الثورة في طريق النصر
01-26-2019 02:26 PM
د. زاهد زايد
تدخل الثورة السودانية شهرها الثاني وفي كل يوم تزداد قوة وصلابة ، فاقت تقديرات معظم الدوائر المحلية والعالمية وفاجأت الحكومة وأربكت حسلباتها تماما.*
لم تفلح إلى الآن كل محاولات الحكومة والمؤتمر الوطني في إنهائها ، فالوعود التي أطلقوها لم تعد تجد إلا السخرية والاستهزاء ، لان الناس يعلمون أن البلد "عدمت الفرطاقة"وهاهو كبيرهم يهرول متسولا لقطر "الملاذ الإخواني الأخير " عله يجد ما يعينه على مواصلة كذبه ونفاقه وهو لا يعلم أن قطر المحاصرة لن ترمى فلوسها في الهواء ليلتقطها القطط السمان وأن الحراك الثوري الموجود في السودان لن تنفع معه بلايين الدولارات في ظل فساد معلوم وظاهر للعيان .
ولم تفلح رهاناتهم على الزمن ولا اللعب على الولاءات فكل ذلك هراء لا طائل من ورائه وهذه هي احزاب المنفعة تهرب كالجرزان من السفينة الغارقة .
لم تبق أمامهم إلا حيلة العاجز الجبان وهو استعمال القوة لقمع المتظاهرين العزل ، القوة التي لا تراعى حرمة ولا تخاف عقابا لأنها بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت .
فسقوط الحكومة ومن خلفها جيشها الجرار من قتلة ، وسفاكي دماء، ومنتهكي أعراض ،و ناهبي قوت الشعب معناه ببساطة تسليم رقابهم للقصاص لذا لن ترعوي أو تتردد في استخدام أبشع الوسائل للحفاظ على وضعها .*
فالمسالة بالنسبة لهم ليست مسألة وطن أو مستقبل أمة ، وإنما مسألة وجود وحياة ، فالبشير إن نجى من جرائمه داخليا لن ينجو من الملاحقة الدولية وسيصبح مطاردا أينما حل، وبسقوطه ستنكشف عورات وتزول اقنعة بعضها لازال ينتظر هذه اللحظة ليتبدى للناس .
اذا لا يأمل حالم أن يستسلم هؤلاء بين يوم وليلة ، فمارثون السقوط قد بدأ لتوه وفي فصول قد تطول وتطول لكنها حتما ستأتي النهاية السعيدة* فالشعوب لا تقهر . وليل الظلم مهما طال فسيسفر عن صباح أبلج مشرق .
فالثورة مستمرة ولن تتوقف فخلفها شباب لم ير التاريخ السوداني أشجع ولا أقوى عزيمة منهم منذ* كرري ، ولا غرو في ذلك فهم أحفاد هؤلاء المغاوير الذين صمدوا صمودا أشاد به أعداؤهم .*
نعترف نحن من عاصر انتفاضة أبريل وأزال حكومة مايو أن ذاك النظام* مع قمعه كان أرحم ألف مرة من الانقاذ ، وأنه تحلى بشيء من الاخلاق في التعامل مع المنتفضين فلا مقارنة البتة بينه وبين النظام الحالي الذي ضرب عرض الحائط بكل القيم والمثل الفاضلة ، كنا نحسب أنفسنا في أبريل أبطالا فلما رأينا شباب الثورة اليوم أدركنا معنى البطولة الحقة والشهامة والصبر والتضحية .*
التحية لأبطال القرن ، للشباب الثائر ، فستبقى ملاحمكم وساما تفخرون به ، لم يكن الرهان عليكم من فراغ ، فالحمد لله أنكم لم تخيبوا آمال آبائكم ولم تخزلوا وطنكم .*
وتحية خاصة لبنات السودان فخر المرأة في كل مكان ، فقد سطرتن أروع المواقف أمام أشباه الرجال وأثبتن أن الرجولة لها معنى لا يطاله بعض من ينتسبون للرجولة زورا وبهتانا .
أما الشهداء فهم بإذن الله عند ربهم يرزقون ، في جنات عرضها السموات والأرض يجزون على تضحياتهم جزاء من وعدهم بنعيم لايزول.
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
د. زاهد زايد
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|