم الديني والتشريعي على المستوى الرسمى والجماهيري وبعد كل ما توفَّر لديكم من أدوات أهمها تسخير الآلة الإعلامية الرسمية والإمكانيات اللوجستية وربما المادية ، تجدون اليوم أنفسكم مضطرين لأن (تبرِّروا للناس) البعض أو ربما الكثير من أقوالكم وأفعالكم وتحركاتم حول قضية الوضع الراهن في البلاد ، خصوصاً فيما يتعلَّق بالعلاقة التي تربطكم بالسلطة والتي هي بالتأكيد ليست أقل من (وطيدة) ، كيف لكم أن تقيِّموا مستويات الثقة المُتبادلة بينكم وبين عامة الناس وأنتم تخاطبونهم منذ عشرات السنين حتى يقودكم الواقع الراهن لتسجيل الفيديوهات وإرسال الإشارات والتبريرات التي تفيد (ما يمكن أن تدلون به من نصح لرئيس الجمهورية) لماذا وُجدت مساحة (الشك) وعدم الثقة في صدور الناس من حيث المبدأ لتكونوا مضطرين للتوضيح والبيان والتبرير ؟ ، الشيخ الجليل عبد الحي يوسف بغض النظر عن ما تعتقدون في أمر قضية السودان وما يدور بين حاكمها ورعيته و قناعاتكم الذاتية ، أنتم مسئولون أما الله والأمة وسجل التاريخ الوطني ، عن إنتظاركم طيلة ذلك الزمان الذي تسيَّد فيه الفساد والفسق والظلم وإفقار الغلابة عبر توجهات السلطة وفساد نافذيها ، إن مجاهرتكم بالحق في وجه الرئيس بعد أن دق الشعب ناقوس الثورة وعلت هتافاته ضد الظلم والهوان والجوع ، لا نعتبرها على الإطلاق محمده ، فقد كنا نتمنى أن يتميِّز أمثالكم من الصفوة والنخبة بعلو صوتهم مبكراً وقبل صوت العامة ، أما وقد فعلتموها متأخرين فلكم أن تتحمَّلوا مغبة إعتبارنا لها مجرد (مُسايَّرة) لإنبلاج صوت المستضعين وخفوت صوت الجلادين والخائنين من أثرياء الفساد والنهب من مال الشعب ، ما هكذا يا شيخنا عبد الحي ومن معك من العلماء يُريد الله منكم من أدوار في أوساط الأمة ودواوين السلطة ، كان لمثلكم أن يدرأ ما يحدث الآن من إراقة دماء وإزهاق أنفس بريئة لو صدحتم باكراً بالنصح الثمين للرئيس ، فلربما كان قد وعى وإرعوى وإجتهد في السير في درب الحق والعدل وسيادة حكم القانون والضرب بيدٍ من حديد في عُنق الفساد والباطل ، أن تُجاهروا بالحق بعد أن جاهر به عامة الناس من فرط الوجع والضيم والجور ، لا يعفيكم من حكم التاريخ عليكم كونكم (جئتم متأخرين) .
الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
هيثم الفضل
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|